كنوز الفن ـ حصن أم القيوين متحف وطني يحكي التاريخ الاسلامي والاجتماعي للمنطقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تقع امارة ام القيوين بين اماراتي الشارقة غربا ورأس الخيمة شرقا. ومساحة الامارة تبلغ 777 كيلو مترا مربعا وكان يحيط بها سور ذو ابراج ظلت قائمة حتى الان رغم ان تاريخها يعود الى القرن السادس عشر وهي: برج ام القيوين الجنوبي لمراقبة الخور، البرج الشمالي لمراقبة مياه الخليج،البرج الاوسط لمراقبة بوابة السور القديم، برج بخوت للبوابة الشرقية لخور ام القيوين. يعتبر حصن ام القيوين احد المعالم الاثرية في الامارة حيث بني في العام 1183 للهجرة الموافق 1768 للميلاد. وشيد الحصن من الجبس المحلي (الجص). وهو على شكل مربع ذا برجين عاليين الاول من الجهة الشمالية والثاني من الجهة الجنوبية الغربية ويتكون البرج من غرف المراقبة، وهي عبارة عن مجموعة من المزاعل الافقية والدائرية بشكل غير منتظم تساعد على الرؤية والمراقبة في جميع الاتجاهات مع الانوف والمسنات والطرابيش المختلفة الارتفاع في أعلى البرج وهي لا تزال باقية حتى يومنا هذا تحيط بها ثلاث ردهات مستطيلة ذات طابقين مع شرفة خشبية تطل على ساحة كبيرة مكشوفة وفق التخطيط المعماري الخليجي وتتوسط الساحة بئر للماء وللحصن بوابة رئيسية مصنعة من خشب التيك (الساج) المزود بالاسافين الحديدية لتزيد من صلابتها وللحصن أهمية كبيرة في نفوس ابناء ام القيوين من الناحية التاريخية والتراثية حيث شهد افراحهم ومناسباتهم الدينية والوطنية باعتباره مركزا اجتماعيا ورسميا طوال مائتي عام. تحول الحصن الى متحف وطني يعبر عن تاريخ ام القيوين ويعتبر من اقدم الحصون الموجودة في دولة الامارات العربية المتحدة. وبني هذا الحصن على الطراز العربي الاسلامي بفنائه وابراجه وابوابه وسوره الذي اخفته عوامل الزمن ومن يزر ام القيوين ويتجول في الجهة الغربية من الحصن الذي يضم حاليا متحف ام القيوين الوطني الذي افتتح في عام 2000 يشاهد ثلاثة ابراج كانت قديما امتداداً للسور. وقد كان الحصن قريبا من البحر الا ان ردم الشاطئ بالاتربة والصخور باعد بين البحر والحصن الذي ينى بالحجارة البحرية. اما المواد التي بني منها حصن ام القيوين ابرزها الاحجار التي تؤخذ من سطح البحر وخصوصا في خور موجود في ام القيوين يعرف باسم «خور الخبة». وهي احجار على جودة عالية تؤخذ من سطح البحر بعد انحسار الماء وبنيت منازل ام القيوين ايضا من هذه الحجارة وهي عبارة عن «صلافة» دائرية او مستطيلة الشكل تلتصق على جانبيها قوقع صغيرة ولكنها مثنية ومتماسكة ولكن الصعوبة تكمن في قلع هذه الاحجار من فوق سطح اليابسة وكان يلزم لاقتلاعها استخدام عتله مع قذيفة مدفع «قلولة» ويضرب اولا بالقلولة على الاحجار فتنشطر ثم تضرب بالعتلة ويتم تجميع هذه الاحجار وقت الجزر وقد برع بعض من اهالي ام القيوين في اقتلاع تلك الاحجار. وكما امن حصن ام القيوين الحماية لاهله امن علماء الامارة ورجالاتها الحصانة اللغوية والعقيدية لللامارة ومنهم علماء اجلاء ساعدوا على نشر التعليم وصيانة القيم الاسلامية ومنهم على سبيل المثال العلامة الشيخ بن سيف آل يوسف والمؤرخ حميدبن سلطان القاسمي والمعلم محمد بن عون. وما هذا الحصن الا شاهد تاريخي يختلف في تفاصيله عن حصون الامارات الاخرى لكنه في ملامحه العامة وخطوطه العريضة كغيره من الحصون وذات وظيفة حيوية انشئ من اجلها تتمثل في الحراسة والحرب والحماية من الغزاة والمعتدين. وكثرة هذه الحصون دليل على ما مرت به المنطقة من حروب خلال المراحل الماضية وبرز الاهتمام الرسمي بهذه الحصون في النصف الثاني من القرن العشرين من خلال ترميمها وجعلها مناطق ومراكز جذب سياحي ويذكر ان حصن ام القيوين بني في موقع حيوي وهو ذات ابراج مشرقة على ما حوله ومن بداخلها يستطيع مراقبة كل ما يجري في المنطقة التي تحيط به تحسبا لاي طارئ او اي عدوان محتمل. ومن اسماء ابراجه القديمة برج الزيمة والمتصوري ومعصوم والليوارة. ويعتقد ان هذه الابراج بنيت في ايام الشيخ احمد بن عبدالله المعلا في العام 1885 وحتى العام 1889 ميلادية. وحصن ام القيوين هو احد المعالم الاثرية المهمة في الامارة بالاضافة الى منطقة الدور وحصنها وابراجها وآلاف القبور القديمة وذات المكتشفات النادرة والميناء الذي كان على اتصال بالتجارة الخارجية مع الاغريق والسومرين والرومان والفراعنة. وقرب حصن ام القيوين تقع منطقة اقدم من منطقة «الدور» تدعى «تل ابرق» ويعود تاريخها الى 3800 قبل الميلاد وكانت تشكل مركزا اقتصادياً اقليميا ذات روابط تجارية مع آسيا الجنوبية والغربية. وهذا الحصن واحد من القلاع والحصون التي تميز دولة الامارات حيث لا تكاد تخلو مدينة فيها من قلعة او حصن على الاقل في وسط المدينة وهذه القلاع ذات الابراج العالية والاسوار المحصنة والابواب الضخمة استخدمت لاكثر من غرض. فقد شيدت لاغراض عسكرية بهدف الدفاع عن الوطن وصد الغزاة المستعمرين الذين احتلوا المنطقة لاحكام القبضة على موانيها وتجارتها وطرقها البحرية واستخدمت كذلك للدفاع ضد القبائل الغازية وللمراقبة والسيطرة. اما في ايام السلم فكانت هذه الحصون والقلاع مقرا للحكام والولاة اوما يشبه دار الحكومة والبعض منها انشيء ابان حقبة الاحتلال البرتغالي والبعض الآخر شيدته القبائل حيث كان لكل قبيلة حصن او مجموعة حصون لحمايتها من الاعتداءات وقسم من الحصن شيد لاهداف مدنية في فترات السلم. ويرجح بعض الباحثين ان تشييد القلاع يعود الى مرحلة الاستعمار البرتغالي حيث نقل البرتغاليون بناءها من اوروبا حيث كانت القلاع تنتشر في جميع انحاء اوروبا وخصوصا في المدن. امية وجيه

Email