« البيان » تفتـح ملـف إرهــاب طهــران وتدخلاتها في المنطقة والعالم

إيران أخطبوط العبث التخريــبي ومنهجية فوضى المـلالي

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ اليوم الأول من تولي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحكم، حدّد استراتيجيته حيال المنطقة، باعتباره إيران الدولة الأكثر خطراً على العالم.


وكان التصريح الأكثر انتشاراً للرئيس الأميركي، أن إيران هي الدولة الإرهابية رقم واحد في العالم، تبعه وزير دفاعه جيمس ماتيس منذ أن تولى حقيبة الدفاع، حيث قال إن إيران أخطر من تنظيم داعش على المدى البعيد. وتعاقبت التصريحات الأميركية التي تعتبر إيران الخطر الأول في العالم، لتكتمل أخيراً استراتيجية ترامب حول إيران التي حدّد ملامحها الأسبوع الماضي.


وذكرت عديد من التقارير الدولية بالدلائل ان إيران دولة مصدرة وصانعة للإرهاب والفوضى في المنطقة، واوضحت تلك التقارير أن يدها في كل مناطق الخراب والدمار في الدول العربية، حيث تعمل على ضرب قواعد الأمن والاستقرار في المنطقة، حيث تحوّلت سوريا إلى ساحة من الميليشيات الإيرانية والأفغانية وميليشيات حزب الله اللبناني.


كما تحالفت كل قوى الشر في اليمن مع الحرس الثوري الإيراني لتحويل خاصرة دول مجلس التعاون الخليجي إلى حالة من الفوضى، لولا أن وقفت «عاصفة الحزم» في وجه الطموحات الإيرانية الشريرة ولجمت محاولات التوسع في المنطقة العربية.


شهادة فورين أفيرز الأميركية
في مطلع العام الجاري نشرت دورية فورين إفيرز الأميركية، تقريراً حول التوسع الإيراني في المنطقة ومحاولات ضرب الاستقرار.
وقالت إن هناك مساعي إيرانية حثيثة لتوسيع نطاق سيطرة طهران سياسياً وعسكرياً في الشرق الأوسط، وتحدّثت عن محاولاتها بسط نفوذها في المناطق التي تضم مجتمعات شيعية في ما بين النهرين وشرقي المتوسط وشبه الجزيرة العربية.


وأضافت ان ميليشيات حزب الله تلقى رعاية إيرانية منذ ثلاثة عقود، وإنها أصبحت القوة الأكثر تنظيماً في البلاد، وإن سوريا التي كانت تشكل شريكاً متساوياً مع إيران صارت الآن تابعة لها بشكل جزئي وتعتمد عليها من الناحية العسكرية.


نشر الفوضى
وقالت صحيفة ديلي تيلغراف البريطانية، إنه بدلاً من أن تنزع إيران فتيل التوترات الإقليمية، استخدم الإيرانيون مليارات الدولارات من الثروة التي جمعوها من رفع العقوبات لتكثيف جهودهم للتسبب بالمزيد من الفوضى الإقليمية. كما أن نجاح إيران في قلب الأوضاع في سوريا أدى أيضاً إلى زيادة دعم طهران لحزب الله.


ويضيف الكاتب كون كوغلين أن العملاء الإيرانيين كانوا نشيطين في محاولة المساس باستقرار البحرين والسعودية، كما أن «اليد الحاقدة» لإيران موجودة أيضاً في اليمن، حيث كان استمرار الحرس الثوري في شحن الأسلحة للمتمردين الحوثيين المناهضين للحكومة عاملاً مهماً في وقوع البلاد إلى هذا الدرك من الفوضى.


ويرى الكاتب العراقي عبدالجبار الجبوري أن إيران تلعب دوراً تدميرياً وتخريبياً في العالم والمنطقة، من خلال أذرعها وخلاياها النائمة، وهذا لم يعد خافياً على أحد، وما يحدث في العراق واليمن وسوريا ولبنان والبحرين مثال، وهو جزء من مشروعها الديني الكوني في التشييع الصفوي التوسّعي.


وتساءل الجبوري: إلى أين تسير إيران بالمنطقة، وهي تشعل في كل بلد تتواجد فيه حرباً أهلية طائفية وعنصرية، تحت مرأى ومسمع العالم كله، لافتاً إلى أن الاستراتيجية الإيرانية هدفها تفتيت المنطقة.


الأدلة دامغة
وفي يوليو الماضي، شدد تقرير أصدرته وزارة الخارجية الأميركية، على أن إيران هي الأولى عالميًّا في رعاية الإرهاب، موضحًا أن طهران مسؤولة عن زعزعة الاستقرار في سوريا والعراق واليمن.
وأكد الخارجية الأميركية، أن إيران مستمرة بحشد ميليشيا طائفية في العراق ودعم حزب الله الإرهابي، كما أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني لعب دورًا مزعزعًا للاستقرار في كلٍّ من العراق وسوريا واليمن.
ولفت التقرير الخاص بتحليل التهديدات الإرهابية الدولية ومكافحتها أن طهران ما زالت دولة محورية ممولة للإرهاب؛ حيث إنها قادرة على تهديد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها.
لم تأتِ هذه العقوبات على النظام الإيراني من الفراغ، فالسجل الإرهابي لإيران ملي بالصفحات السوداء خصوصاً في سوريا، إذ بلغ عدد الميليشيات الإيرانية حوالي 50 فصيلاً، وجيش من الميليشيات قدّره مراقبون بـ60 ألف مقاتل من العراق ولبنان وإيران وأفغانستان.


