ناريندرا مودي يبدأ زيارته للدولة اليوم

الإمارات والهند.. روابط تاريخية وشراكة استراتيجية

القيادة الرشيدة حريصة على تعزيز العلاقات مع الهند | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

للمرة الثالثة منذ عام 2015، يزور الدولة اليوم ناريندرا مودي، رئيس وزراء جمهورية الهند الصديقة ويبحث مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تعزيز علاقات الصداقة التاريخية والتعاون الاستراتيجي بين البلدين الصديقين، إضافة إلى استعراض مجمل التطورات والقضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين.

وتأتي زيارة رئيس وزراء الهند التي تستغرق يومين في إطار الحرص المشترك على تنمية علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين وبما يخدم مصالحهما المتبادلة، كما تأتي لترسخ توجه القيادتين نحو توثيق التعاون المشترك في المجالات كافة ومتابعة هذا التوجه الاستراتيجي عبر آليات فاعلة لضمان تحقيق رؤية القيادتين.

وتعد دولة الإمارات من الدول القليلة التي يقوم رئيس الوزراء الهندي بزيارتها للمرة الثالثة منذ أغسطس 2015 وحتى أغسطس 2019، مما يؤكد حرص الهند على توثيق وتأصيل علاقاتها السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية مع دولة الإمارات.

وغادر رئيس ناريندرا مودي الهند أمس، في جولة تستمر خمسة أيام يزور خلالها كلاً من فرنسا والإمارات والبحرين، حسبما أعلنت وزارة الشؤون الخارجية الهندية.

وسام زايد

وكان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، قد منح في 5 أبريل الماضي ناريندرا مودي رئيس وزراء جمهورية الهند «وسام زايد» الذي يعد أعلى وسام تمنحه دولة الإمارات لملوك ورؤساء وقادة الدول، وذلك تقديراً وتثميناً لدوره في دعم وترسيخ علاقات الصداقة التاريخية والتعاون الاستراتيجي المشترك بين البلدين الصديقين على الصعد كافة.

وخلال السنوات الأربع الماضية تلقت العلاقات الثنائية بين الهند والإمارات زخماً كبيراً من وقت لآخر بتبادل الزيارات رفيعة المستوى من الجانبين حيث شهدت زيارة رئيس وزراء الهند إلى الإمارات في الفترة من 16 إلى 17 أغسطس 2015 بداية شراكة شاملة واستراتيجية جديدة، فيما قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بزيارة الهند في الفترة من 10 إلى 12 فبراير 2016.

كما قام سموه مرة أخرى بزيارة رسمية للهند في الفترة من 24 إلى 26 يناير 2017 كضيف رئيسي في احتفالات يوم جمهورية الهند وخلال هذه الزيارة تمت ترقية العلاقات إلى شراكة استراتيجية شاملة، كما وقع الجانبان مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون في مجال الفضاء الإلكتروني والدفاع والطاقة والنقل البحري والبري.

والشركات الصغيرة والمتوسطة والزراعة والقوى العاملة، ومكافحة الاتجار بالبشر والإعفاء من تأشيرة الدخول لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والرسمية.

وحافظت الهند على مكانتها كشريك تجاري رئيسي للدولة خلال الخمس سنوات الماضية حيث تراوحت فيما بين المرتبة الأولى والثانية على قائمة الشركاء التجاريين لدولة الإمارات ومما يؤكد قوة العلاقات المتميزة التي تجمع دولة الإمارات العربية وجمهورية الهند والتي تمتد في كافة المجلات التنموية وترتكز على روابط تاريخية وجغرافية وثقافية.

وشهدت العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين نقلة نوعية كبيرة في المجالات كافة خلال السنوات الماضية وهناك حرص مستمر على تعزيزها في شتى المجالات لما فيه خير للبلدين والشعبين الصديقين.

