رياضة المرأة العربية.. حقوق منقوصة 2- 3

«الانطـلاقة المتأخرة» تقتل موهبة اللاعبة الخليجـية

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت دراسة ميدانية أجرتها «البيان» عن رياضة المرأة الخليجية أن 60% من اللاعبات يبدأن ممارسة نشاطهنّ الرياضي في الأندية فوق 15 عاماً، و25% يبدأن في عمر بين 10و15 عاماً، و15% فقط تحت 10 سنوات.

وشملت الدراسة الميدانية، التي اعتمـدت على استبيان شمل 200 لاعبة من 5 دول خليجيّة، هي: السعودية والإمارات والبحرين والكويت وعمان، في 9 ألعاب فردية وجماعية، منها 8 رياضات أولمبية، وهي الكرة الطائرة، وكرة السلة، وكرة اليد، وكرة القدم، والتايكواندو، والمبارزة، وألعاب القوى والرماية، والبولينغ.

وتناول الاستبيان معلومات شخصية عن اللاعبة تتضمن الاسم والجنسية ونوعية الرياضة التي تمارسها، و4 أسئلة أخرى تتعلق بالسنّ الذي بدأت فيه اللاعبة ممارسة نشاطها الرياضي بالنادي، وتأثير الزواج في مسيرتها وعدد مرات التدريب في الأسبوع.

وأكدت الدراسة أن الانطلاقة المتأخّرة للفتاة في المسيرة الرياضية تقتل موهبتها وتحول دون صقلها بطريقة احترافية وبالتالي تقلّل من فرص نجاحها وتحدّ من قدراتها التنافسية وخصوصا في الرياضات التي تتطلب ممارستها سنّا مبكّرة.

وأسفرت نتائج الاستبيان عن أرقام صادمة تعكس الجوانب السلبية في رياضة المرأة بدول الخليج، وتبرز الأسباب الحقيقية التي تقف وراء تواضع نتائجها على المستوى الدولي.

ومن أهمّ النتائج التي توصلت إليها الدراسة وجود 60% من اللاعبات اللائي بدأن ممارسة نشاطهنّ بالأنديـة بعد الـ15 عاماً في الألعاب الـ9 التي من المفترض أن تبدأ فيها اللاعبة مسيرتها في سنّ مبكرة لصقل موهبتها وتطوير مهاراتها، إذ أكد العديد من المختصّين أن مرونة العضلات في عمر متقدم تساعد الفتاة على تعلم المهارة، فيما يتمّ التركيز بعد سنّ الـ15 على الجانب التكتيكي.

تبلغ نسبة اللاعبات اللاتي التحقن بالأندية في عمر يتراوح بين 10 و15 عاماً 25%، وهي نسبة وصفها الخبراء والمختصون بالضعيفة، لأن هذه الفئة يفترض أن تكون النواة الأساسية في فرق المراحل السنية، وهي الفئة العمرية التي تكتسب فيها اللاعبة المهارة وتتعلم خلالها أساسيات اللعبة، ومنها تنطلق عملية تطوير الأداء، لذا فإن تطوير رياضة المرأة يبدأ أولاً من زيادة هذه النسبة إلى أكثر من 60% حتى تكبر قاعدة الاختيار.

وكشفت 90% من اللاعبات اللاتي بدأن مسيرتهن في عمر بين 10 و15 عاماً عن عاملين رئيسين أدّيا دوراً مهماً في التحاقهنّ بالأندية في هذه المرحلة العمرية، أولها تميزهنّ في الأنشطة البدنية والرياضية بالمدرسة، وثانياً الانتماء إلى أسرة رياضية أو امتلاكها ثقافة رياضية، وبها أفراد يمارسون النشاط البدني هوايةً باستمرار.

نسبة ضعيفة

كما كشفت الدراسة أن اللاعبات اللاتي بدأن ممارسة الرياضة بالأندية في عمر أقل من 10 سنوات ما يؤكد نقص الثقافة الرياضية لدى أولياء الأمور وتفسيراً واضحاً لندرة المواهب وغياب اللاعبة الخليجية عن منصات التتويج الأولمبي، باعتبار أن أغلب الألعاب الأولمبية، وخاصة الفردية، مثل السباحة والتنس تحتاج إلى سنّ مبكرة تحت الـ10 سنوات.

