لم تكن برودة الطقس، سوى نسمات حميمة تلفح الوجوه الساهرة في مدينة جميرا، ومرافقها المتهادية على ضفاف القناة المائية.. تمخر العبرات عباب المياه الصافية كزجاج المرآة، حاملة على متنها ضيوفاً جاؤوا من أربع جهات الأرض. في الخارج برد لطيف، وفي
ينضج »الفتى« بين أقرانه، ويترسّخ أكثر فأكثر في الذاكرة المحلية والعربية والعالمية.. بالأمس بلغ مهرجان دبي السينمائي الدولي عامه الثاني عشر، وفي كل سنة يبدع شعاراً جديداً يواكب ما يجري على كوكبنا من قضايا وأحداث دراماتيكية، وهو في هذه
هل أنت سعيد في دبي؟ سؤال نابع من القلب، له الكثير من الدلالات وكيف إذا كان السائل مفكراً وإنساناً، بقيمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قائد نهضة دبي وتطورها. السؤال، وهو يفيض بمعاني الحرص الأبوي على الرعية والضيف، ينبع من رؤية
كنا نضحك في سرنا والعلن، حين نسمع عبارة وقع في الحب من النظرة الأولى، ونقول لقد تعثر صاحبنا، ووقعت الواقعة بين القلوب! لكننا ونحن نصف الحالة، نقصد القلب في الحالات الرومانسية أدباً وشعراً ورواية وغناءً، كتعبير مجازي عن استمرار الحياة لكونه
طيور نهار مشمس مع قليل من الغيوم البيضاء، وأسراب طيور في حفلة فرح تصدح بأغنيات كانت قد أرجأتها من قسوة برد عابر. الطيور تلوذ من البرد إلى الأشجار وزوايا البيوت. لم أسمع لها حسّاً الليلة الماضية. الطيور تكف عن الغناء في الشتاء. الطيور التي
دروب الرياح المراوغة تتلاعب بالغيوم، شاهدتها، كانت ترقص التانغو تارة، وتارة أخرى، تدور بلا ملل، مثل دوائر الصوفيين. قديماً، كان ينبئني همسها العالي بماء السماء. ليتني كنت هناك، أمشي على ذاك الطريق، يجرفني ذلك السيل الآتي من تلال قريتي حتى
العيد للعيد وجهان؛ الأم والأبناء عند باب المنزل الريفي، والأب القادم من المدينة، حاملاً حباً وفاكهة وحلوى.. إذا غابت وجوه الأحباء في العيد، كأنما اندثرت روح البهجة فيه، فتمضي القلوب باحثة في صفحات الماضي. رحيل العقلُ الذي لا يُرى ولا
غيم أرسم على جدار السماء غيمة، ثم أشعلها بعود ثقاب، فيرتسم قوس قزح على إيقاع طبول كونيّة، ويهطل المطر. نهر على تخوم الجنوب، نهر يتدفق منذ بدء التكوين يأتي من بعيد، منساباً جسراً بعد جسر.. يعانق بعيونه دم الأشجار، ويغسل بدموعه أمواج البحر
أيلول
اللحظة الفاصلة بين الغيم والمطر، الشجر العاري المتأهّب نحو برد الشتاء.
ابتسامة مدرسية قديمة، وفيض الذكريات في حواري القرى ومقاهي المدينة.
أيلول القطاف الأخير والخوابي العتيقة، وأجمل قصص الحب في الحياة.
