الدوحة مطالبة بمعالجة لب المشكلة

إنهاء المقاطعة رهن بتنفيذ المطالب

المصدر:

Ⅶ عواصم - البيان، وكالات

التاريخ: 19 يوليو 2017

ت + ت - الحجم الطبيعي

حذر مسؤولون خليجيون من أن المقاطعة ستستمر وتتصاعد طالما واصلت قطر المراوغة من خلال تجاهل لب المشكلة التي قادت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لمقاطعتها.

وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري تمسك الدول الأربع بالمطالب التي تم تقديمها إلى الجانب القطري شرطاً لإنهاء المقاطعة، فيما دعا المستشار بالديوان الملكي السعودي، سعود القحطاني، الدوحة إلى ترك البكائيات ومراجعة نفسها وسياستها العدوانية منذ انقلاب حمد على والده، ثم مراجعة المطالب الـ13، مشيراً إلى أنها «قد تزيد بعد أن اتضح للعالم سوء نية قطر».

وقال القحطاني، المشرف العام على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية، إن السلطة القطرية تحاول اختزال المقاطعة بتصريحات تميم بن حمد في وكالة الأنباء التي زعموا اختراقها.

وأكد القحطاني، عبر سلسلة تغريدات على «تويتر»، أن موضوع الاختراق غير صحيح، وأن التصريحات عجلت بتأديب السلطة لا أكثر.

وذكر أن محاولة استجداء الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بزعم اختراق الوكالة والاتكاء على مصادر صحفية لن تنفعهم طالما تنظيم الحمدين الحاكم بأمره في قطر، لذا على سلطة قطر مراجعة نفسها وسياستها العدوانية منذ انقلاب حمد على والده ثم مراجعة المطالب الـ13، وقد تزيد بعد أن اتضح للعالم سوء نيتهم.

وقال القحطاني إن البكائيات الكاذبة حول اختراق وكالة الأنباء ليست لب الموضوع من قريب ولا بعيد، وإذا كان تنظيم الحمدين يظن أنه سينجو بهذه الحجة فقد وهم كعادته.

وأضاف: «أذكّر تنظيم الحمدين بـ #إلا_الفهد_لن_تمر_مرور_الكرام. نحن نوقر آباءنا ونجل ملوكنا ومن عق والده أو سكت عن الإساءة لمليكه فليس منا ولسنا منه».

من جهته، أكد شكري تمسك الدول الداعية لمكافحة تمويل الإرهاب بالمطالب التي تم تقديمها إلى الجانب القطري شرطاً لإنهاء المقاطعة، وذلك على ضوء انتهاك قطر المواثيق والأعراف الدولية عبر تدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية، وإيوائها عناصر وقيادات إرهابية.

وأكد شكري تمسك مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين بالمطالب التي تم تسليمها إلى الجانب القطري شرطاً لاستئناف العلاقات، مشدداً خلال لقائه بالقاهرة أمس، مساعد السكرتير العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي للمديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب جون بول لابورد، ضرورة إلزام والتزام الدوحة بتلك المطالب.

عزلة كاملةفي الأثناء، كشف مؤسس ورئيس مركز «تريندز» للبحوث والاستشارات، د. أحمد الهاملي، لـ«البيان»، أن العديد من المؤسسات الأوروبية والسياسيين في أوروبا كانوا يعتقدون في السابق أن الدوحة ما هي إلا مجرد وسيط بين بعض التنظيمات والأمم المتحدة، مشيراً إلى أن هذه الصورة الآن قد تغيرت تماماً، وأن الجميع بات ينظر إلى الدوحة بوصفها دولة داعمة للإرهاب، بعد إطلاع مركزه هذه المؤسسات على الأدلة والبراهين غير القابلة للنفي التي تثبت تورط الدوحة، وأكد الهاملي أن قطر مقبلة على عزلة دولية كاملة ما لم تتدارك الأمر، وتعمل على تطبيق ما طلبه منها أشقاؤها.

وأكد الهاملي، في حديث لـ«البيان»، أن قطر بمواقفها الحالية ترسخ صورتها لدى المجتمع الدولي ومؤسساته كدولة مارقة وداعمة للإرهاب، مشيراً إلى أن مركز «تريندز» كشف للعديد من المؤسسات الأوروبية مثل البرلمان الأوروبي والعديد من نوابه والسياسيين الأوروبيين دور قطر الإرهابي، من خلال تقريرين: الأول بعنوان «الوضع في قطر: تقويض السلام والأمن من خلال دعم الإرهاب والتطرف»، والثاني «ملخص عن الإرهابيين المعروفين المرتبطين بقطر (سواء كانوا يعيشون في قطر أو بدعم من الحكومة)».

