لهذا نقرأ مثل هذه الروايات

ت + ت - الحجم الطبيعي

يكتب الروائيون الأفغان أدباً اجتماعياً واقعياً عظيماً بالفعل، فلديهم أسماء تشكل منارات حقيقية في الرواية الأفغانية والعالمية كذلك، وخالد حسيني أحد أشهر الأفغان الذين يكتبون بالإنجليزية، صدرت روايته «عدَّاء الطائرة الورقية» عام 2003، وهي أولى رواياته وأكثرها شهرة لحساسية موضوعها ولتحولها لفيلم سينمائي، بيع منها أكثر من سبعة ملايين نسخة في الولايات المتحدة فقط، وتصدّرت قائمة الكتب الأكثر مبيعاً هناك، فتحت الرواية ومن ثم الفيلم أعين الغرب على معاناة المجتمع الأفغاني مع الصراعات القبلية والحروب والفقر.

تؤرّخ الرواية لحقبة طويلة من تاريخ أفغانستان، تعود للعهد الملكي، وتروي تفاصيل حكاية أفغانية خالصة، تجري أحداثها في أفغانستان السبعينيات، كما وتشرح الصراع الطبقي والتمايز الطائفي بين مكونات المجتمع في أفغانستان، مشيرةً بإصبع حاد إلى مخلّفات سقوط الملكية الأفغانية، والغزو السوفييتي، وعصر حكم طالبان، والكوارث التي أفرزتها هذه التحولات، كل ذلك من خلال حياة الطفل حسن الهزازي (ابن الخادم) وصديقه أمير (ابن السيد)!

حسن في الرواية هو ابن الخادم من طائفة الهزارة الأفغانية، بينما أمير هو ابن السيد، لذلك كان يلعب بطائرته الورقية، فإذا سقطت كان على حسن أن يجري راضياً سعيداً وبهمة عالية باحثاً عنها ليحضرها لصديقه، وذات يوم وهو يعدو ليعود بالطائرة، اعترضته مجموعة من الفتيان واعتدوا عليه، وحين عاد كان قد فقد كل شيء، براءته وكرامته وعزة نفسه، لقد كسره الاعتداء تماماً، فعادت الطائرة الورقية ولم يعد حسن!

في كل رواياته الثلاث، يمسك خالد حسيني بالخيط نفسه، التشديد على العلاقات الأسرية، وهو عنصر واظب على استخدامه في كل أعماله، خاصة أنه يأتي من مجتمع يقيم وزناً كبيراً للعائلة، ولمركزية أدوار الوالدين وتماسك الأبناء حولهما.

يلتفت خالد حسيني بحرص أكبر إلى مركزية دور المرأة في الأسرة وفي المجتمع الأفغاني فيمنحها صوتاً أعلى ومساحة أكبر لتمارس حقها في التعبير عن هواجسها ومخاوفها وأحلامها ومعاناتها مع جميع أشكال السلط: سلطة الأسرة، سلطة الأب، الزوج، وسلطة طالبان (الدين والسلطات المتحكمة) ولقد تجلى ذلك في روايته (ألف شمس ساطعة) التي ترجمها بشكل جيد إيهاب عبدالحميد، إضافة لروايتيه: عدّاء الطائرة الورقية، ورددت الجبال الصدى.

Email