احتفاء بالقصة والكاتب الإماراتي

ت + ت - الحجم الطبيعي

بينما تم الإعلان عن تأسيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في السادس والعشرين من مايو 1984، فإن الإعلان عن تأسيس أول جائزة للقصة القصيرة في الإمارات قد تأخر حتى ديسمبر من عام 1989، والتي انطلقت دورتها الأولى في العام التالي 1990، على يد الراحل غانم غباش، واستمرت برعاية مشتركة بين الاتحاد، ودائرة الثقافة والإعلام في عجمان لعدة سنوات حتى توقفت تماماً في العام 2009.

في ديسمبر من العام الماضي 2023، تم إحياء الجائزة مجدداً، في ظروف مغايرة تماماً عن ظروف عقد التسعينيات، ومع جيل شاب مختلف تماماً، وتحديات مغايرة عما كانت عليه في سنوات تألق القصة القصيرة في ثمانينيات الإمارات، حين بزغت تلك الأسماء التي كانت كمنارات حقيقية في هذا الفن السردي العظيم نتذكر منهم بكل محبة وتقدير: الراحلة مريم جمعة فرج، الأديب محمد المر، عبدالحميد أحمد، عبدالله صقر، سلمى مطر سيف، أمينة بوشهاب، ناصر جبران، وإبراهيم مبارك، وغيرهم كثيرون.

مبكراً جمع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات أعمال هؤلاء القاصين في إصدار توثيقي تحت عنوان «كلنا، كلنا نحب البحر»، ومن يطلع على قصص هذا الإصدار يجد أن أغلبها صدر في سنوات نهاية السبعينيات وسنوات الثمانينيات، أما أقدم القصص في هذا الإصدار فهي قصة «الرحيل» للقاصة شيخة الناخي التي ذيلت بتاريخ 1970، لذلك كان من الظلم أن تظل جائزة «غانم غباش للقصة القصيرة» طي الإهمال والنسيان أكثر من ذلك، فكان لا بد من إعادة الاعتبار لهذا المنجز الأدبي الذي نعتبره بحق جزءاً من تاريخنا وإرثنا الأدبي والثقافي.

لقد اختارت الإمارات يوم تأسيس الاتحاد يوماً وطنياً للكاتب الإماراتي، وفي ذلك دلالة بالغة الأهمية على تقدير الدولة لقيمة الأدب، وفاعلية الحراك والدور الثقافي للكتاب وبيتهم الأول اتحاد الكتاب والأدباء، والذي اختار أن يحتفل بيوم الكاتب الإماراتي بطريقة تمنح اليوم والاحتفال قيمة لا تنسى: إعادة الجائزة بعد غياب خمسة عشر عاماً، وإعلان أسماء خمس إماراتيات كقاصات جديدات تنضم أسماؤهن لقافلة طويلة من القاصين، اللواتي ستحلق أسماؤهن بلا شك في دنيا القصة القصيرة.

 

Email