استطلاع «البيان »: إيران تجمع بيــن الإرهـاب والفـوضى والخطر النووي

(لمشاهدة ملف "إرهاب إيران" pdf اضغط هنا)

بات الإرهاب العالمي مرتبطاً بالنظام الإيراني، ففي كل المحافل الدولية التي تكافح الإرهاب ترى اسم إيران يتصدر المشهد، ذلك أنها مصنع الحركات الإرهابية والفكر المتطرف في العالم خصوصاً طهران، ولعل الدول الغربية أكثر من يدرك ذلك الخطر.

فالتدخلات الإيرانية في شؤون الدول لم تتوقف على مدار العقود الماضية، بل أصبحت جزءاً من استراتيجية النظام الإيراني، الأمر الذي جعل إيران تتحول إلى وحش مهمته كسر الاستقرار، والتدخلات في شؤون الدول. ولعل البرنامج النووي الإيراني أحد أوجه عوامل تقويض الاستقرار في المنطقة، حيث ابتزت إيران الغرب من خلال هذا البرنامج المشؤوم.


خطر على العالم
وظهر استطلاعان للرأي، أجرتهما «البيان» على موقعها الإلكتروني، وعلى حسابها في «تويتر»، أن أكثر من 77 في المئة من المستطلعة آراؤهم، يرون أن إيران باتت خطراً يهدد العالم حيث تجمع بين الإرهاب، وضرب استقرار الدول، إضافة إلى برنامجها النووي.


وفي استطلاع «البيان» على الموقع الإلكتروني، اعتبر 10 في المئة من المستطلعة آراؤهم، أن طهران خطر على العالم بالنظر لبرنامجها النووي فيما اعتبرت نسبة 8 في المئة منهم، أن إيران متهمة بزعزعة استقرار دول المنطقة والعالم من خلال أذرعها في اليمن، سوريا، العراق، لبنان، البحرين، فيما أكد 5 في المئة منهم أنها راعية الإرهاب في المنطقة والعالم وأنها سبب الحروب التي تشهدها المنطقة.


أما على حساب «البيان» في «تويتر»، فكانت النتائج متشابهة نوعاً ما عن الاستطلاع في الموقع، إذ اعتبرت الأغلبية 77 في المئة أن إيران عمدت إلى الارتكاز على عددٍ من الأدوات للتحرك في إطار طموحاتها من بينها تدخلاتها الخارجية وزرع خلاياها التجسسية في عدد من دول المنطقة، وكذا محاولة التغلغل داخل بعض المجتمعات والسيطرة على مراكز اتخاذ القرار في دول عربية من خلال موالين لها. كله جنبًا إلى جنب مع دعم ورعاية الإرهاب في المنطقة، في خطٍ متوازٍ مع حلم إيران النووي.


وأكد 11 في المئة من المستطلعة آراؤهم إبراز النظام الإيراني عضلاته، و«كشف المكشوف» عن تدخلاته في شؤون الدول الأخرى، وتصريحات مسؤوليه عن امتدادات هذا النظام في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وغيرها من الدول، فيما أكد 9 في المئة منهم دورها الكبير في رعاية الإرهاب، فأصابعها في الملف السوري لا تخفى على أحد، كما أصابعها في الملف اليمني ودعمها اللامحدود للانقلابيين، إضافة إلى دورها في لبنان من خلال حزب الله اللبناني وكذا العراق والبحرين وبلدان أخرى. بينما أكد 3 في المئة أن طهران لن ترتدع عن مشروعها النووي خاصة في ظل أهدافها التوسعية في المنطقة.


المشروع النووي
ويقولدكتور العلوم السياسية الأردني أحمد الخلايلة لـ«البيان»، أن مشكلة العالم بالدرجة الأولى هي حلمها في المشروع النووي، فمن يحقق هذا المشروع قادر على زعزعة استقرار الدول من خلال رعاية الإرهاب بأشكاله المختلفة. اليوم ما يقلق العالم هو علاقة إيران بدول العالم وهي علاقة غير سوية أو متوازنة ومن هنا يكمن الخوف من مشروعها النووي.


يضيف الخلايلة: «إيران لن ترتدع عن مشروعها النووي خاصة في ظل أهدافها التوسعية في المنطقة، إلا أن يقع عليها عقوبات وتعيش ضغوطات قاسية من قبل العالم أجمع، حتى تعيد نظرتها إلى علاقتها السياسية وتحاول تهدئة النهج الذي تسير عليه. فالحصار الدولي الحقيقي الحل لهذا التهديد والأخطار التي تهدد المنطقة».


