يعتقد البعض أن الأدب أو مهنة الأدب من أبسط الانشغالات التي يمكن للإنسان أن يهتم أو يعمل بها، فالشعر والكتابة والرواية أمور من البساطة بحيث لا تحتاج إلى علم ودراسة وجهد، هكذا يظن البعض، لذلك فهذا البعض ينظر للأدب بكثير من الاستهانة أو
في أول أيام رمضان، وبعد أن تنتهي مراسم الإفطار وصلاة المغرب وأثناء أو بعد حفلة الشاي والقهوة وأطباق الحلويات ذات الوصفات المستعار معظمها من الإنستغرام.
يقول لي صديق قرأ مقالي حول الأشخاص كثيري الشكوى الذي نشر منذ يومين، إنه لأول مرة يفكر بجدية ويحاول استعادة الحوارات التي تدور بينهم كأصدقاء حين يلتقون في نهاية الأسبوع في أحد المقاهي أو حتى حين يجمعهم لقاء في العمل أو في مكتب أحدهم، يقول
صحيح أن الكاتب وهو يمارس فن البقاء والحياة عبر استمراره في الكتابة، ولسنوات تطول أحياناً حتى لا يعود ينتبه لمضي الزمن وللتحولات، التي ترافق جريانه السريع والجارف، إلا أن صوت التغيير يصبح قوياً يوماً بعد يوم، ويصير من الصعب تجنبه أو حتى
يقول أديب روسيا الكبير ديستويفسكي في روايته «الجريمة والعقاب»: «نحن أقوياء، لا عليك من كلام المحبطين، نحن نستيقظ كل يوم لنعيش الحياة نفسها في المكان نفسه مع الأشخاص أنفسهم.
إننا كبشر نسعى لإنسانيتنا بشكل مستمر عبر التمسك بالقيم والدعوة لها، والبحث عن مكامن الجمال فينا وحولنا، ومحاولة إبرازها وإعلائها، نبحث عن الجمال فيما نهتم ونحب ونلبس ونسكن ونأكل ونقرأ، في أجسادنا وعلاقاتنا، في اهتماماتنا وأسماء أبنائنا، في
وكأن العالم كله بكل ما فيه ومن فيه، بتاريخه وأخباره وخيراته وإنجازاته وحضارته وثقافته وحروبه وكوارثه ومدنه وبشره... إلخ، كله صار متواجداً وموجوداً على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل، وكل ما لا يوجد على هذه الشبكة أو في هذا الفضاء يعتبر غير
بين فترة وأخرى يعود صناع الدراما في الغرب لتقديم أعمال تعكس موقف الإنسان الغربي والمجتمع بشكل عام، هناك عدد من الأفكار الوجودية والثقافية، التي مست وأضرت بحياة ووجود الإنسان هناك، وذلك عبر نتاجات درامية قوية تطرح قضايا جدلية مهمة. ولعل
تختلف الرواية الجيدة عن الرواية الناجحة، أو تلك التي تحتل مركز الصدارة، وتعرض في معظم واجهات المكتبات، ويقف القراء طوابير في معارض الكتب للحصول على توقيع كاتبها أو كاتبتها، هذه الرواية الناجحة جماهيرياً قد تكون رواية سيئة نقدياً، وبها
هذا كلام ربما لن يعجب البعض، لكنه كلام يجب أن يقال اليوم، بل ويجب أن يقال قبل اليوم أيضاً، وهو يخص بعض المؤسسات والهيئات والمجالس وجمعيات النفع العام، الثقافية والسياحية والاقتصادية والتراثية وبعض وسائل الإعلام... وغيرها، التي تنظم وتعقد
قرأت في صفحة أحد مشاهير السوشال ميديا أنه كان يراجع أحد المشافي لوعكة ألمت به، وأن الطبيب نصحه بضرورة تناول الطعام بانتظام وعدم تمضية النهار بمعدة خالية لأن لذلك مضار صحية، لذلك مر في طريقه على محل اشترى منه قطعة حلوى أكلها وخرج، إلا أن
