اللغة والقانون

كلٌّ على حِدَة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كيف تُكتب هذه الكلمة؟ هذا من أكثر الأسئلة التي تطرح عليّ من الزملاء والأصدقاء، ولا سيما أنه لا توجد ثمة مشكلة بالنطق، فاللفظ يكاد يكون واحداً والكتابة على عدة وجوه، منها: حِدة، حِده، حِدا، حِدى.

فجميع هذه الكلمات تنطق بطريقة واحدة عند كسر الحاء، ولكن الحيرة لديهم في كيفية الكتابة أولاً، والنطق في حال قراءة الجملة كاملة متضمنة هذه المفردة (حِدة).

فمن المعروف أن الفرق بين الهاء والتاء المربوطة من حيث النطق يتلاشى في حال الوقف، ولا يظهر هذا الفرق إلا عند وصل الكلام، فعندما نقول مثلاً: ذهب الموظف إلى الدائرة، فإننا ننطق التاء المربوطة هاءً بسبب الوقف، والدليل أنه إذا كانت هناك كلمات أخرى بعدها سوف تظهر هذه التاء نطقاً وكتابة، كأن نقول: ذهب الموظف إلى الدائرةِ صباحاً.

وعودَاً على بدء؛ فإن الخلط في كتابة مفردة «حِدة» جاء بسبب تشابه النطق مع كلمات أخرى، هي: حِده، حِدا، حِدى، رغم اختلاف المعنى، وهذا الأمر (المعنى) أكثر أهمية، إذ لا فائدة من الكتابة الصحيحة دون الإفادة بمعنى صحيح ومقصود.

ووفق المعاجم يكون معنى حِدة هو الإفراد، وجاء في معجم متن اللغة، مادة وَحَدَ: «وَحَدَ يَحِدُ وَحْداً وحِدَةً: صار وَحْدَه، والحِدَةُ: كالعِدَة (مَصْدر). تقول: جَعَلَه على حِدَةٍ، أي مُنْفرداً وَحْدَهُ. وتقول: فَعَلَه من ذات حِدَتِهِ، وعلى ذات حِدَتِه ومن ذي حِدَتِه، أي من ذات نَفْسِه ومن ذات رأيه. وتقول: جَلَسَ على حِدَتِه، وعلى حِدَتِهما، وعلى حِدَتِهم، وعلى حِدَتِهِنَّ».

ولكي يكون المقال أكثر وضوحاً وفائدة نورد مثالاً من أحد التشريعات حيث نصَّ على أنه: «يكون استيفاء الرسم المستحق عن استخدام المواقف العامة وفقاً للطريقة التي تحددها الدائرة لكل موقع على حده»، وبالطبع فإن المقصود وفقاً للسياق «حِدة» فيكون المعنى: لكل موقع منفرداً، وقد كتبت هذه المفردة بالهاء بدلاً من التاء المربوطة بسبب تشابه نطق الحرفين عند الوقف، لذلك لا بد من كتابة صحيحة، ونطق صحيح، وصولاً للمعنى المقصود.

 

 

Email