وبدوره يبين المحلل السياسي الأردني علي نجم الدين أن مشكلة العالم مع إيران مشكلة معقدة الأبعاد فدعمها للجماعات الإرهابية و المتطرفة التي تعمل على زعزعة استقرار دول العالم. ورغبتها في تطوير السلاح النووي في ظل سياستها التوسعية، وتدعي دوماً أن ملفها النووي أداة من أدوات تحرير فلسطين، ولكن الادعاء غير الحقيقة.


يضيف نجم الدين: «ومن الواضح أنه لا نية لديها لتغيير منهجها وسلوكها بالرغم من أن هنالك إجماع دولي على حجم الضرر الكبير الناتج عن توسعها ودعمها وتسليحها للجماعات الإرهابية. وقد شهدنا تدخلاتها في عدد لا بأس به من الدول التي أصبحت تعاني من الفوضى وعدم الاستقرار الذي تستغله لتحقيق مصالحها.


تدخلات خارجية
وفي العراق، يقول المحلل السياسي قيس الزبيدي لـ"البيان"، إن الأحداث التاريخية من الماضي غير البعيد، تكشف عن استعداد النظام الإيراني للتخلي عن أقرب الجهات إليه مقابل مكتسبات تعزز مواقعه الداخلية وعلى الصعيد الدولي، ويقدم ننفسه كلاعب غير مضمون، حيث استخدم دعمه لتنظيم القاعدة، ومن ثم تنظيم داعش في العراق.


يؤكد رئيس منظمة حقوق الإنسان في العراق حسين شعبان، أن النظام الإيراني يعتقد أنه بأمس الحاجة إلى التدخل في دول المنطقة كصانع أزمات من أجل بقائه ليتمكن من خلال ذلك من التغطية على أزماته الداخلية.


ويضيف، اليوم.. ونتيجة العقوبات الدولية، ورغم عدم صرامتها أحياناً، إلا أنه بسببها أصبح الاقتصاد الإيراني على وشك إفلاس تام، خاصة في ظل انخفاض سعر النفط إلى نصف ما كانت عليه سابقاً، مما خلق أزمات داخلية شديدة كتضاعف سعر الخبز وهو الغذاء الرئيسي، أو النزر الميسور للإيرانيين، إضافة إلى تصدر إيران قائمة الدول المنفذة لأحكام الإعدام في العالم.


وبحسب منسق حركة السلام العراقية، أن النظام الإيراني، وببساطة شديدة، متجه إلى صناعة الأزمات وافتعالها وتضخيم أجوائها بسبب ضعفه وسعيه للبقاء في السلطة وسعيه ومساومته ليكون بإمكانه وبتنازلات غربية وإقليمية جزءاً من المعادلات الدولية.


ويفسر الناشط المدني صعب الصعب، التدخل الإيراني المعلن ضد تنظيم داعش في العراق، بأن الهدف منه ليس التصدي للتنظيم، بقدر ما هو وقاية النظام من تبعات العزلة الدولية والانتفاضة الداخلية وإنقاذه أخيراً من الانهيار.


ويؤكد العديد من الباحثين في الغرب أن إيران هي مصدر الخطر على العالم الأمر الذي يتوجب أن يكون هناك موقف حيال هذا الخطر الذي ينمو شيئاً فشيئاً.


حتى أن الباحثة الأميركية راكيل أهيرنفليد قالت إن التوغل الإيراني وصل إلى أميركا الجنوبية في محاولات لزعزعة الاستقرار هناك. وأشارت إلى أن الاتجار في المخدرات بأميركا الجنوبية لاقى رواجا كبيرا من ميليشيات ما يسمى «حزب الله»، المدعومة من إيران خصوصاً أن هناك بعض الدول التي تسخر من الديمقراطية الغربية وتشجعها في ذلك أنظمة الحكم، مما يدفع إيران إلى التغلغل هناك.


احتجاجات
وتشير التقارير الصحفية إلى أن هذه السياسية الإيرانية سترتد على النظام خصوصاً بعد الاحتجاجات الأخيرة في طهران التي طالبت بأن يركز النظام أولويته على الداخل الإيرانية وفك العلاقة مع الميليشيات خارج الحدود، باعتبارها استنزاف للمال الإيراني.


