أربعة منازل تحدد شخصية الطفل، النابذ ـ المتسامح ـ القاسي والديمقراطي، التدعيم.. العقاب.. التجاوب اساسيات التربية الصحيحة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتبر الجو الاسري المحيط بالطفل من اهم العوامل التي تؤثر في حالته النفسية وفي سلوكه وقد دلت بحوث متعددة على ان الطفل الذي يفتقر في بيئته الاسرية والذي يعيش في جو من الشدة المسرفة او الاهمال الشديد من جانب الوالدين اذا ما دخل المدرسة تعذر عليه ان يغير من سلوكه دفعة واحدة حتى ولو تهيأت له فرص الفهم والعطف من جانب المدرسين, ذلك ان الموقف الجديد الذي تستحدثه الحياة المدرسية يكون من الغرابة بحيث يصعب عليه العوامل الاسرية تؤثر بصورة مباشرة في حالة الطفل النفسية وتؤثر بصورة غير مباشرة في درجة تحصيله وانتظامه ما يؤدي الى تعرضه للتخلف الدراسي عن اقرانه الذين يعيشون في كنف آباء معتدلين في عطفهم وفي قسوتهم بحيث يشعر الطفل الاخير بأن العمل المثمر يؤدي الى تهيئة فرص التقدير والثواب امامه وان الاهمال والتقصير يؤديان الى عقابه. وحسب ما ترى نورة عبدالله الاخصائية الاجتماعية بمدرسة الفلج التأسيسية بالشارقة فهناك اربعة انواع من المنازل هي المنزل النابذ والمنزل المتسامح والمنزل القاسي والمنزل الديمقراطي. وعنها تقول.. المنزل النابذ اي المرفوض, فالأب والام يرفضون الطفل اي نبذه وجدانيا فالطفل يأتي الى المدرسة إما ان يكون منطويا يشعر بأنه فاقد شيء واما ان يكون عدوانيا لأنه يسمع من اصدقائه ان والداه اعطوه شىئا او ذهبوا به للتنزه اي فاقد حنان ابويه بالرغم من وجودها. والمنزل المتسامح وفيه يتسامح الوالدان مع الطفل ويلتمسان له العذر بأنه لا يفهم او لا يعرف فيكون الطفل متسيبا, وفي المنزل القاسي يدعو الضرب والقسوة بين الاب والام الابناء الى الهروب منه بأي طريقة والمشاكل والاحتكاك اللفظي والعراك له خطورته على الطفل فلا يشعر بالأمان. اما المنزل الديمقراطي وهو المثالي فيعطي ويأخذ مع الابناء ويبصرهم بالصح والخطأ ليسلك الطريق الصحيح ويبتعد عن الطريق الخاطىء. وتوضح الاخصائية الاجتماعية في هذا المجال ان خريج هذه المنازل الاربعة اما ان تكون له شخصية سوية او غير سوية والمدرسة تتلقى هذه الشخصية فتقوم بصفها توجيهها نحو النمو السليم. اساسيات التربية الصحيحة وتشير الى ان اساسيات التربية الصحيحة تبدأ بالتدعيم والعقاب والتجاوب اما التدعيم ويعني المكافأة وله شروطه واوقاته اما ان يكون التدعيم ماديا او معنويا فالمادي يجب ان ينفذ خلال 30 ثانية وألا تشبع حاجة الطفل وان يحدد المعنوي وهو اهم من المادي وافضل انواع التدعيم على الاطلاق يكون لفظيا بكلمة استحسان او غير لفظي بالاشارات والايحاءات, نوع آخر من التدعيم هو الاجتماعي كنوع من المكافأة تطلب من الطفل القيام بدور اجتماعي والمشاركة في اعمال المنزل فيشعر الطفل بتحمل المسئولية وأهميته لقيامه بدور فعال في اسرته او مدرسته. اما العقاب وعنه تقول نوره عبدالله ان استخدام العقوبات مثل الضرب او التوبيخ والتهديد او التخويف فإنها تؤثر في شخصية الطفل وتخلق منه إنسانا ضعيف الشخصية كثير الاخطاء, فتنبيه الطفل الى الخطأ وردعه دون استخدام العنف وذلك بالتوجيه والارشاد والنصح والشرح وبتعريفه وبشكل دائم بالامور الجيدة والجميلة يعزز لديه فكرة الابتعاد عن الخطأ وارتكاب الاثام. واخيرا التجاوب اي التوجيه والنصيحة فلابد من تبصير الطفل بالخطأ الذي ارتكبه ومدى خطورته واثاره وتوجيهه نحو السلوك الحسن الذي يحب ان يسلكه وما سيتلقى من وراء ذلك الاستحسان والرضا من المحيطين به, فعن طريق التعرف على الظروف الاقتصادية والاجتماعية السيكولوجية التي يعيش الطفل في دائرة تأثيرها يمكن توجيه نشاطه وطاقاته وجهة تربطه بالمدرسة وتشعره بأهميتها كمنظمة تربوية من جهة وكمجال يمارس فيه النشاط الترويجي والاجتماعي الذي يشبع حاجاته البيولوجية السيكولوجية من جهة اخرى.

Email