لفترات زمنية طويلة ولظروف سياسية متشابكة ومعقدة مرت بها بلداننا العربية، حدثت تحولات لا حصر لها، تركت آثارها المدمرة على أوضاعنا السياسية والثقافية، وعلى طرائق تفكيرنا ونظرتنا للحياة والآخر المختلف عنا! فحدث تحريف كبير لمسألة الخلاف
حين نكتب عن غزة أو نقف مع أهلها فإنما نفعل ذلك اصطفافاً مع الحق وانتصاراً لإنسانيتنا، نكتب عما يجري في غزة، لا عن حماس ولا عن أية سلطة أو حزب أو اتجاه، فكل الولاءات في معظم أقطارنا برهن البيع وكل البنادق قابلة للمقايضة إلا ما رحم ربي! أعلم
لو سألت مائة شخص، أو حتى ألف شخص، ليس بينهم كاتب أو رسام أو مسرحي مثلاً، عن روتينهم اليومي، فربما لا تعثر في إجاباتهم على شيء مثير أو يمكن وصفه بخفة الروح أو الطرافة والاختلاف التي تميز إجابات الروائيين والشعراء والرسامين عادة! إن معظم
نعلم جميعاً أن ما يسمى بالأقوال المأثورة التي تتوارثها المجتمعات وترددها في لحظات معينة جيلاً بعد جيل، أو تلك الجمل التي يطلقها البعض ممن يتمتعون بتجارب حياتية عميقة وحكمة ووعي كبيرين، والعبارات التي جاءتنا عبر كتب التاريخ والتراث والأدب
يكتب الأمريكي بول أوستر في كتابه «اختراع العزلة» واصفاً والده ولحظة موته الصادمة، تلك اللحظة الأكثر صعوبة من بين كل ما مر به في حياته فيقول: (يحدث في أحد الأيام أن تعثر في الحياة أمامك على رجل في أفضل صحة، ليس مسناً على الإطلاق، ولم يعرف
هل تبحث عن فيلسوف لا يزال على قيد الحياة ويعيش بيننا؟ إن كنت تحب أن تقرأ لفلاسفة لا يزالون يتحركون بين الناس ويشاركونهم حياتهم ومناسباتهم، بل ويجلسون في نهاية اليوم أمام جهاز الكمبيوتر للرد على أسئلة واستفسارات الناس، فلا شك أن فرنسا هي
إذا أرادوا تسفيه كلام قالوا عنه كلام جرايد، وإذا أرادوا نعته بالتفاهة قالوا إنه كلام روايات، ومع ذلك فإن هذا الكلام غير دقيق، فهناك أنظمة بقضها وقضيضها يمكن أن ترعبها رواية! عندما كتب الشاعر الروسي بوريس باسترناك روايته الشهيرة (دكتور
كتب أحد الأصدقاء واصفاً علاقات الصداقة التي تتكون من خلال مواقع التواصل، بأنها ليست سوى محاولة خاوية يؤسّسها الناس عبر الفضاء الإلكتروني لأنهم يعانون من فقر حقيقي في صلاتهم وعلاقاتهم الواقعية، لذلك يستعيضون عن (الملموس بالمحسوس، ويتشبثون
في جلسة ضمت أسماء كثيرة من المثقفين العرب، الذين اجتمعوا ليمضوا سهرة طويلة معاً، بعضهم يتعارف وبعضهم يلتقي للمرة الأولى، لكنهم بعد أن تعارفوا وتبادلوا الابتسامات والسلامات، انفتحت شهية الكلام والشكوى وتبادل وجهات النظر، فسافر في السماء قمر
يقول الكاتب المصري المعروف إبراهيم عبدالمجيد صاحب ثلاثية الإسكندرية الشهيرة في ندوة بمناسبة إطلاق آخر رواياته (قاهرة اليوم الضائع)، إن الوسط الثقافي يموج بالخلافات والمعارك، وإنه ككاتب مصري له علاقاته وحياته وحركته في هذا الفضاء الثقافي
