في توصيات المؤتمر العربي الخامس: دعوة لبناء الانسان المعاصر وتوفير المناخ الديمقراطي

ت + ت - الحجم الطبيعي

خرج المؤتمر الثقافي العربي الخامس الذي تواصل منذ 15 حتى 17 ديسمبر الحالي في متحف الشارقة للفنون تحت شعار (التكامل طريق المستقبل العربي.. التكامل الثقافي العربي) بجملة توصيات طالت دور الثقافة واهميتها في دعم الوحدة العربية والتصدي لمحاولات طمس الهوية وتوفير المناخ الديمقراطي وقرأ التوصيات ضمن (بيان الشارقة) د. فيكتور الكك امين سر المجمع الثقافي العربي الذي نظم المؤتمر بالتعاون مع دائرة الثقافة والاعلام بالشارقة واشتمل على احدى عشرة نقطة جاءت اولوية الترتيب فيها لاهمية الثقافة ودورها في دعم المسار التنموي الشامل وبناء الانسان المعاصر وصيانة الهوية وتعزيزها وتعميق الوعي بما يشهدة العالم من تحولات متنوعة والعمل على التأسيس المعرفي لمشروع ثقافي تقدمي ودعا البيان الى تثبيت دعائم الوحدة الثقافية العربية وتشجيع المبادرات والمشاريع الثقافية المشتركة وتنشيط مساهمة المثقف وروافد المجتمع المدني من اجل ترسيخ ثقافة تقوم على التنوع والانفتاح والتفاعل مع الثقافات الاخرى واكد على اهمية التكامل الثقافي ودوره الاساسي في تماسك الصف العربي وتفعيل التواصل بين الشعوب العربية لمواجهة التحديات الوافدة وبين المثقفين ودعم الانشطة المؤدية الى النهضة المنشودة, كذلك التصدي للثقافة المعادية التي تحاول طمس الهوية العربية وتجديد فتوة الفكر العربي والوعي القومي ووجه المجتمعون دعوة الى جامعة الدول العربية لتفعيل دورها القومي في مجال التكامل اعلاميا وثقافيا.. ومن مقترحات التوصيات بلورة نظام للتعليم في جميع المراحل يركز على العوامل والجوامع المشتركة كالهوية والانتماء ودور الجامعات العربية ومؤسسات البحث العلمي للوصول الى التكامل وطالب البيان باحداث تغيير جذري في الاساليب الاعلامية المتبعة حتى تتلائم ومتطلبات ثورة التكنولوجيا المعاصرة وفي الجانب الاخر حماية المواطن العربي من التلوث الاعلامي الوافد وتوفير المناخ الديمقراطي الضامن لحرية الفكر والتعبير تحفيزا للعمل الابداعي ولتأمين ثقافة الديمقراطية بلوغا الى ديمقراطية الثقافة. من الشعور الى الطموح وفي الجلسة الختامية تحدث الامين العام للمجمع د. عبدالرؤوف فضل الله اشبه بتوصيات منفصلة متطرقا الى بداية الدعوة للتكامل بين الاقطار العربية التي بدت عند الجماهير ثم اخذت تتطور وجسدت يقظة الشعور بالذات الى ان وصلت الى مرحلة الطموح واشار الى الاتجاهات المعاكسة والمضطربة احيانا في التفاعل الثقافي على المستوى العربي واكد على عدم خضوع العلاقات الثقافية العربية لاستراتيجية تكامل قومية. وبين انعكاسات التكامل على تطورنا ونهضتنا وحول الحلول الواقعية العملية قال د.