أيلول اللحظة الفاصلة بين الغيم والمطر، الشجر العاري المتأهّب نحو برد الشتاء. ابتسامة مدرسية قديمة، وفيض الذكريات في حواري القرى ومقاهي المدينة. أيلول القطاف الأخير والخوابي العتيقة، وأجمل قصص الحب في الحياة. في أيلول، يتفتح الفلّ والياسمين
كتابة كل يوم أعجن حنطة اللغة، وأودعها بيت النار، لتحترق الشوائب، ويتوهج رغيف الكلمات. تشويق أطلت »البراجة« أي قارئة الأبراج، على الشاشة الصغيرة، لتقول لي كلاماً كبيراً: سيكون عطارد في برج القوس من الآن، ولغاية منتصف الشهر الأول من العام
حكاية أصعد سلسلة جبال الحياة، مثقلاً بسلال البهجة والأسى والضجر والآمال المعلقة. سألقي بها قبل أن أقفز إلى وادي القمة التالية. يا عمري سأراوغك كما ينبغي.. سأسيرُ الهوينى خلافاً لعقارب الساعة. وأعيش على مهل كبطء السلحفاة، وسأجعل نومي قليلاً
دروب
على ضفة النهر، الضحكات تجري مع الماء، تطربنا موسيقى جبال الأطلس، تلك الأصوات الشجية، كأنها زغاريد قادمة من زمن غابر.. وفي الدروب البكر، مشيٌ حافٍ على التراب والحصى؛ بينما تسطع الأنوثة المتفتّحة باكراً تحت الشلالات المنهمرة، وتغوص الروح في القاع تفادياً للاحتراق..
عدت إلى حديقتي الصغيرة، كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة، عاجلتها بما اكتنزت، في رحلتي القصيرة، من ماء وخضرة وهواء، وصرت أبث دعواتي لها بالانتعاش مجدداً، لتمنح عيني الطمأنينة، التي اعتدت عليها..
من المدن ما يغريك بزيارة تالية، تشعر أنك ولدت فيها، وجرّبت في حواريها بداية عشق الأشياء.
ثم ما هذا الحنين الذي ينتابنا، ونحن نعبر بين الجدران القديمة وقرب الأشجار المعمّرة؟
كلما كبرنا عاماً، يزداد انتظارنا يوم العيد، أمرٌ يبدو غريباً على الفهم، لأن التقاليد التي نشأنا عليها، تقول إن الصغار وحدهم من يجنون حصاد هذه المحطة من الفرح التي تأتي في مسمّيات عدة ومختلفة على مدار العام..
أشعر دائماً أن الطيور كالأطفال، كائنات ضعيفة ينبغي حمايتها في الحرب والسلم، ولا غرابة أن أتحدث عنها، فيما يحيط بنا سيل الدماء من كل صوب.. إنها تحب وتتكاثر، وتأكل وتشرب، وهي عرضة في بلدان كثيرة للصيد الجائر الذي يوازي حرباً عبثية تحصد
عاماً إثر عام، يثير فيّ هذا الشهر الشجون، كأني أعيش منذ قرن، في القرية الصغيرة التي يلفّها السكون، أرمق النبات البري المتسلل من ثقوب جدران حواريها الضيقة الذي يحيا على ماء الشتاء. وما أحلاه في تلك الأيام، كان الصيام سيد الوقت يشغلنا بهيبته
في ريفنا البعيد، لم يكن الصيام فريضة دينية فحسب، بل غدا مع التوارث الموغل في التاريخ، فعلاً أخلاقياً وإنسانياً، يضفي على المسألة الإيمانية أبعاداً اجتماعية، تتجاوز علاقة الفرد بالخالق، بما هي حالات التعبّد والتضرّع طلباً للعون والرحمة، إلى
أعود إليه، لأرى أبي وأمي وهما يتوسطان الطاولة المستديرة في بيتنا المعقود بالحجر والطين، التي كنا ننسج حولها حلقات الحديث عن الذكريات وحكايات المواسم الماضية والمقبلة، وأحوال الزيتون والقمح في الحقول. أذكر من ليالي رمضان، شتاءً وبرداً