لقد أصبحت الممارسات الإيرانية في المنطقة ظاهرة حقيقية تستحق التوقف عندها ومواجهتها بكل الطرق المتاحة، خصوصا في ظل محاولاتها السيطرة على بعض الدول العربية، التي تعتبرها ولايات إيرانية بشكل علني.


ويرى الكاتب السعودي إبراهيم ناظر في تصريح لـ»البيان«أن التمدد الإيراني اليوم بات يهدد المنطقة أكثر من أي وقت مضي، ذلك أن ثمة من يحاول إدخال إيران إلى المنطقة العربية إلا أن التماسك الخليجي وخصوصا السعودية والإمارات والبحرين، أفشل كل المحاولات الإيرانية.


وأضاف ناظر، أن الإرهاب أصبح اليوم صنعة إيرانية بامتياز، وهذه أصبحت سمعة سيئة وسوداء، ولن يطول الأمر كثير بالسماح لإيران أن تعيث فساداً في المنطقة دون حساب، ذلك أن رصيدها من الفوضى والتخريب بات كبيراً جداً في المنطقة.


بدوره، رأى الكاتب السعودي الدكتور محمد الحربي، في تصريح لـ «البيان» أن إيران اعتمدت على فلسفة تصدير ما يسمى بالثورة، إلا أن الواقع الحقيقي لهذه التسمية هو زعزعة الاستقرار، معتبراً أن هذا السلوك بات ركناً من السياسة الإيرانية.


وأكد أن الطموح النووي الإيراني كبد وسيكبد المنطقة الكثير من الخسائر، على المستوى الأمني خصوصاً أنه طموح يرتبط بأيديولوجية مجنونة متهورة تحمل شعرات كاذبة على شعوب المنطقة.


وأضاف أن طهران بدلاً من أن تقوم بهذه المهمة، أوكلت إلى العديد من الميليشيات مهمات متنوعة في شكل توزيع أدوار بدءاً من حسن نصر الله في لبنان مروراً بالحوثي في اليمن، إضافة إلى بعض الوكلاء الآخرين، مؤكداً أن كل هؤلاء يتحكم بهم المركز الرئيسي في طهرات تحت عنوان عريض إثارة الفوضى في المنطقة. إن هذه الظاهرة الخطيرة تستدعي أن يكون هناك عمل سياسي وأمني جماعي على مستوى المنطقة والعالم للحد من الخطر الإيراني، الذي لن يتوقف عن دولة عربية معينة، وبالتالي سيكون هناك المزيد من الخسائر. ولعل الاستراتيجية الجديدة التي تحدث عنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن مواجهة إيران، حيث اعتبر إعادة مراجعة الاتفاق النووي جزءاً منها، قد تؤدب إيران وتحد من طموحاتها النووية.

الصرامة
في تقرير لمركز «روابط» للدراسات الاستراتيجية، ورد أن «التاريخ أثبت بأن الحل في مواجهة هكذا نظام لا يكمن في المساومة وإنما يكمن في الوقوف بوجهه وإبداء قدر عال من الصرامة تجاهه وإضعاف خياراته، وبعبارة أخرى إذا أردتم أن يوقف النظام الإيراني شره في المنطقة فإن عليكم مجابهته بكل قوة وصرامة».


ويشير التقرير إلى أن الاستعراض المزيف للعضلات ونهج المساومة والابتزاز، ما هو إلا تعبير عن ضعف يدفع للهروب إلى الأمام، وعلى من يعتقد أن نظام طهران يقاتل داعش أن يتساءل، وهل هناك حاجة لإعلاء دور الميليشيات الموالية لطهران، فوق دور القوات النظامية العراقية، وبعضها توالي النظام أيضاً، ولكن بدرجات متفاوتة، وأقل!؟.


وبالتالي.. فإن التدخلات الإيرانية المخلة بالمنطقة والعالم هي من منطلق الضعف وفقدان الشرعية وليس من منطلق القوة، ولا قوة له ولا تقدم للأمام إلا من خلال تراخي وانكسار اقليمي ودولي، وأن العمل على مجابهة نظام طهران بصرامة هو الحل الغائب اليوم.
      

اقرأ أيضاً:

استطلاع «البيان »: إيران تجمع بيــن الإرهـاب والفـوضى والخطر النووي

إيران أخطبوط العبث التخريــبي ومنهجية فوضى المـلالي

تدخّلات طهران تواجه سياسة أميركية مغايرة

محللون مصريون لـ«البيان »:الشعب الإيراني يتحمل ضريبة كبيرة

خبراء يمنيون لـ « البيان »: طهران توظف الجماعات الإرهابية