عبدالرؤوف بعشرة خطوات على الصعيد الفكري هي وجوب محو 'آثار الثقافة المعادية وتوسيع دائرة الوعي, تجاوز الصراع العربي ـ العربي ببناء جسور الثقة بين الاطراف والتحرر من نفوذ القوى الكبرى المتسلطة ومجابهة تحدياتها اضافة الى مسألة التخلص من التخلف المتحكم فينا وتحصين ثقافتنا من مخاطر الاختراق الثقافي الصهيوني وممارسة مقاومة ثقافية فعالة واخرى ضد الانتعاش الجنوني لظواهر الطائفية والقبلية والعائلية على حساب المواطنية وضمن دعواته العمل على الغاء القيود المفروضة على حرية التواصل بين اقطارنا وعلى تطوير جامعة الدول العربية لتفعيل التعاون الرسمي كهدف مطلوب بذاته تعويضا عن غياب المصالحة العربية الكاملة طارحا اقامة (رابطة اصدقاء الجامعة العربية) واعلاء مفهوم التكامل في العلاقات السياسية العربية ــ العربية وتخطي المعوقات الادارية.. وعلى صعيد الاعلام سخر د.فضل الله من ديباجات وقرارات نصف قرن لتفعيل هذا الحقل معتبرا التنسيق فيه هشا موضحا الحاجة الى آلية مشتركة ذات ابعاد ديمقراطية واسف للتوجهات الاعلامية التكتيكية المرحلية وتوقع ان يكون لاعلامنا دور بارز في مواجهة التحديات عبر خطاب مدروس ومتوازن يأخذ بعين الاعتبار المتغيرات كافة والاهداف التي يناضل الانسان العربي في كل ارجاء الوطن العربي لتحقيقها وقال ان الابحاث والتعقيبات والمناقشات التي ظهرت في المؤتمر هي رسالة الى الامة العربية شعوبا وحكومات وتيارات فكرية وسياسية ومؤسسات ان هذا هو المستقبل وهذه بدائله. وتوالت الكلمات الختامية من امين عام اتحاد الجامعات العربية مروان كمال وممثل دائرة الثقافة مدير ادارة الشؤون الثقافية فيها محمد العبدالله وقد سبق ختام المؤتمر جلسة عن (مركز الابحاث الجامعية والمؤسساتية في خدمة التكامل العربي) ادارها د. جورج المر وقدم ورقتها د.فتحي ابو عيانة (رئيس جامعة بيروت العربية) قرأها بالنيابة عنه د. ميشال جحا وعرضت لواقع الحال العربي في مجال البحث العلمي فوجدت نقصا في البيانات الكاملة عن هذه الناحية وقدمت ملامح عن المراكز وتخصصاتها واعتمادا على التقارير لحظ د.ابو عيانه تقليدية نظم التعليم العالي والبحث العربي عند العرب فضلا عن مركزية شديدة في الموازنات المالية وتاليا في اتخاذ القرارات واظهر عجزا في تقييم المراكز لغياب المعلومات المتكاملة غير ان التعليم العالي عندنا له سمتان غالبتان هما تدني التحصيل المعرفي وضعف القدرات التحليلية والابتكارات واطراد التدهور فيها واشار في معرض بحثه الى تخصيص النذر اليسير للبحث العلمي مقابل زيادة الانفاق على العملية التعليمية والوظائف الادارية ولقي نقصا في الكفاءات البحثية المتميزة والمتفرغة للبحث نتيجة استنزاف الادمغة والتباعد بين الجامعات والمراكز والمؤسسات الانتاجية والبحثية التابعة لوزارات وهيئات اخرى ولمح غيابا للمناخ البحثي الملائم ونقصا في التنظيم الدقيق والحوافز المناسبة. قطري ثم قومي وعن مراكز البحوث في الدول المتقدمة قال ان ليس هناك مجال للمقارنة مع مثيلاتها لدينا فيما تلعب الجامعات الاسيوية دورا مهما في مجتمعاتها العملية وهي مؤهلة لمتابعة التقدم العلمي والتقني وشجع د.