وقال ريتشارد بورتشل، مدير الأبحاث والتواصل في مركز«تريندز» في بروكسل، إن هناك «دلائل ووثائق» تؤكد دعم قطر للإرهاب والجماعات المتطرفة بشكل مباشر.

تظاهرة في لندن

في لندن، تظاهر مواطنو عدد من البلدان العربية احتجاجاً على ما تبثه قناة الجزيرة القطرية من مواد تحريضية، وجرت التظاهرة أمام نادي الصحافة الذي استضاف مؤتمراً رعته القناة القطرية لبحث التغطيات الإعلامية لأزمة قطر.

واعترفت قطر على لسان وزير الدولة للدفاع، خالد بن محمد العطية، بدورها المشبوه في اليمن، وأنها «كانت منذ البداية ضد التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن». وتعدّ تأكيدات الوزير القطري أول اعتراف بالعلاقة المشبوهة التي ربطت بين الدوحة والميليشيات الانقلابية المتمثلة في الحوثيين - والمخلوع علي صالح. وأكّد العطية، خلال حوار مع قناة «تي آر تي» التركية، أن قطر «وجدت نفسها مجبرة على الانضمام للتحالف العربي في اليمن»، قبل أن يحاول تبرير ذلك قائلاً: «نحن نملك رؤيتنا الخاصة لمعالجة الوضع في اليمن»، مضيفاً: «للأسف وجدنا أنفسنا مجبرين على الانضمام للتحالف».

ويقوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 23 و24 يوليو الحالي بجولة في الخليج تقوده خصوصاً إلى قطر والسعودية والكويت لبحث الأزمة التي تشهدها هذه المنطقة.

وانسحب الصحفي بقناة «بي بي سي» البريطانية، فرانك غاردنر، من ندوة حول مستقبل قناة الجزيرة القطرية، لكونها مناظرة منحازة لطرف واحد.

مباحثات

إلى ذلك، بحث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس السوداني عمر البشير علاقات التعاون بين بلديهما إضافة مستجداث الأحداث في المنطقة. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن البشير والوفد المرافق وصل في وقت سابق أمس إلى محافظة جدة.

كما اتفق سلطان عمان جلالة السلطان قابوس بن سعيد والرئيس الأميركي دونالد ترامب على استمرار جهود البلدين في مكافحة الإرهاب. وذكرت وكالة الأنباء العمانية أن ذلك جاء خلال اتصال هاتفي تلقاه السلطان قابوس من ترامب بحثا فيه أيضا أوجه التعاون الوثيق القائم بين البلدين، ومستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والمساعي القائمة حاليا لمعالجة بعض قضايا المنطقة عبر تشجيع الحوار وحل الخلافات بالطرق السياسية.

وعقد الأمين العام لمجلس التعاون د.عبداللطيف بن راشد الزياني في لندن اجتماعا مع وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أليستر بيرت.

وتم خلال الاجتماع - الذي عقد بمبنى وزارة الخارجية البريطانية بحث علاقات الصداقة والتعاون الوطيدة بين مجلس التعاون والمملكة المتحدة وسبل تعزيزها إضافة إلى متابعة مخرجات القمة الخليجية البريطانية التي عقدت بمملكة البحرين في ديسمبر الماضي وتطورات الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة والترتيبات للقمة الخليجية البريطانية المقبلة.

ورحب وزير الدولة البريطاني بمعالي الزياني معربا عن تقديره للعلاقات الوطيدة التي تربط المملكة المتحدة مع دول مجلس التعاون وضرورة توسيع آفاق التعاون بين الجانبين البريطاني والخليجي وتعزيز العلاقات في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية تحقيقا للمصالح المشتركة للجانبين .. مؤكدا أهمية المكانة الرفيعة التي يحتلها مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الساحتين الإقليمية والدولية.

من جانبه، عبر الأمين العام لمجلس التعاون عن تهانيه لبيرت بمناسبة عودته لتولي هذا المنصب المهم .. معربا عن حرص مجلس التعاون على تعميق التعاون المشترك مع المملكة المتحدة في مختلف المجالات.