التقتها « البيان» إثر فوز روايتها بجائزة «بوكر» العربية

رجاء عالم: موزاييك مكة البشري مدهش كما عنق الحمام

ت + ت - الحجم الطبيعي

فازت الكاتبة السعودية رجاء عالم بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية) مناصفة مع الكاتب المغربي محمد الأشعري. لتصبح أول امرأة تفوز بالجائزة التى تم اقتسامها بين عملين للمرة الأولى أيضاً فى تاريخها منذ بدأت فى عام ‬2008. تتميز عالم بأنها كتبت رواية (طوق الحمام) استيحاءً من تجربتها الشخصية في مكة، فكشفت عن العوالم السّرية للعوالم السفلية غير المعروفة لدى العامة.

(البيان) التقت عالم، وسألتها عن الجائزة وطقوسها في الكتابة،على هامش حفل الدورة الرابعة للجائزة، الذي أقيم منتصف الشهر الماضي فى أبوظبي. وفي ما يلي مجريات الحوار:

هل تعتقدين أن التجريب يخدم الرواية العربية وأنت قمت بذلك في روايتك (طوق الحمام)؟

يجب أن تكون الرواية مثل حياتنا، وما دامت حياتنا عبارة عن تجريب وفشل ونجاح، فالكتابة هي المعادل لهذا الواقع. إن عملي مع الأطفال حفزني على الابداع، وأعطاني الكثير من الجرأة لأن الطفل يجرّب الألعاب بدون خوف أو حساب، وأنا كذلك.

الشيء العظيم في روايتك هو الربط بين الحاضر والماضي؟

الحاضر والماضي هما نحن هذا الكائن، أنت كائن تأتي من ماض سحيق. هاجس الكتابة أصل بدايتنا ونهايتنا، فهي بدايات البشر ونهاياتهم. أعتقد نحن امتداد لهذا المطلق، والرواية ملحمة، وامتداد لنا.

كيف استوحيت روايتك من مكة، وأنت تعيشين في باريس..هل كما يقول الروائي الأيرلندي جيمس جويس: الابتعاد عن المكان، يجعلنا نكتب عنه بشكل أفضل؟

اعتقدت على الدوام أن مكة هي الرمز، هي كل العالم. عندما أكون في باريس، أحمل معي مكة، أذن نحن لا نعيش في مكان واحد. لا يعيش انسان العصر الحالي هنا فقط، بل هو موجود في الانترنت، وفي بلده، وله وجود آخر هو أحلامه.

لماذا اخترت(طوق الحمام) عنواناً لروايتك؟

مكة هي طوق الحمام، وهناك أغنية شعبية تقول إن أهل مكة (حمام)، وأخرى تقول إن المدينة (قمرية)، وهو طائر أكبر بقليل من الحمامة... وهكذا عندما كنت أنظر من بيت جدي الذي يطل على الحرم، كنت أرى هذا الموزاييك البشري الرهيب، الذي يشبه عنق الحمام في تلونه وتنوعه وتداخله، وانعكاساته.

هل هي الشرارة الأولى لكتابة هذه الرواية؟

أعتقد أن الشرارة الأولى جاءت من زوال الجبال في مكة. عندما بدأت عملية هدم بيت جدي الذي يطل على الحرم، شعرت أن جزءاً مني يهدم، ومن هنا بدأت (طوق الحمام).

ما رمزية روايتك؟

إنها محاولة للكشف عن المطلق، وسقوط البشر لم يتم من سقوط آدم وحواء من الفردوس، بل من سقوط التفاهم بين الأديان والشعوب. وعندما تحولت الأديان إلى أسلحة، تم إلغاء الآخر.

هل هناك ما يؤرقك في الرقيب سواء كان ذاتياً أم خارجياً؟

لا أفكر بالرقيب عندما أكتب، يمكنني القول أنه لايوجد رقيب في مفهومي للكتابة.

هل تُوزع روايتك في السعودية؟

الرواية موجودة في السعودية، وقرائي موجودون، لكن فئة معينة تقرأ رواياتي.

هل أنت فيلسوفة أم روائية؟

أعيش الحياة وأحبها، وهذا ما يمدني بالاستمرارية.

سيرة

من مواليد مكة المكرمة، السعودية، بدأت النشر في الملحق الثقافي بجريدة (الرياض). وقد نشرت حتى الآن عشر روايات، اثنتان باللغة الانجليزية(فاطمة) و(ألف ليلة وليلتي). وأربع مسرحيات. كما أصدرت كتباً فنية عدة بالتعاون مع فنانين مثل الفنان التونسي نجا المهداوي، والمصورة الأميركية ويندي أيوالد وشقيقتها الفنانة شادية عالم، التي تعاونت معها في تأسيس مركز ثقافي بمدينة مكة. تلقت عدة جوائز تقديرية من البلدان العربية، وكذلك من باريس ومدريد.

طوق الحمام

تكشف الرواية ما تخفيه مدينة مكة المكرمة من عوالم سرية، تنطوي على المظاهر السلبية في حياة البشر، من الرقيق الأبيض إلى التطرف إلى استغلال العمال الأجانب، في ظل مافيا من متعهدي البناء، يقومون بتغيير معالم المدينة التاريخية.

ويتصادم هذا الواقع المعتم مع جمال رسائل حب من بطلة الرواية.

Email