يا ليمون لم تكن عصارة الليمون يوماً إلا واحدة من ينابيع الانتعاش، ومثلما هي السبيل إلى إخماد حر الصيف، فإنها أيضاً تطفئ حرارة الأجساد التي تغلي على إيقاعات الإنفلونزا. هكذا تجلت الليموناضة في ذاكرتنا حالة وجدانية مرادفة لبرد الشتاء
منذ وعينا الأول، تعرفنا على مفردة الإبداع على أنها الصفة التي تطلق على عمل روائي أو شعري أو فني.. ولم يكن يدور في بالنا يوماً، أننا سنراها مرادفة لحالات الازدهار في الاقتصاد والتنمية والبناء. لكننا ونحن نواكب في اغترابنا مسيرة دولة
مفردات أتذكّر خطابي الأول في فناء المدرسة الابتدائية، كان ثورياً بمفرداته ومعانيه، لكن لا دماء فيه ولا روائح بارود وخراب. يشبه رسالتي الغرامية الأولى التي لم تسفر عن شيء يذكر! أحياناً كثيرة تخونني العبارة، فيسيل دمعي على الورق. عن الحب -
أشجار والأشجارُ كالنساءِ، كلُّ واحدةٍ لها سماتُها في الحلا.. تتنافسُ الأشجارُ منذ بدءِ الخليقةِ، من تكون ملكةُ جمالِ الشجر.. ودائماً، كان لكلّ واحدةٍ تاجُها، وجمالُها الذي لا ينضبُ على مرّ الزمان. عطر العطرُ الذي يأتي من قلبِ الوردِ، لا
تجري اللغة مثل ماء في عروق الروح، كما الدماء في شرايين الحياة، فلا يستقيم التعبير عن المعنى الموجود في تفاصيل الأشياء، إلا بامتلاك ناصيتها، والإفصاح عنها برقيّ يماثل الغزل والنسيج، هكذا نرى الشعراء والروائيين، وهم ينحتونها مفردةً مفردةً،
غياب يرسل الغياب، في عين اللحظة، إشارته الأولى إلى القلب الذي يتأثر بمفاعيله، ولا تلبث أن تتداعى له سائر الأعضاء، إذ ذاك تلتبس الحالة بين الحزن الفردي والحزن العام، ويصاب المرء بحالة وجدانية عميقة.. ليس أمرّ على النفس من فقدان عزيز، لكن
يثير نيسان في النفس شجوناً تتلاطم أمواجها.. ومثلما هو نجم الربيع بزهو ألوانه وأخضره المتمادي، فإنه يفيض بذكريات متأرجحة بين الحزن والفرح والخيبة والرجاء، غالباً ما تخفق حيالها محاولات النسيان. بعد أربعة عقود على لحظة اشتعال شرارتها، لم
مشاعر متناقضة تنبعث في النفس، حين تقصد مجدداً مكاناً قديماً، أو تبحث عن ذكرياتك، ليس أقلها الحنين إلى عطر لم يعد على قيد الهواء. منذ وعيي الأول، لم أكن على ود مع الحيوانات الأليفة، وبالأخص، التي تعيش مع الناس في المنازل كالقطط والكلاب، حتى
علاقتي بالسينما تمتد إلى أكثر من أربعة عقود خلت، كنت وأترابي ننزل من القرية في اتجاه المدينة القريبة، نغتنم فرصة العيد والقروش القليلة لنشاهد فيلماً عربياً أو هندياً، ونلتهم الكعكة مع الزعتر والسمسم، وفي يدنا الأخرى قنينة الكولا تفادياً
صمت أصمتُ، فأرى الكلمات تحلّقُ في سمائي.. أسكنُ في نفسي، فتسيل العبارات نهراً لا مصبَّ له. نارُ الصمتِ لم تعد تجدي، بعضُها يأكلُ بعضَها الآخر.. أحتاجُ إلى كلماتٍ جمريّةٍ تشعلُ قلبَها، ليراني. أتخيلُ اليمامة في قفص الفضاء، لكنّي سرعان ما
ينابيع .. ينبثق الشعر من شعور إنساني، بل يتسع مداه ليشمل الكائنات الحية وعناصر الطبيعة الجامدة، كل شيء من حولنا يمكن أن ينطوي في حركته وسكونه على دلالات ومعانٍ معبرة.. الولادة والحياة والموت مفردات تختزل قصيدة الكون. لا تعريف محدداً للشعر.