تحت سماء رائقة، أضاءها قمر مسافر في ليل يموج بالحكايات والأصوات والموسيقى والجمال، نظم مركز أبوظبي للغة العربية ليلة ثقافية فنية لا تنسى، بمناسبة الذكرى المئوية للموسيقار سيد درويش، استعادت فيها ذائقة الحضور النغم الحقيقي الأصيل، المتصل
القاهرة مدينة لا تشبهها مدينة أخرى، ليست أفضل ولا أسوأ، لكنها مدينة مختلفة، قد تختلف مع أشياء فيها، قد لا تعجبك في بعض أوجهها، قد تتبرم وقد.. وقد.. لكنك إذا أتيتها محباً غادرتها عاشقاً، ولن يطول بك الوقت فتحن إليها وتعود، لتصير شرياناً من
يقال إن الإنجليز هم أصحاب المثل القائل «أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً»، وبعيداً عن المالك الحصري للمثل فهو أحد أكثر الأقوال المختلف عليها، حيث ينظر الناس إلى معنى ورمزية التأخير في الحياة بشكل عام من زوايا مختلفة ومتعارضة أحياناً
هل تتذكرون متى رن الهاتف الأرضي في منزلكم آخر مرة؟ بعضكم سيستغرب أن هناك هاتفاً أرضياً أصلاً موصولاً بسلك ومثبتاً بالحائط، وأنه في قديم الزمان كان له قرص مرقم من 1 إلى 9، وأن المتصلين كانوا يديرون القرص خمس دورات ليجيبهم الطرف الآخر، ثم
الناس أحرار في ظنونهم ما لم يسيئوا إلى غيرهم، لأن الظن السيئ إثم، كما أن للناس فيما يعشقون مذاهب (وهو شطر بيت اختلف الرواة والكتب في نسبته وفي بدايته، فنسب إلى كثيرين، منهم أبو فراس الحمداني وأبو نواس وغيرهما) أما ما نسب لأبي فراس الحمداني
في عالم الإعلام بشقيه التقليدي المتعارف عليه والحديث الذي أفرزته ثورة التكنولوجيا يوجد ما لا يعد ولا يحصى من التحديات والمخاوف والتهديدات، التي قد يلعب فيها من يسمون بالمشاهير والمؤثرين دوراً كبيراً في إضعاف دور الإعلام الحقيقي ومصداقيته
أجرى صحفي تحقيقاً بحث فيه موضوع تأثير الأمكنة والمدن والبلدان الجديدة على الأشخاص الذين يسافرون ويتنقلون بين بلدانهم الأصلية وهذه الأمكنة الطارئة التي يتعلقون بها وكأنهم يعرفونها منذ الأزل. كان يحاول الوصول إلى حقيقة الرابط أو الصلة غير
في قمة المليار متابع والتي عقدت في دبي الأسبوع الماضي، كانت هناك جلسة مع معالي محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، تحدث فيها عما يوجه لدولة الإمارات عبر بعض الحسابات على وسائل التواصل، وعن الحكمة أو السبب الذي يجعل صناع القرار وحكومة
في مقابلة لها على قناة الـ (CNN) الأمريكية، تحدثت المطربة الإيرانية الأشهر (گوگوش) في لقاء مع المذيعة كريستين أمان بور، عن سنوات السبعينيات، سنوات التألق والنجاح عندما كانت معبودة الجماهير، والتي شهدت تألقاً لم يحظ به أحد مثلها، فقالت، إن
يتكرر هذا القول كثيراً هذه الأيام: «أخلاق الإنسان تكشفها نهاية العلاقة أكثر مما تكشفها البدايات» لأن البدايات دائماً شهية وحلوة، إنها دهشة الاكتشاف، وتدفق العاطفة، وجنون القبض على الأمنيات، وتحقق أحلام ربما لم يتخيل بعضنا أن بإمكانه أن
