الروزنامات.. إشارات وحكايات عن الإمارات وأهلها (5 - 5 )

ت + ت - الحجم الطبيعي

أوردنا في الحلقة السابقة إشارات الروزنامات الكويتيّة إلى الشارقة ورأس الخيمة وعجمان وخورفكّان، ونواصل في هذه الحلقة ما دوّنه النّواخذة الكويتيون في روزناماتهم من إشارات إلى كلبا والفجيرة ودبا وسكمكم:

إذ يذكر النّوخذة حجّي بن يوسف الحجّي أنّه في يوم الخميس 17 ربيع الأوّل 1359 هــ الموافق: 17 أبريل 1940م. وقت الظهر أصابهم طوفان فاتّجهوا صوب دبا، وأمسوا عند رأس رول دبا. ولكن في صباح يوم الجمعة 19 ربيع الأوّل الموافق: 18 أبريل ألقى مراسيه في مرفأ دبا، وكان برفقته في بوم آخر النّوخذة ناصر بن عبد اللطيف.

وفي يوم السبت 20 ربيع الأوّل الموافق: 19 أبريل ظلّ راسياً في مرفأ دبا. واشترى حطباً من نوع السّمر للوقود، وعُلب دهن، وكان سِعر العلبة 17 روبية بينما الحطب فكان سعره 11 روبية لكلّ 100 منّ. وفي صباح يوم الأحد 21 ربيع الأوّل الموافق: 20 أبريل سافر من دبا باتّجاه ليما.

1946

وذكر النّوخذة اليتامي أنّه في مساء يوم الثلاثاء 15 ربيع الآخر 1365 هــ الموافق: 19 مارس 1946م كان عند خورفكّان. وفي اليوم التالي أصبح عند دوحة دبا. وأشار اليتامى أنّه في سفرة أخرى، وكانت في يوم الاثنين 20 ربيع الآخر 1366هـ الموافق: 1 مارس 1947م أصبح عند دوحة دبا. وأمّا النّوخذة بشارة فيذكر أنّه في يوم الأربعاء 5 ربيع الآخر 1353 هـ الموافق: 18 يونيو 1934م.

أصبح في الفجيرة لأجل شراء الحطب. ثمّ في سفرة أخرى يقول إنّه في الجمعة 3 ذو الحجّة 1353 هـ الموافق: 8 مارس 1935 م. أمسى عند دوحة دبا. وفي سفرة توافق يوم الاثنين 12 صفر 1355 هـ الموافق: 4 مايو 1936 م. أمسى يرون جبل سكمكم. وفي اليوم التالي أصبح عند خورفكّان ثم في مساء اليوم نفسه بلغ جنوبيّ رأس دبا على بُعد 8 أميال.

ثالثاً: أهل الإمارات:

والمقصود هنا إشارات النّواخذة إلى أشخاص من أبناء الإمارات التقوا بهم أثناء سفراتهم المتعدّدة من نواخذة وبحّارة وتجّار، وأنواع سفنهم، والبضائع والسلع التي تاجروا بها.

وفي هذا الإطار يذكر النّوخذة الفهد أنّه في يوم السبت 5 جمادى الآخرة 1367 هـ الموافق: 5 مارس 1949 م. سافر العِشاء من زنجبار وبرفقته محمد الراشد وعلي بن يوسف من أهل رأس الخيمة. بالقرب من دار السلام. والمقصود بعلي بن يوسف، هو علي بن يوسف البزي، أحد وجهاء رأس الخيمة، وكان له سنبوك يسافر عليه إلى شرقيّ أفريقيا، واسم السنبوك: «الفيل».

ويدوّن النّوخذة العيسى أنّه وجد في ميناء ممباسة في 21 ربيع الآخر 1372 هـ الموافق: 18 يناير 1952 م. ناس من أهل دبي -عيال العويس-. ثمّ في 28 شعبان 1372 هـ الموافق: 13 مايو 1952 م. وهو مبحر صادف خشب خورفكّان، محمود بن صالح ويوسف ولد محمد وأحمد ولد غيث- محمّلين من جزيرة لاموه في شرقيّ أفريقيا، لهم يوم وثلاثة وعشرين محملين إلى ناصر بن عبد الوهاب بن قطامي، النول (أي الأُجرة) في 23 روبيه.