أمومة * أجمل الابتسامات والضحكات، تلك التي تتجلى فيها الغمازة الخجلى، الآتية من اشتهاء الأم لها قبل الولادة. * حين تزدحمُ الأفكارُ فيَّ، أبدّدُها بطيفكِ، وتكونينَ أنتِ تاجَ الرأسِ، ونسيمَ الروح. * أحبُّ آذار، شهرَ اللوزِ والزعترِ الأخضر،
لم ينطلق رواد الغناء العرب، الذين لا تزال أغنياتهم حية في الآذان والوجدان، من برامج هواة، ولا من تصويت الجمهور عبر الأثير الإلكتروني؛ إذ لم تكن تلك الوسيلة الحديثة، في متناول الجيل العتيق، فلا إمكانات متاحة لإنتاجات، ولا سوق ترويج وإعلانات
يشعر المرء بسعادة غامرة، حين يشهد حماسة الهيئات والمؤسسات والشركات الكبرى في دولة الإمارات، لرعاية الأحداث الثقافية والفنية والرياضية والخيرية التي تقام فعالياتها في أرجاء الوطن، وعلى مدى شهور السنة. ومع أن الرعاية متعددة الأوجه، إلا أن
الحبّ دائماً لأنَّ لا يومَ معيناً للاحتفال بالحب، تتحرّر الكتابة عن معانيه من قيود الزمان والمكان، ويصبح الاحتفاء به أكثر غنىً، بأن نكتب شؤونه وشجونه في كل حين. هكذا وجدتني أمرّ على الذكرى السنوية المفترضة قبل أسبوعين من دون أن أشتري
في دبي، كل شيء يحدث، ويحيا، ويستمر في التجدد، طالما أن الإرادة السامية العاملة برعاية الله، تخوض غمار التحدي من أجل التنمية والرفاه والجمال والسعادة.. هكذا يتجلى الإدهاش في إبداع الفكرة وتظهيرها أمام العيون. لا تتعدد الفصول في دبي، يكفيها
بطاقات لا تستوي الرومانسية مع حب رسمي، حب نحتفل به في يوم ما من السنة. وما نفع الحب بلا رسائل، ورائحة العطر فيها، وهل يمكن أن نشم الكلمات الإلكترونية، لنتعرف إلى الحبيب؟! لا صناعة في الحب، الحب يكون فطرياً أو لا يكون! -فضائي فيروزي اللون،
أشم الحياة أشياءُ كثيرةٌ تمكثُ في البالِ، وترافقُ العمرَ حتى النهايات، وأكثرها تشبُّثاً بالذات، تلك الروائح الأصيلة، العابقة دائماً بلا تعبٍ، في فضاءِ الذكريات. رائحةُ الطينِ في البيوتِ العتيقةِ، وأخشابِ سقوفِها البنّية. عبقُ الترابِ في
الحياة في مكان آخر، هكذا يبدو للمرتحل في اتجاه قلب صحراء دبي. ينظر المرء مليّاً وهو يخوض غمار ذلك الدرب البعيد، بينما تتماوج على الضفتين أمواج الرمال الذهبية، وأوراق الغاف والسدر والأكاسيا بخضرتها النقية التي غسلها المطر الأخير. العينان لا
تأمُّل يفكر الناس في أشياء كثيرة، لكن السيئ هو ما يطغى من الأفكار.. أي الانفصال عن العيش الطبيعي، كتبديد الثروات في التخطيط للحروب وخوضها، بدلاً من تسخيرها لتقدم الإنسانية وسعادتها، وارتكاب الجرائم البشعة في سبيل ما يدعونها أهدافاً سامية.
سكون الموسيقى تصدح في غرفتي وأنا ساكنٌ كأبي الهول.. وقريباً من الشرفة، تلك الشجرة تتمايلُ مع نغماتِ النسيمِ، وتدعوني إلى الرقص. طبيعة الليلُ هنا يمرُّ خفيفاً كنسمةٍ؛ ولا تغفو فيه العصافير.. الليلُ هناكَ يتجمّدُ في مكانه؛ يحلمُ بالنهار.
