الفضائح تتوالى .. قطر تبتز صحفاً عربية بالإعلانات

ت + ت - الحجم الطبيعي

اتجه النظام القطري في إطار التخبط الذي يعاني منه إلى الضغط على وسائل إعلام عربية وأجنبية عبر إلغاء عقود الإعلان معها في حال رفضها التجاوب مع مواقفه السياسية المتعلقة بأزمته الحالية مع الدول التي تقود الحرب على الإرهاب، وقالت صحيفة «الشروق» اليومية التونسية أمس، إن السلطات القطرية ألغت عقداً إعلانياً كانت أبرمته مع فرع شركة أوريدو للاتصالات بتونس بعد أن رفضت النزول عن رغبة السفير القطري بإجراء حوار معه من قبل صحافي يختاره بنفسه.

وقالت الصحيفة في مقال افتتاحي لها أمس الثلاثاء «يبدو أن اندفاع المسؤولين القطريين بمن فيهم سفراء دولة قطر وراء البحث عن أدوار إقليمية ودولية تعوضهم عن صغر حجم بلدهم قد ولدت فيهم عقلية غريبة قوامها الغطرسة والاستكبار وهو ما يتجلى بالخصوص من خلال الأزمة الأخيرة التي وضعت الدوحة في مواجهة دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية».

مواجهة

وأضافت الصحيفة أن «مواجهة تخوضها قطر بكثير من العناد والإصرار على لعب دور أكبر من حجمها في معادلات المنطقة حتى بعد أن انتهت اللعبة وسقطت ورقة الإخوان المسلمين التي ركبتها تحت غطاء مقاومة الديكتاتورية، وهي الورقة التي أحدثت كل هذا الفراغ وهذه الفوضى في المشهد العربي من العراق إلى سوريا إلى مصر فليبيا وغيرها من الساحات».

وأردفت الصحيفة «شظايا هذه العقلية المريضة طالتنا، حيث نالنا نصيب من الغطرسة القطرية، وتعرضنا إلى عملية ابتزاز رخيصة بغية التأثير في موقفنا ومحاولة شراء خطنا التحريري وتاريخ مؤسستنا الصحفية القائم على الانحياز الكامل لقضايا أمتنا العربية».

وروت الصحيفة التونسية أن سفير دولة قطر في تونس سعد ناصر الحميدي طلب من إدارتها إجراء حوار صحفي معه للحديث عن الأزمة الخليجية، فعبرت الصحيفة عن ترحيبها بذلك شريطة أن يكون ضمن ملف يضم حوارات مع ممثلين عن جميع الأطراف، وقامت بتعيين صحافي لتنفيذ المهمة، إلا أن السفير القطري طالب بأن يختار بنفسه الصحافي الذي يراه صالحاً لمحاورته، زاعماً أن الصحافي المعين من قبل الصحيفة معروف بمواقفه المعادية لنظام الدوحة.

وقالت الصحيفة إن «السفير الذي يبدو أنه يؤمن كثيراً بمقولة الرأي والرأي الآخر، وباستقلالية وسائل الإعلام التي صدعوا بها رؤوسنا يوم كنا نثور على الجزيرة». وبحسب مراقبين، فإن نظام قطر معروف بابتزازه لوسائل الإعلام اعتماداً على العقود الإعلانية التي تبرمها شركاته الاستثمارية في المنطقة العربية والعالم، وأن ما حدث مع الصحيفة التونسية ليس سوى نموذج صغير لما يجري يومياً مع مؤسسات إعلامية .

Email