وأرجعت بعض اللاعبات انطلاقتهنّ المتأخّرة في ممارسة الرياضة إلى عدة أسباب، أبرزها العادات والتقاليد وغياب الوعي لدى غالية أولياء الأمور بأهمية ممارسة الفتاة للرياضة في سنّ مبكرة، وقالت لاعبات إن دخولهنّ المجال الرياضي كان عن طريق المصادفة أو بعد اكتشاف موهبتهنّ بالتزامن مع ارتقائهنّ في المراحل الدراسيّة، فيما ترى نسبة كبيرة من اللاعبات أن رياضة المرأة غير جاذبة بسبب ما تعانيه من نقائص وقلة الفضاءات المخصصة للمــرأة.

الانتظام في التدريب

أكدت 65% من المشاركات في الاستبيـان أنهنّ لا يتدربّن بصفة منتظمة بسبب ارتباطهنّ بالتزامات دراسية ومهنية وأسرية، وكذلك لعدم توافر ملعب نظراً إلى تزامن تدريبهنّ مع تدريبات فرق الرجال التي تمنحهم إدارات الأندية الأولوية المطلقة، وهو الأمر الذي يزيد نسبة الغياب عن حصص التدريب، حيث يتراوح المعدل بين مرة واحدة إلى 3 مرات في الأسبوع، ويصل إلى 4 أو 5 حصص بالنسبة إلى عدد قليل من اللاعبات اللاتي يجدن اهتماماً أكثر من اتحاد اللعبة.

عبّرت 80% من اللاعبات عن شعورهـنّ بالتمييز بينهنّ وبين الرجال على مستويات عدّة، من بينها ملاعب التدريب والموازنات التي تخصصها الاتحادات الرياضيـــة والأندية والرواتب والحوافز بشكل عامّ، وقالت لاعــبات إن زملاءهن اللاعبين من اللعبة نفسها (الكرة الطــائرة وكرة السلة وكرة اليد) يحصلون على رواتب تساوي 5 و10 أضعاف ما يحصلن عليه.

وترى 50% من اللاعبات أن الـزواج يعدّ السبب الرئيس الذي يدفع المرأة إلى الاعتزال المبكرّ، وأن نسبة نجاح اللاعبة المتزوجة في تجربتها الرياضية ضعيفة، نظراً إلى التزاماتها الأسرية، وقالت لاعبات إن استمرار المرأة من عدمه في مسيرتها بعد الزواج مرتبط أساساً بمدى تفهّم الطرف الآخر (الزوج).

مشاركة محدودة

بدأت المرأة العربية مشاركتها في الألعاب الأولمبية منذ أكثر من 4 عقود، إلّا أن هناك تبياناً واضحاً بين دول شمال أفريقيا وبقية الدول العربية، وخاصة الخليجية التي تعدّ مشاركتها خلال الدورات السابقة محدودة جداً، باستثناء أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 الذي شهد مشاركة 32 لاعبة خليجية بتحقيق ارتفاع ملحوظ بنسبة 53% مقارنة بمشاركة 21 لاعبة في أولمبياد لندن 2012.

اقرأ أيضاً:

شمسة بنت حشر: الأندية ترفض إطلاق فرق نسائيـة

نعيمة الصبـاح: التجنيس شغلنا عن الاستثمـار في المواهب

بـدور .. عداءة بعد الـ30

نيلة المير: المفاهيم الخاطئـة تؤثّر سلباً

أسـماء أحمد: ألعاب السـيدات تحتضر

مدرّبـــة ناشئات: المهارة تحتاج تكويناً مبكراً

شهد الحوال: تزوجت إيطالياً دفاعاً عن حقّي في الرياضة

 

لمشاهدة الملف ...PDF اضغط هنا

Email