ومحمود بن صالج المذكور في الروزنامة هو من النّواخذة المعروفين في خورفكّان، وكان قد اشترى البوم الكويتي الشّهير المعروف بـ«ابن رشدان» عام 1940، ويبلغ طول قاعدته 46 ذراعاً، وعرضه 27 قدماً، وتزن حمولته 375 طنّاً.

ثمّ في يوم الخميس 29 شعبان الموافق: 14 مايو دخل ميناء مطرح مع محمود بن صالح من أهل خورفكّان. ولد غيث وولد محمد بن أحمد كلهم من خورفكّان. ويذكر النّوخذة العيسى كذلك أنّه في يوم الخميس 20 شوّال 1372 هـ الموافق: 1 يوليو 1952 م. دخل ميناء جوا وجاءت جملة خشب من أهل رأس الخيمة.

ثمّ في يوم الاثنين 7 ربيع الآخر 1373 هــ الموافق: 13 ديسمبر 1953 م. في البحر على الساحل الغربيّ للهند، ولحق بهم بوم من أهل رأس الخيمة إمعلّي (أي متّجه غرباً) من كاليكوت. وفي يوم الثلاثاء 1 رمضان 1373 هـ الموافق: 4 مايو 1953 م. حين كان في مطرح وصلت كوتيّة من البصرة فيها تمر حجّي محمود من أهل خورفكّان.

وفي يوم الخميس 10 رمضان الموافق: 13 مايو: دخل مرفأ خورفكّان، ثمّ وصل بعده بقليل أبوام علي الميرزا وعبدالرحمن الميرزا وجملة خشب. والمقصود بعلي الميرزا هو النّوخذة والتاجر الشّهير علي بن عبدالله الميرزا الذي امتلك حوالي 12 بوماً استخدمها للأسفار والتجارة، وأطلق على كلّ واحد منها اسماً تيمّناً وتباركاً.

تبدلات

وفي يوم الثلاثاء 21 شوّال الموافق: 22 يونيو: بوم جكّه ينزّل. وكان في يوم السبت 2 ربيع الأول 1374 هـ الموافق: 30 أكتوبر 1954 م. في أبي الخصيب وفي اليوم التالي وصلت خشب من أهل خورفكّان، ولنش الميزرا امنوّل المهرة 12000. بوم الميرزا نول 3 روبية (أي حصل على نول يعادل 3 روبيات لكلّ مَنّ تمر يقوم بنقله).

وفي يوم الأحد 3 ربيع الأول 1374 هـ الموافق: 31 أكتوبر 1954 م في أبي الخصيب وصلوا خشب من أهل خورفكّان، ولنش الميزرا امنوّل المهرة 12000. بوم الميرزا نول 3 روبية (أي حصل على نول يعادل 3 روبيات لكلّ مَنّ تمر يقوم بنقله). وفي يوم الجمعة 16 ربيع الأوّل الموافق: 12 نوفمبر كان في الفاو، وهناك شاهد بحّارة بوم إبراهيم جكّه عائدين إلى سفينهم بعد صلاتهم الجمعة، وبقي بوم جكّه راسياً إلى اليوم التالي.

وفي يوم السبت 12 جمادى الآخرة الموافق: 5 فبراير 1955 م. في ممباسا، وجد هناك بوم عيال جمعة من خورفكّان، وبوم إبراهيم جكّه ينزلون. وفي يوم الثلاثاء 9 شوّال الموافق: 31 مايو في بندر لارچ، وجد خشب من أهل خورفكّان. ويذكر النّوخذة الفلاح أنّه أصبح على خير في 8 جمادى الأولى 1365 هـ الموافق: 1 أبريل 1946 م. عابراً زنجبار، وبرفقته سنبوك يوسف الحمر من أهل رأس الخيمة.

والنّوخذة الحمر، هو يوسف بن محمد الحمر من أهالي المعيريض برأس الخيمة. ويقول النّوخذة ناصر الحجّي إنّه أصبح في يوم الاثنين 6 ربيع الآخر 1362 هـ الموافق: 12 أبريل 1943 م. أبحر من الهيلي (أحد مرافئ الساحل الغربي للهند)، وبرفقته سنبوك من أهل دبي بن غرير.

ويذكر اليتامي أنّه في يوم الأحد 1 رجب الموافق: 8 أبريل 1951 م. في بحر العرب. وافقه بوم من أهل رأس الخيمة. وأمّا النّوخذة بشارة فيقول إنّه أبحر من كاليكوت في يوم السبت 16 ذو الحجّة 1363 هـ الموافق: 2 ديسمبر 1944 م. في الساعة 5.30 من النّهار ومعه بوم من أهل خورفكّان.