ينتمي الفيلم السويدي «شكراً، أنا أعتذر» لنوعية أفلام العائلة، التي يمكن لجميع أفراد العائلة مشاهدتها دون أية محاذير بدءاً من الأطفال في عمر السابعة كما هو مثبت على الفيلم، إضافة وهو الأهم أن الفيلم يتعرض لأزمات العلاقات الأسرية، وما يقود
أؤمن وبشكل لا تردد فيه، أن مؤسسات السياسة والاقتصاد والعلاقات الدولية في كل مكان من العالم، نجحت وبشكل واضح نراه ونتابعه يومياً، في استغلال كل شيء، وجعل السياسة والاقتصاد والعلاقات بين البشر مجرد أدوات لخدمة المصالح أفراداً ومجموعات محدودة
خلال نهارك، أنت كما ملايين غيرك، تتنقل بين تفاصيل المشاغل والوجوه وبعض الأمكنة، إن كنت في إجازة، أو كنت بلا عمل، فتقابل صديقاً، تنجز معاملة عاجلة في البنك، تتوقف عند محطة البترول لتعبئة خزان سيارتك، تقضي وقتاً تتلصص على ما يثيره رواد مواقع
في تفاصيلنا اليومية، عندما كنا نمارس الحياة بالبساطة المثلى التي اعتدناها، كان الكبار لا يتوقفون عن إطلاق تلك المقولات العميقة التي تشبه كلام الفلاسفة الكبار، والتي كلما أعدنا اليوم تذكرها وتأملها شعرنا بذات الألم أو الدهشة أو حتى الفرح
انتشرت هذه القصة أو الاقتباس عبر وسائل الإعلام الاجتماعي الحديث وبسرعة فائقة، وتم تناقلها وإعادة نشرها آلاف المرات، تقول الحكاية إن إحدى الطالبات سألت أستاذتها عالمة الأنثروبولوجيا الأمريكية الشهيرة مارغريت ميد، حول ما تعتقد أنه أول مؤشرات
نستكمل اليوم الحديث حول قراءة الروايات وحرية القراءة وإكراهاتها، والكثير من الأوهام التي تنتشر حولها، حيث تبدو الكتب أشبه بالبشر تماماً، فلا يمكن قراءتها من العنوان فقط، إنما العنوان عتبة الرواية الأولى لا أكثر، أما أسرارها، ومكامن ضعفها
منذ اخترعت الكتابة والإنسان لم يتوقف عن الكتابة، فكتب كل شيء وكتب على كل شيء، ثم اخترع القصص، فكانت الرواية واحدة من تمثلات هذا الاختراع العظيم، اختراع الكتابة! فيما يخص الروايات لدي بعض القناعات الشخصية والملاحظات التي أوردها هنا
قال لي أحد القراء، هناك تعليقات كثيرة جداً على هذا المقال، يقصد مقال البارحة حول عدم التزام الكثير من النساء والرجال بالآداب والتعليمات الخاصة بالملابس في الأماكن التي يفترض أن يرتدي فيها الإنسان ملابس تتوافر فيها مقومات الأدب والاحترام والذوق.
يعلم كل أصدقائي، وربما معظم قرائي كذلك، أنني أحب نجيب محفوظ كثيراً، وعندي أن بعض الروايات التي كتبها محفوظ تتفوق أسلوباً ومعالجة وفكرة وعمقاً على أكثر الأعمال الروائية الخالدة.
«يفهمها الآن، تلك التي عاشت بجواره لعدة سنوات، كانت محبوبة، ولكن لم يفهمها أحد. إنك لا تشعر بأنك قريب من شخص حقاً، حتى يموت ذلك الشخص، ويصبح بداخلك بالفعل»!
في كل مرة ينقلب هدوء العالم حولنا، تتبعثر التفاصيل ويفقد كل شيء توازنه، نحمد الله، ونطمئن، لأننا في وطن ثابت، متماسك، متوحد وحميم، كبيت العائلة الممتدة، وكخيمة القبيلة الشاسعة، وكسقف الحياة المترامية الجهات، وطن ولدنا معه، وكبرنا في ظل