بكتيريا حية عمرها ‬34 ألف سنة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمكّن باحث في جامعة هاواي من اكتشاف نوع قديم جداً من البكتيريا داخل بلورات من الملح، يعود عمرها إلى ‬34 ألف سنة، وما زالت على قيد الحياة. جاء ذلك من خلال البحث الذي أجراه «برايان سوبيرت»،الباحث المساعد بالجامعة، الذي اكتشف هذا النوع من البكتيريا داخل حجيرات دقيقة جداً من بلورات الملح في منطقة وادي الموت في كاليفورنيا الشرقية. وأفادت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية، في تقرير حديث لها، إن بلورات الملح تنمو بشكل سريع جداً، وتحبس بداخلها أي شيء حي أو عائم، من خلال فقاعات ضئيلة الحجم بقطر بضع مليمترات فقط تشبهـ كرات الثلج الدقيقة.

يقول «شوبرت»: «كانت مفاجأة كبيرة جداً بالنسبة لي. البكتيريا كانت تعيش لمدة مؤقتة داخل البلورات، مثل كبسولات زمنية صغيرة». وأشار إلى أن مثل هذا النوع من البكتيريا العاشقة للبيئة الملحية لايزال موجوداً على سطح الأرض، إلا أنها تعرضت للانكماش والتضاؤل في الحجم، حيث دخلت في نوبة سبات مؤقت. وأضاف خلال تصريحات لمجلة «كوكبنا المذهل» الأميركية: «لا تزال هذه البكتيريا حية. ولكنها لا تستخدم الطاقة في الحركة، ولا تتكاثر. وهي لا تقوم بأي نشاط آخر،سوى أنها تحافظ على بقائها». ويعتقد «شوبارت» أن مفتاح الحياة بالنسبة لهذه البكتيريا ربما يكمن في نوع من الطحالب التي تعيش عليه، والمسمى بـ «دوناليلا».

و تابع بالقول: «أهم جانب أثار الذهول لدي هو عندما تمكنا من التعرف على خلايا الدوناليلا داخل البكتريا المكتشفة. وهو ما يشير إلى أنها ربما تكون مصدراً للغذاء».

من جانبه، أكد «تيم لونشتاين»، أستاذ الجيولوجيا في جامعة «بينغهامتون» البريطانية، أن البحث الجديد يشير إلى أن هذه العملية تحدث في البحيرات الملحية في العصر الحديث، بما يدعم اكتشاف «شوبارت» المذهل.

وقد تم نشر نتائج البحث في عدد يناير ‬2011 من مجلة «جي إس إيه توداي»، التابعة للجمعية الجيولوجية الأميركية. واستطاع «شوبارت» تقديم البراهين الدامغة على اكتشافه حيث قام بإعادة تكاثر البكتيريا داخل معمله، وإرسال عينات من البلورات إلى معامل أخرى أكدت نتائجها ما توصل إليه.

وسوف يعكف الباحثون في الخطوة المقبلة على معرفة الكيفية التي تمكنت بواسطتها هذه البكتيريا من البقاء على قيد الحياة على مدار هذه السنوات الطويلة. يقول «لونشتاين»: «إننا لسنا واثقين مما يجري. لا بد وأن البكتيريا كانت لديها القدرة على تعديل شريطها الوراثي، والذي يفسد بمرور الوقت». ويقول «شوبارت»: «يستغرق أي ميكروب حوالي شهرين ونصف الشهر للتحول إلى حالة اليقظة مرة أخرى، وذلك قبل أن يبدأ في التكاثر مجدداً. المفارقة في الأمر أن هذه البكتيريا عمرها ‬34 ألف عام، ولا تزال تتكاثر، وبالطبع فإن النسل الناتج حديث تماماً.

الجدير بالذكر أنه قبل عقد من الزمان، ظهرت ادعاءات باكتشاف بكتيريا تعود إلى ‬250 مليون سنة، إلا أنها ظلت محل جدل واسع دون أن يتم حسمها بنتائج قاطعة.

 

Email