1949

ويضيف النّوخذة بشارة أنّه أصبح يوم الأحد 17 ذو الحجّة الموافق: 3 ديسمبر، في كاليكوت، وفي تمام الساعة 4.30 التقى بمركبين، واحد لخلف مال الله -عبّر معنا أغراض، والثاني بوم من خورفكّان.

وحين كان في المعلّا بعدن في يوم الجمعة 26 ذو الحجّة 1364 هـ الموافق: 30 نوفمبر 1945 م. يقول: وصل شهاب بن محمد الشهاب وعيسى النّشمي، وبوم بياعت عيال خليفة الشاهين (أي السفينة التي باعها عيال خليفة الشاهين)، على أهل خورفكّان.

وفي يوم الجمعة 15 ربيع الآخر 1367 هـ الموافق: 26 فبراير 1948 م. أصبح عند ميناء امويره أو انكيدو، في شرقيّ أفريقيا عند مصبّ نهر الروفينجي، الساعة 9 من النهار ثمّ أرسى في مرفأ جزيرة بيجو أو دوحة جزيرة بيجو بالقرب من سفن الخرافي) يحملون.

وكان معه آنذاك غنجة بن سيف وبوم أهل دبي - علي ويوسف. وفي يوم الأحد 7 محرّم 1369 هـ الموافق: 28 نوفمبر 1949 م. أصبحنا فاركين رطنا كري، على الساحل الغربيّ للهند، الوقت غيم. الساعة 7 من الليل لحقنا بوم جاسم بن ماجد من أهل رأس الخيمة، سنّان محمّل بانزين إلى جوا. وقد وجدتُ في قوائم نواخذة السفر في رأس الخيمة، النّوخذة خلفان بن ماجد.

فلا أدري هو نفسه جاسم بن ماجد الذي أخطأ النّوخذة بشارة في كتابته أم غيره. ويدوّن النّوخذة بشارة ضمن بحّارته في أكثر من سفرة له، ومنها سفرته في الثلاثاء 18 رجب 1368 هـ الموافق: 17 مايو 1949 م.

كان معه إبراهيم بن راشد سكوني من أهل رأس الخيمة. (ص. 498). والمقصود هو جدّي لأمّي إبراهيم بن راشد عقيدة الذي قضى جزءاً من عمله مسافراً مع النّوخذه يعقوب بشارة. ولعمق العلاقة بينهما فقد شاهدتُ بنفسي النّوخذه يزور جدّي إبراهيم في عام 1985، ليطمئنّ على صحّته حين علم بمرضه.

سجل حافل

يتأكد لنا، بعد هذا العرض ضمن الحلقات الخمس، أنّ الروزنامات سجلّ حافل بالمعلومات والأرقام والحسابات والتحديدات تفيد الباحثين، وتقدّم لهم معلومات قيّمة حول نواحي الحياة في المنطقة في العقود الخمسة الأولى من القرن العشرين. وفيها إشارات جليّة لمواضع جغرافيّة في منطقة الإمارات في تلك الفترة.

1942

يذكر النوخذة حجي بن يوسف الحجي، أنه في سفرة من سفراته، وصل بالقرب من خورفكّان في مساء يوم الأربعاء 10 ربيع الأوّل 1361 هـ الموافق: 17 مارس 1942م في بوم راشد بن سالم بو قماز.

وفي صباح الخميس 11 ربيع الأوّل الموافق: 18 أبريل كان قريباً من خورفكّان ثمّ واصل سيره إلى أن أمسى عند دبا، حيث أرسى بحراً عند عمق 13 باعاً. وظلّ متوقّفاً بين دبا وخورفكّان إلى يوم الجمعة 12 ربيع الأوّل الموافق: 19 أبريل، وكانت معه أبوام لصالح الخارجي والخشتي (ص. 183).

 

الروزنامات.. حكايات أهالي وجزر وموانئ الإمارات 4-5

الروزنامات.. مدونات وحكايات وإشارات إلى الإمارات وأهلها (3-5)

الروزنامات .. مدونات وحكايات وإشارات إلى الإمارات وأهلها ( 2 - 5 )

الروزنامات .. مدوّنات وحكايات وإشارات إلى الإمارات وأهلها (1 - 5 )

Email