محمد منير: أزمة الأغنية المصرية فى عقول مطربيها ، الأغنية الوطنية تعني البهجة لا حمل السلاح

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعود نجاح المطرب محمد منير واستمراره الى أمور عدة.. أهمها.. أنه دقيق جدا فى اختيار الكلمات والشكل الموسيقي لأغنياته.. اضافة الى اجتهاده الشخصى لمعرفة كل ماهو جديد فى عالم الموسيقى والغناء.. وطوال عمر محمد منير الفنى الذى يزيد على العشرين عاما.. كان الفتى الأسمر ابن الجنوب علامة استفهام كبيرة.. فهو دائما مايأتى بجديد سواء فى الشكل أو في المضمون ومع ذلك فجماهيريته تتذبذب باستمرار.. فعندما بدأ تربع على عرش الغناء لمدة خمس سنوات ثم بدأ يتراجع ثم عاد ليتربع مرة أخرى فى بداية التسعينيات ثم تراجع مع ظهور تيار الأغنية الشبابية.. وفى هذا العام وبعد أن قدم منير ألبومه الجديد فى (عشق البنات) عاد ليتربع مرة اخرى على عرش الغناء فى مصر مسجلا اعلى الايرادات ومتخطيا نجوم السوق. (البيان) التقت محمد منير, وكان هذا الحوار الذى باح فيه بأسرار كثيرة. فى البداية سألناه عن شعوره وهو متقدم السباق ومتصدر قائمة المبيعات فى السوق المصرية للكاسيت فقال: أنا لا تشغلني هذه السوق ولم تشغلني فى يوم من الأيام ودائما ماكنت أرفض طرح ألبوماتى فيما يسمى (الموسم الغنائى), ولكنى وجدت هذا العام مع منتج الألبوم نصر محروس ان المنافسة لابد وأن تأخذ شكلا آخر.. شكل المنافسة الحقيقى فتحديت الجميع وتحديت نفسى وطرحت الألبوم مع نجوم الموسم الغنائى وفى نفس التوقيت والحمد لله أثبتت التجربة ان (محمد منير) كما كان قادرا طوال العشرين عاما الماضية على ان يقدم فنا جميلا وراقيا.. قادرا ايضا على تصدر قائمة المبيعات.. وطالما أن السوق هي التي تحدد قيمة الفنان من وجهة نظرهم فأنا موجود فى هذه السوق وأقول كلمتى.. * هذه الثقة الكبيرة من المؤكد أن مصدرها عمل غنائي جيد؟ ـ نعم هذه الثقة لم تأت من فراغ.. فألبومى جاهز منذ أكثر من ثلاثة أشهر ولكنى أصررت على طرحه فى قلب الموسم الغنائى متحديا به الجميع خاصة وأني تعبت فعلا فى اختيار الكلمات والألحان.. والكمال لله وحده ولكن حقيقة أمضيت أشهر طويلة بحثا عن شكل جديد أعود به الى جمهورى.. والحمدلله انني وجدت ضالتى فى مجموعة اغان بين القديم والجديد فاخترت اغنية (أنا باعشق البحر لنجاة وهى حلم قديم ظل يراودنى لسنوات عديدة خاصة وانى قد كنت أحد الأفراد الذين عاصروا كواليس هذه الأغنية التى كتبها عبدالرحيم منصور شريك عمرى ونجاحى ولحنها هانى شنودة وفى اختيارى لهذه الأغنية اعتراف منى بحجم القيمة الكبيرة للفنانة الكبيرة (نجاة) التى اختارت من قبل هذا الاطار الجميل.. وحرصت ايضا على ان يوجد بألبومى كل الصيحات الموسيقية العالمية وهى موسيقى (الأدغال) و(البريمكس) و(التكنوميوزيك) وقدمها لى رواد هذه الصيحات حامد برودى من الجزائر وهو موسيقى محترف ورائد مايسمى بموسيقى (الراي) و(جين تيك وجاسمون) ومن ألمانيا ومن تركيا (أوزان) بالاضافة الى الموسيقيين والملحنين المصريين الجيدين.. ومن المؤكد ان للفلكلور الذى لم أتعال عليه مطلقا من قبل مكانا فى ألبومى فقدمت (عشق البنات) و(ياطير ياطاير) وكذلك اصررت على ان يتم طبع الألبوم على أحدث طرق الديجيتال وفى استوديوهات برلين واسطنبول حتى تضمن جودة فى الصوت.. والحمدلله النتيجة كانت جيدة ومبهرة. * اعتمادك على موسيقيين من جميع انحاء العالم هل هي طريقة جديدة للوصول الى العالمية.؟ ـ (العالمية) كلمة قديمة بالنسبة لى.. فالعالم يعرف جيدا محمد منير منذ منتصف الثمانينيات وذلك عندما دعونا الى مهرجان (الأسنك) أو موسيقى الشعوب وقتها لم أخرج للجاليات العربية فى أوروبا ولكن ذهبت الى جمهور موسيقى من جميع انحاء العالم.. وهذه ليست أول مرة أتعامل فيها مع موسيقيين أجانب فمن قبل تعاونت مع (رومان بونكا) وهو ملحن ألمانى شهير وقدمت معه مجموعة كثيرة من الأغنيات.. فأنا لا أغازل العالمية كما يظن البعض ولكنى أحاول الا اتخلف عنها (فالعولمة) كلمة نشأت جذورها فى الموسيقى ثم انتقلت الى السياسة.. وأنا شخصيا أكاد أزعم ان معناها فى الموسيقى هو الأصح والأكثر موضوعية. * فى الفترة الأخيرة لاحظ البعض على اختياراتك الغنائية انها تميل الى الاغانى التجارية وابتعدت عن اللون الذى عودت جمهورك عليه؟ ـ عفوا.. هذا الكلام غير صحيح وأرفضه شكلا وموضوعا فأولا لا يوجد فى الفن شئ تجارى واخر صناعى.. فإما فن جيد أو فن سيئ وأعتقد اننى لا أقدم فنا سيئا.. ثانيا أنا ليس لى لون غنائى محدد ولو كان الأمر كذلك ماكنت نجحت فأنا فى كل ألبوم جديد لى, لى شكل مختلف.. والسؤال هو هل هذا الشكل انجح فيه أم لا؟ * ولكنك ابتعدت عن الأغانى الوطنية والإنسانية؟ ـ هذا الكلام ايضا غير صحيح فالأغنية الوطنية التى أقدمها لم تكن فى يوم من الأيام تلك التي تحمل سلاحا ولكنها دائما تتسم بالانعاش والبهجة.. وهذا موجود فى كل ألبوماتى.. وأغنية فى (عشق البنات) أغنية انسانية وطنية وكذلك (بالحظ والصدفة) و(هون ياليل) وغيرها. منذ مايقرب من العشرين عاما وأكثر ونحن نسمع عن أزمة الأغنية فى مصر فمارأيك؟ دون شك هناك أزمة ولكنى لا أعتقد انها ازمة فى فروع الأغنية الكلمات والالحان والتوزيع ولكنها فى عقول المطربين والمطربات فللأسف الشديد لا تدرى لماذا يصر مطربونا على القوالب الفنية الثابتة وعلى النجاح السابق التجهيز وعدم الاهتمام بكل ماهو جديد والخوف من التجريب.. و يقولون دائما ان الخوف من الفشل هو مايمنعنا من التجريب. وأقول لهم. الفشل لن يفيدكم مالم تصلوا الى مشاريع جديدة فى الغناء- هذه المشاريع وافتقاد مطربينا لها هو مايسبب الأزمة فللأسف الشديد لا يوجد لدينا مطربون لهم أهداف ومشاريع فى عالم الغناء. ومن لديه هذا المشروع لا يهتم به وحماسه له ضعيف فأنا أعرف ان هناك مطربين مثل على الحجار ومحمد الحلو ومحمد ثروت لهم مشاريع غنائية جيدة لكن للأسف الشديد لا يهتمون بها. * وما (الحل) من وجهة نظرك؟ ـ (الحل) بسيط وفى عقول مطربينا.. وهو مزيد من التفكير فى التاريخ وفى الناس وترك المسائل المادية جانبا لفترة أنا لا أقول لك لا تكسب أموالا ولكن فلتهتم بماتقدمه مثلما تهتم برصيدك فى البنك وأقول لكل مطرب لابد وأن تعى جيدا ان رصيدك هذا من صنع الناس.. وأهتم به ومن المؤكد ان رصيدك سوف يزداد, سافر الى كل انحاء العالم وتعرف على ثقافات جديدة موسيقى جديدة.. و(جرب) فى أكثر من اتجاه.. أفشل وأعرف لماذا فشلت وحاول مرة أخرى ومن المؤكد انك سوف تنجح أكثر من النجاحات السابقة ولا تتعالى على الناس ومن المؤكد انك سوف تنجح ومن المؤكد عبارة (أزمة الأغنية) سوف تمحى من قاموس الحياة الغنائية فى مصر. * شاهدناك مؤخرا ولأول مرة فى حفلات التلفزيون. ـ كنت رافضاً هذه الحفلات لانها كانت دائما مايشوبها بيروقراطية موظفى التلفزيون ولكنى استشعرت ان للجماهير عليّ حقا فى الظهور فى حفلات تصلهم بسهولة فتناقشت مع المسئولين عن هذه الحفلات حتى نصل الى طريقة وسط بين طلباتى وبين مايعرضونه والحمدلله توصلنا الى حل يرضى جميع الأطراف وأعتقد انى نجحت فى هذه الحفلة وأسعدت الجماهير وهذا هدفى.. وسوف أكررها مرة أخرى اذا توفرت لدى نفس الظروف. * ما مشاريعك المقبلة؟ ـ سوف أطوف العالم فى سلسلة حفلات غنائية فى المانيا وايطاليا وأمريكا خلال الشهرين المقبلين كما سأصور أغنيتين من ألبومى الأخير هما (عشق البنات) و(أنا بأعشق البحر) وسوف أشارك فريق (ديزيرنت) الألمانى فى حفلتين فى نهاية شهر أكتوبر المقبل.

Email