من سوريا لليمن
دخلت إيران بكامل قوتها في الحرب السورية منذ أواسط عام 2011. كان ذلك عبر مستشارين وخبراء، ومع تعاظم خسائر النظام وتراجعها منتصف عام 2012، أطلقت إيران برنامجها الشامل لرفد قوة النظام وإعادة التوازن له.


في البداية؛ اقتصر الدور الإيراني على جهود تشكيل قوات شعبية سورية من المتحمسين من الأقليات، بالترافق مع تجييش العراقيين والأفغان الموجودين في سوريا وإيران للدفاع عن النظام، والتعاون مع «حزب الله» لمساندة النظام، خصوصاً في الزبداني وحمص. لاحقاً، تضخم البرنامج وتوسع حتى اقترب من بناء «جيش شيعي عابر للجنسيات»، يحتل مناطق واسعة من لبنان، والعراق، وسوريا، عماد قوته الأساسي من الميليشيات العراقية.


لم تكتفِ إيران بالتخريب الفاحش في المنطقة في العراق وسوريا ولبنان، بل حاولت أن تخترق اليمن من خلال الذراع الحوثية، وبدأت بنسج خيوط الشر مع الانقلابين وتمكنت من تطويع المخلوع علي عبدالله صالح. وهنا بدأت موجات السلاح من أجل قتل الشعب اليمني وإيذاء دول الخليج عبر محاولات استنساخ تجربة حزب الله في اليمن.


وفي إطار الكشف عن التورط الإيراني في اليمن، قال مركز أبحاث التسلح والصراعات، في تقرير صدر نهاية نوفمبر الماضي، إنه استطاع الوصول إلى مخبأي أسلحة يُشتبه في صِلتهما بإيران. وتم الكشف عن أحد هذين المخبأين أمام المحققين.


واستطاع المركز الوصول إلى أسلحة أكد أنها تابعة «للحرس الرئاسي» وتمت مصادرتها، في سبتمبر، بعد تهريبها براً إلى اليمن. واستخدم مركز أبحاث التسلح والصراعات الأرقام التسلسلية وأنواع الأسلحة للتوصل إلى عدة استنتاجات مهمة حول منشئها، من بينها: العثور على قذائف صاروخية «آر بي جي» إيرانية الصنع على عدة سفن.


لقد تحولت اليمن في الآونة الأخيرة إلى مستودع للسلاح الإيراني، ولعل هذا بات مكشوفاً للمجتمع الدولي، ففي العام الماضي أكد محققون دوليون في تقرير لهم، وجود خط بحري لتهريب الأسلحة من إيران إلى الحوثيين في اليمن عبر إرسالها أولاً إلى الصومال.


ويستند تقرير منظمة «أبحاث تسلح النزاعات» إلى عمليات تفتيش بحرية تمت بين فبراير ومارس العام الماضي وضبطت خلالها أسلحة مهربة على متن سفن الداو الشراعية التقليدية.
وقالت المنظمة التي تتخذ من بريطانياً مقراً لها إنها حللت صوراً فوتوغرافية للأسلحة التي صودرت من هذه السفن خلال عمليات تفتيش تولتها السفينة الحربية الأسترالية «إتش أم أيه أس دارون» والفرقاطة الفرنسية «أف إس بروفانس».


العلاقة مع «القاعدة»
من الصعب أن تتخيل أن ثمة علاقة تربط إيران بتنظيم القاعدة، إلا أن قواعد العمل الإرهابي تسمح بذلك بين القاعدة وإيران، فقد أثبتت وثائق منسوبة للزعيم السابق ومؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وجود تعاون لوجستي بين التنظيم وإيران.


ووفقاً للوثائق التي أفرجت عنها الولايات المتحدة وتقول إنها حصلت عليها من منزل بن لادن في أبوت آباد بـباكستان خلال عملية اغتياله، فإن تنظيم القاعدة قام بحماية المراقد الشيعية بالعراق مقابل منح طهران إياه ممراً آمناً لمراسلاته وأمواله وملجأ يؤوي قادة التنظيم وعائلاتهم.


وبعد مرور نحو خمسة أعوام من مقتل أسامة بن لادن أفرجت الولايات المتحدة عن وثائق تظهر علاقة وثيقة بين القاعدة وإيران. وأكدت الوثائق امتلاك إيران أوراق ضغط تمارسها على التنظيم في سبيل تسخيره لخدمة أهدافها السياسية، كاستغلال نشاطه لإزعاج الأميركيين في العراق، كما تظهر هذه الوثائق امتلاك التنظيم أوراق قوة فاوض فيها الإيرانيين.


وأثبتت التقارير الأميركية العلاقة المشبوهة بين طهران و«القاعدة»، إذ آوت إيران العديد من قيادات التنظيم، وسهلت حركة قيادات بارزة، وعلى رأسهم زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظاهري.

Email