1000 بيت شعر لنتخيّل ألف بيت شعر، تقام وسط بساتين في أرياف بلاد العرب.. فكرة مبللة بماء الذهب، تغري المخيلة بألف ديوان، أو معلقة، أو قصيدة. أن تتحول تلك المبادرة الرائعة من نوعها، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي
يستحق هذا الوطن معايدة خاصة، نابعة من القلب، لدخوله واثق الخطى إلى العام الجديد. فهذه الدولة الفتية الناضجة، تتطلع دائماً بحكمة قيادتها وتصميمها، إلى إنجازات تنموية جديدة ونوعية، تضاف إلى التراكم المتوالي منذ سنوات في تسارع النمو العمراني
أغنية عربية لم أرَها يوماً، لم ترَني.. تبصرُني في المنام، ولا أراها، لكنها تغارُ عليَّ، وتشغلُ بالي. مسافة المسافةُ بين قلبٍ وقلب، كالحدود بين بلدين، يمكن أن يأتلفا بالحب، أو أن يختلفا، ويباعد بينهما العداء والموت. لغة اليدين يدُها وهي
أوّلُ الصراخ في الليلة الأولى من كانون الأول، قبل نصف قرن، وفي بيت من الطين، كان للشتاء والبرد طعم آخر، وكانت صرختي الأولى على هذه الأرض. كم مرّةً كُنْتُ هناكَ، كم مرّةً يُمكن أن يكونَ العمرُ صدفةً. وماذا لو أنّ الحياةَ كلّها، تمضي إلى
«السينما حياتي» عنوان بالغ الدلالة، اختاره مهرجان دبي السينمائي الدولي لدورته الحادية عشرة، ليحتفي مجدداً بالفن السابع الآتي من مشارق الأرض ومغاربها. هذا العنوان الشعار حسب عبد الحميد جمعة رئيس المهرجان بكلمة الافتتاح المعبّرة في وصف رسالة
إنه اليوم الوطني لدولة الإمارات وليس عيدها الوطني، وللتسمية دلالتها النابعة من حدث إعلان قيام الاتحاد التاريخي في 2 ديسمبر 1971. أما كلمة العيد، فيمكن أن نلبسها لأيام الإمارات على مدار العام، حيث للتطور المتصاعد والازدهار والأمن والأمان في
ربما لم يعِشْ فنانٌ مثل تلك الحياة الكثيفة بالجمال والنجاح والقلق والانكسار، مثلما عاشت صباح الفنانة اللبنانية الراحلة التي ارتبط اسمها بمعاني الفرح والحب. من قريتها الصغيرة إلى فضاءات المسارح في لبنان وأربع جهات الأرض، ثم التحليق عربياً
كنزة أمي قبل رحيل الصيف، تجمع كرات الصوف التي فكّكتها من الملابس العتيقة، لتغزل كنزة جديدة.. كانت أمي تواكب الموضة بالفطرة، وتستقبل مواسم البرد باكراً، تعرف أنني أحب الألوان القاتمة المناسبة للشتاء، خلافاً لأخي الذي يفضّل الألوان الزاهية،
ربما لا يختلف اثنان على أن صناعة الكتاب في المنطقة العربية لاتزال بخير، على الرغم من الأزمات والصراعات المندلعة في بلدان عدة.. تنبئنا بذلك سلسلة المعارض المتنقلة بين العواصم على مدى ثمانية شهور من العام. حين التقينا في جناح داره المشاركة
لعبة القمر في تلك اللحظات، وأنا أمشي، أحسستني في سباق مع القمر لاصطياد النجوم، ليتبيّن لي بعد وقت قليل، أن القمر لم يكن على دراية بالقصة كلها. تذكرتُ نفسي طفلاً، كان يعدو لاهثاً بحثاً عن القمر، كلما اختفى في حضن سحابة. كانت هنالك في
شجرة مذ وضعتها بذرةً في حوض الشرفة، أنتظرها بلهفة لتسمو بجذعها وأغصانها، وها هي تفعل، أسقيها ماءً وحناناً، فتنتعش، وتبتسم لي بأوراقها الخضراء، وأنا أغتبط في سرّي، وأشكر الله. إصرار أحبُّ الحياةَ أكثر، عندما تصفعني مشاهدُ الكراهية. أقولُ
"علامات فارقة" عنوان حمله المعرض الاستعادي للراحل نور علي راشد، المصور الفوتوغرافي الأقدم في دولة الإمارات، الذي رافق نشوءها منذ فتوته وحتى رحيله قبل أربع سنوات ونيف، بعد عطاء حافل واكب خلاله الأحداث المتنوعة التي شهدتها حركة تطور البلاد.