محادثات

وكانت دول الإمارات قد أجرت محادثات مع جمهورية الهند خلال الاجتماع الثاني عشر للجنة المشتركة في أبوظبي ديسمبر من العام الماضي حول حزمة من فرص المشاريع التنموية الدولية المشتركة الموجّهة لصالح البلدان الأقل نمواً، خاصة في قارة أفريقيا وللمُضي قدماً في إرساء التعاون المشترك في جميع المجالات ودعم رؤية القارة الأفريقية الطموحة من أجل النهوض بها لتحقق الاحتياجات الفعلية للشعوب الأفريقية ودعم التعاون ما بين دول الجنوب ودفع سبل تعزيز التعاون الإنمائي الثلاثي في مجالات متنوعة تهدف لتبادل الخبرات وبناء القدرات وذلك في إطار التعاون والصداقة ما بين دولة الإمارات وجمهورية الهند والشعوب الأخرى وضمن المسؤولية المتزايدة بشأن دعم السلام العالمي وتنمية وازدهار الدول الأقل نمواً.

وخلال الزيارة الثانية التي قام بها رئيس الوزراء الهندي للدولة في فبراير 2018 تم بحث مجالات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها في مختلف القطاعات بما يضمن تحقيق تطلعات البلدين إضافة إلى استعراض التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وتبادل وجهات النظر حولها. وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال زيارة ناريندرا مودي للدولة العام الماضي أن العلاقات بين البلدين الصديقين شهدت نقلة نوعية كبيرة في المجالات كافة خلال السنوات الماضية، مدعومة بإرادة سياسية مشتركة من قيادتي البلدين.

وأضاف سموه أن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية التي تم توقيعها بين دولة الإمارات وجمهورية الهند في عام 2017 مثلت منعطفاً مهماً في مسار العلاقات بين البلدين الصديقين وأساساً قوياً للانطلاق نحو المستقبل، خاصة في ظل الحرص المشترك على تحويل بنودها إلى برامج ومشروعات للتعاون في العديد من المجالات بما يعود بالخير على الشعبين الإماراتي والهندي اللذين تجمعهما وشائج قوية من العلاقات الثقافية والإنسانية والتجارية التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ.

مشيراً سموه إلى مساهمات الجالية الهندية في مسيرة التنمية التي تشهدها الدولة وأكد أنها تحظى بكل تقدير واحترام على المستويين الحكومي والشعبي، وتمثل جسراً حضارياً قوياً لتعزيز العلاقات بين البلدين.

روابط تاريخية

وتشترك دولة الإمارات وجمهورية الهند بروابط تاريخية وثقافية منتظمة على المستويين الرسمي والشعبي حيث أقامت الإمارات العربية المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع الهند في عام 1972، وتم افتتاح سفارة الإمارات في الهند عام 1972، بينما تم افتتاح سفارة الهند في أبوظبي عام 1973.

وفي المجالات الثقافية تتمتع الهند والإمارات بروابط صداقة قوية قائمة على العلاقات الثقافية والدينية والاقتصادية القديمة بين البلدين ووقع كلا البلدين على الاتفاق الثقافي في عام 1975 ومنذ ذلك الحين تم تنظيم فعاليات وأنشطة ثقافية وفنية ومعارض الحرف اليدوية عبر المراكز الثقافية داخل الدولة بمشاركة السفارة الهندية في أبوظبي.

تعاون ثنائي

عقدت اللجنة الإماراتية الهندية المشتركة في 3 ديسمبر عام 2018 دورتها الثانية عشر للتعاون التقني والاقتصادي في أبو ظبي وناقشت القضايا المتعلقة بالتعاون الثنائي والمجال القنصلي والتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والمصرفي والمالي والطيران المدني التعليم الزراعة والثروة الحيوانية والمساعدات الإنسانية والتنمية والتعاون الثلاثي.

كما بحثت اللجنة المشتركة طرق ومعايير جديدة لتعزيز العلاقة بين البلدين والفرص الكبيرة بين البلدين كما تم بحث تأمين فرص استثمارية وكذلك تأمين الاحتياجات الهندية في قطاع الطاقة.

Email