ابو عيانة على التكامل القطري قبل القومي لالغاء مشهد الجزر المنعزلة التي تعيشها مراكز البحث العلمي في البلد الواحد وحتى يتم اختيار البحوث وفق خطة قومية تحكمها اولويات المنفعة البحثية الوطنية واشتكى من بقاء نتائج الباحثين الهامة والمفيدة دون استثمار حقيقي وتابع د. ابو عيانة عن واقع مراكز البحوث العربية التي ليست قليلة العدد وتعجب من الحواجز النفسية غير المبررة بين مراكز البحوث الجامعية ومراكز البحوث المؤسساتية ومن الافتقار لخطة عمل مشتركة او اجراء بحوث جماعية واوضح ان التكامل بين مراكز البحوث العربية اعمق من اتحاد الجامعات العربية التي يضم حاليا 152 جامعة ودل على ايجابيات في ترسيخ التعاون العلمي من خلال انشاء الكسود 1970 ومكتب اليونيسكو الاقليمي للتربية في البلاد العربية 1973 ورأى ان المبدأ الاساسي لوضع اية استراتيجيه للتكامل العلمي هو الحرية الفكرية وفي المعوقات ادخل عدة نقاط مثل عدم توفر القرار السياسي والنعرات القطرية في المجال الثقافي والعلمي التي تؤدي الى الانغلاق على الذات واختلاف النظم السياسية والاقتصادية بين الاقطار ووضع د.ابو عيانة ثلاث آليات ممكنة وقابلة للتنفيذ هي اجراء البحوث المشتركة وتبادل الباحثين وانشاء جامعة عربية للدراسات العليا والبحوث وعقد الآمال على صناع القرار في تحويل الرؤى الى واقع. د.فتحي ابو راضي علق على الورقة بالتأكيد والموافقة على ماجاء فيها مضيفا بعض النقاط المطلبية كاعادة هيكلية البنية التكنولوجية للمراكز والافادة من التجربة العالمية واعداد مواطن مثقف عبر هذه المراكز واعتماد سياسة تعليمية واضحة وسياسة بحثية والارتقاء بمستوى التعليم الجامعي العربي وربط حاجات البحث العلمي بحاجات السوق والانتاج كما اعطى الحضور ملاحظة عن هجرة الادمغة وعدم فاعلية المراكز احيانا بالرغم من كمها وارتباط المسألة بغياب البنية الانتاجية. دور الجامعات اما اخر اوراق اليوم الثاني فكانت مع د. مروان كمال (الاردن) عن (الجامعات والتكامل الثقافي العربي) ادارت جلستها د. هيام مروة (لبنان) وعقب عليها د.سامي خصاونة (الاردن) جاءت محاضرة د.كمال مكثفة جالت على اكثر من هم بدءا بالمناهج والخطط الدراسية وكذا الدوريات العلمية الجامعية المحكمة والمؤتمرات العلمية المتنوعة مرورا بالاتفاقيات الثنائية بين الاقطار وحركة التعريب والترجمة والمناشط الرياضية المشتركة وخدمة المجتمع المحلي والعربي ومجالس البحث العلمي ومراكزة المختلفة وصولا الى الاهتمام الواضح بظهور المعاجم العلمية كما توقف عند المسابقات الثقافية الطلابية وخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال برامج الدراسات العليا وتحدث عن شروط ومتطلبات الترقيات العلمية لاساتذة الجامعات وعن تطبيق البرامج العلمية في بيئات متنوعة والمساهمة في خطط التنمية العربية الشاملة منوها بانشاء المجلس العربي للدراسات العليا والبحث العلمي وعد نجاح انشاء جامعة جديدة في اي دولة عربية من علماء وخبراء عرب لبنة لحماية اللغة والتراث العربيين وابرز مسألة التعاون بين الجامعات والمؤسسات العربية والدولية وختم بان تبادل الاساتذة والعلماء انجح الوسائل لتعريف الطلبة بالخبرات الجديدة. كتبت ــ رندة العزير

Email