تحضر اللغة العربية، شعاراً ومضموناً في مهرجان دبي لمسرح الشباب، الذي يطلّ بحلة مختلفة في دورته الثامنة 10 نوفمبر المقبل، واحتفالاً بذلك، كشفت هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة) أم المهرجان، عن تصميم جديد لشعار الحدث يرمز إلى روح لغتنا
أمل في العيش، لا بدّ من أمل وحب وشوق، حالات شعورية، هي النافذة نحو أيّ شيء، والحافز للعمل، والكلام، والصمت البليغ أيضاً. المفعمونَ بالغرامِ، لا سبيلَ لديهم للنجاة.. هكذا تقصّ امرأةٌ، على مسامعِ القمر، حكايتها مع حطّابِ الغابة. حيرة يحدث أن
أن يختار مهرجان أبوظبي السينمائي فيلماً إماراتياً لافتتاح دورته الثامنة مساء الثالث والعشرين من الشهر الجاري، في خطوة تحدث للمرة الأولى، فإن للأمر دلالات مهمة على المستوى الذي بلغته صناعة الفن السابع في هذه الدولة الفتية والناهضة. وإذ أكد
حين نغادر مكاناً إلى آخر، يتبادر إلينا للتو، الكثير مما ليس في متناول العيون والأيدي. فقط، عند الارتحال يمكننا الاستزادة في الاكتشاف والمعرفة والدهشة. هكذا ترنو الأفكار إلى سبر تفاصيل الأمكنة وأهلها. من علٍ، تبدو التضاريس بحجم كف اليد، أو
التقاء دهريّ نكهة خاصة لالتقاء نهاية الصيف ببداية الخريف، تتجلى بطعم ثمار إلهية، إذ يأتي التين في أواخر أيامه، عسلاً مصفّى، وأمام المنازل تودّع العناقيد الحمراء والسوداء والبيضاء، الدوالي التي تظلّل مداخل المنازل. وينتظر الزيتون الأيدي
أوركسترا الإيقاعات تتصاعد شفيفةً، ليس فيها ما يعكّر صفو المسامع، بل إنها تشنّف الآذان بـ«الميلودي» و«الهارموني» ولحظة البدء في اللحن السماوي. يأتي البرق لامعاً ومتكسراً، ويليه الرعد مردداً أصداءه بين الغيوم الملمومة في لقائها الشتائي، ثم
استسقاء شجرة اللوز التي ترتفع أغصانها لتعانق شرفتي، هي ذاتها التي سقيتها بصلاة استسقاء، فجر يوم خريفي من السنة الماضية. يومها أمطرت غزيراً، فكان الزهر بعد شهور قليلة، كنجوم بيضاء متلألئة على سجادة مزخرفة في فضاء الحديقة. أفكر، ونحن على
نهر السنين تلك الأيام، تلوّنت بالصخر والتراب، تصاعدت روائح الطيّون الجنوبيُّ المزهر إلى الرؤوس في عز الشمس، لتدوّخها قليلاً، في نشوة نادرة. وبينما تلألأت أزهار اللوز والعرائش الخضراء، والتين والزيتون في قلب العيون، كانت التلال تصبّحُ، كلّ
كان تراب الرامة في الجليل الفلسطيني المغتصب، أمس، ينتظر عودة جثمان الشاعر سميح القاسم الذي حمله محبّوه على الأكتاف، ليحتضنه تراب مسقط الرأس الذي لم يفارقه، بالرغم من عسف الاحتلال وعنصريته تجاه من صمدوا في بيوتهم، وتمسكوا بالأرض السليبة.
