اللغة والقانون

أكِفّاء وأكْفاء وأكفياء

ت + ت - الحجم الطبيعي

يكثر استخدام مفردة أكِفَّاء «بكسر الكاف» للدلالة على معنى الجدارة والاستحقاق والقدرة العالية، وهذا خطأ لغوي شائع، لا يستقيم والمعنى الحقيقي لهذه المفردة؛ لأن أكِفَّاء جمع لكلمة كفيف وهو الضرير الذي لا يُبصر، ومن غير المتصور أن من يُطلِق هذه الكلمة بهذا السياق يمكن أن يقصد بها هذا المعنى.

ويأتي هذا الخلط من التشابه الكبير بين جمع كلمة كفيف وجمع كلمة كُفء، فحروف الكلمتين «أكِفَّاء، أكْفاء» متطابقة في رسمها، وإنما الاختلاف في الحركات والتضعيف.

وقد جاء في لسان العرب أن كُفء تجمع على أكْفاء، وفلان كفء لفلان، أي أنه يساويه ويشابهه ويناظره.

ورغم أن مفردة «كُفء» تدل على المماثِل والنظير والمشابِه، كما جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: «ولم يكن له كُفُواً أحد» سورة الإخلاص 4، بمعنى لم يكن له شبيه ولا مِثل، وفي المعاجم ترد بالمعنى نفسه، إلا أن المجامع اللغوية العربية قد أجازت استخدامها بمعنى الكفاية والكفاءة، أي أنه من أصحاب الكفاءة وهو يجانس العمل ويرتفع إلى مستواه.

أما مفردة أكفياء التي تستخدم أحياناً بمعنى أكْفاء، فهي جمع لكلمة كفِيّ ومعناها الكافي، مثلما نجمع نبي على أنبياء، وصفي على أصفياء، ونقي على أنقياء، ومن الواضح أن كلمة كفيّ تقابل في العامية مفردة «كَفو» التي نستخدمها في حياتنا اليومية للدلالة على أن الشخص الموصوف بها جدير بالشيء، وذو كفاية، وقد جاء في اللسان بهذا المعنى قول ابن منظور: «كفى يكفي كفايةً إذا قام بالأمر»، ورجلٌ كافٍ وكفيّ مثل سالم وسليم، وكفى به رجلاً.

وخلاصة القول: إن الكلمات الثلاث صحيحة من حيث اللغة، ولكن الاستخدام الخاطئ هو الذي يدفعنا للتنبيه على ضرورة الدقة في استخدام هذه المفردات وفق السياق والمعنى المقصود.

لذلك لا بد من انتقاء الكلمة المناسبة وفقاً لتركيب الجملة، ولا شك أننا يجب أن نبتعد عن استخدام كلمة أكِفَّاء بمعنى الكفاءة، لأن المعنى بعيد جداً عن المعنى المراد.

 

 

Email