ليلٌ ونهار أعرف أن هذا الليل سيعود غداً، وفي أيامي الآتية، لذا سأنام وأتركه وحيداً لأحلامه التي لا تنتهي.. نومٌ لا يشبه نومي في الليالي التي مضت، وسأنهضُ، لأقابل نهاراً جديداً، يغسل الليل على ضفة النهر، ويدثّره بأوراق الشجر، نهوضاً يرنو
منذ ألقت الشبكة العنكبوتية خيوطها على الأرض، تحوّل كوكبنا إلى قرية صغيرة، وباتت الأفراح والأحزان أكثر اقتراباً من مشاعر الناس. في الحروب الدائرة حالياً على مساحات واسعة من الجغرافيا العربية، وفي القلب منها الحرب الإسرائيلية على غزة، دخلت
أسدلت الستارة أخيراً، في البرازيل، على واحدة من أغرب بطولات كأس العالم لكرة القدم، إذ اتسمت النسخة 14 من هذه التظاهرة الكونية، إضافة إلى المنشآت المبهرة والجمهور الكبير، بمفاجآتها المدوّية ومفارقاتها المفرحة والمحزنة في آن معاً. فالفرح
لا تختلف صراعات كرة القدم عن الحروب الفعلية إلا في نسب حجم الضحايا والدمار، وإذا كانت الحروب الدائرة في غير بقعة من منطقتنا العربية، تتسبب في المآسي والخراب، فالعنف في الملاعب، يسفر عن إصابة لاعبين، وخسائر للمنتخبات والأندية، التي تتنافس
لم يكن أحد يتخيل يوماً، أن يغدو الفرح مسيّجاً بشروط التقدم العلمي والتقني، وتغدو كرة القدم واحدة من الألعاب الأكثر استقطاباً للإعلام وسطوة الإعلان، وسوق البث المدفوع سلفاً. هكذا، لا متعة للمشاهدة إلا في مقابل المال. وفي موازاة حجم البؤس في
«.. وجعلنا من الماء كل شيء حي».. الماء بما هو الخصب والخضرة والأمل والعمل، ماء الحياة، الذي ذكر في أكثر من سورة وآية من القرآن الكريم، واحتل مساحات واسعة في أدب وأشعار الأولين والأقدمين، وفي الأساطير والحكايات. منحه الخالق عزّ وجلّ نعمة
ربيع دبي في دبي، يمتد الربيع إلى الصيف، ترفل الحدائق الخضراء بأزهار البونسيانا الصفراء والحمراء. هذه الشجرة باتت منذ قدومها إلى هذه البلاد، تألف رمالها، وتحفظ مواسم الأزهار ومواعيدها الفاتنة. في دبي، تؤنسنا السكينة والصخب الجميل، حمّى
بدأ العالم، الليلة الماضية، تسليته بتقاذف الكرة على الملاعب البرازيلية، وفي أنحاء أخرى من البسيطة، تجري ألعاب غير مسلية على الإطلاق، تسيل فيها الدماء، وتدمّر المدنية. وحيال هذين المشهدين المتنافرين، يقع الناس في حيرة من أمورهم، بين متابعة
أنجزت دبي، الليلة قبل الماضية، الدورة الثالثة عشرة لمنتدى الإعلام العربي، تاركة أجمل الأثر في أشقائها القادمين من مشارق العرب ومغاربهم، وضيوف آخرين قدموا من أصقاع أخرى، لمشاركتها احتفاليتها السنوية بجائزة الصحافة العربية، التي تمضي من
وأنت ترتحل بين مدن التاريخ، تحس للحظة أنك ابن ذاك الزمان، تتذكر روائح أمكنة وطأتها قدماك، وأناساً كنت تجالسهم في بهو منزل قديم، أو في الحارات التي تراصفت حجارتها بيتاً على كتف بيت، أو على رصيف بحري انطبعت عليه خطوات الجنود والصيادين
جلّنار حبُّنا الذي كان ذات يوم في سلة التين، حار العنبُ في أمره، وغار.. ثم طار فجأة ليحط على زهور الجلّنار، قبل أن تصير أكوازاً حمراء على شجرة الرمّان في الحديقة، ونأكلها حتى آخر حبة، ونصبو إلى الجنة. تمرين كلُّ الذي مضى من الحب، وما سيأتي
حنان الأمكنة تلك القرى تهندسُ بيوتَها بعرق جبينها، وحقولُها الملقية بين الصخور وأشواك الصبّار، والبلان والقندول، تُزرع وتُزهر وتُثمر بالغيث الإلهي. القرى العامرة بفطرة الريفيين، لا تسهر كثيراً، لكي تصحو عند الفجر للصلاة، ثم تمضي في دروب
قبل أن تطفأ الأضواء في الصالة، كنا حوالي ثمانية أشخاص، يبدو أننا تشاركنا اختيار حفلة منتصف الليل، لمشاهدة "المرأة الخفية" (ذي إنفيزيبل وومن)، الذي يبدو أنه يحتاج فعلاً إلى الصمت وهواة النوع. هذا العمل البديع، من فئة الدراما إخراج رالف فينس
رؤية ظلالُ الابتسامةِ، ربما تأتي من أمكنةٍ مظلمةٍ، وتكون أكثر لمعاناً من الشمس. كسرُ الجليدِ بين المحبين، ذوبانٌ عشقٍ في نهرٍ لا ضفافَ لهُ. قلب كلما ازدادَ حبّي، اتّسع قلبُها.. كلما فكرتُ أن امرأةً ستخطفُ قلبي، ينتابه خوفٌ وقلقٌ.. كأنّي به
أنوثة الأنوثة في مفردات اللغة، أثبتت تفوقها حضوراً وتأثيراً ضمن سيرورة الحياة، متمثلةً في عناصر كونية أساسية.. وتتجلى هذه السطوة في المقارنة بين الحياة والموت، الولادة والغياب، الطمأنينة والقلق، الشمس والقمر، الحرية والاستعباد، النار
استهلال في يوم الشعر الكونيّ، الذي نحتفى به في السابع والعشرين من مارس كل عام، إعادة تذكير بالحياة ومعانيها العميقة، والالتفات بحنان إلى التفاصيل البسيطة. الحياة بلا شعر وموسيقى برّيةٌ مقفرة تحتفي كمجنونة بأشواكها المؤلمة وصخورها الصمّاء.
ربيع الأمومة لها أن يكون يومها الأجمل بين الأيام، فهو ميلاد الربيع، في شهر الأرض والخصب، وابتسامات الزهور، وتألق الأخضر. أليست هي ربيع الأرض وفصول الخير فيها؟ أيتها الأم المباركة: أن أعايدكِ.. أحبّكِ. ساعة العمر في يومكِ، أضاء قوس قزح قبة
شتائيات -الإيقاعات تتصاعد شفيفة، ليس فيها ما يعكّر صفو المسامع، بل إنها تشنّف الآذان ب"الميلودي" و"الهارموني" ولحظة البدء في اللحن السماوي. يأتي البرق لامعاً ومتكسراً، ويليه الرعد مردداً أصداءه بين الغيوم الملمومة في لقائها الشتائي.. وفي
مفارقة في دبي، السماءُ صافية وباسمة للحياة.. وفي فضاءات بعض بلاد "الربيع العربي"، مكفهرّة بغيوم الخراب والموت. هنا، العصافير تزقزق في الخارج آمنة مطمئنة، فالصيد ممنوع في حدائق الرمل.. وهناك، حيث الغابات والسهول والمنحدرات المزدحمة بالأشجار
لا شيء يوازي حرقة الكون على رحيل الشعراء، فالمرء يحس بشيء من عدم توازن العناصر على الأرض، وفي الكواكب والمجرات، بينما نلمح على بتلات الورود دموعاً كدموع الإنسان. في فترة وجيزة من الزمان، رحل أحمد فؤاد نجم، وجوزف حرب، وأنسي الحاج. شعراء من
هذا اليوم، وبينما كثيرون يتهيأون للاحتفاء بيوم العشاق، الذي أرادوه في الرابع عشر من شباط (فبراير)، من كل عام، أراني كما العديد من الناس، أغرّد خارج هذا السرب، ليس لمجرد المخالفة، أو رفضاً للحب وقيمته الإنسانية السامية، بل محاولة لتعميمه
موسيقى لك أن تكوني نغمة في مناجاة فيروزية، ستأتي بعد حين على أجنحة البرق، من بين الغيوم الحبلى بالغيث الإلهي. أغنية ستوزعها الشمس بأشعتها الذهبية، وستعزفها أوركسترا النجوم الملوّنة، في المجرّات كلها، بقيادة المايسترو القمر. فصول كفصول
فقدان - مثل ذلك الجسر الذي يجري تحته نهر عظيم، ولا يُحسُّ بجريانه.. حزينٌ ذلك الأعمى لأنه لا يشاهد دموعه البيضاء، إنه يفتح عينيه على اتساعهما، ليتأكد حقاً أنه فاقدٌ للبصر. حلم - ذلك الرجل الذي ينام على المقعد الخشبي في الحديقة المجاورة،