كيمياء النظرة الأولى

ت + ت - الحجم الطبيعي

كنا نضحك في سرنا والعلن، حين نسمع عبارة وقع في الحب من النظرة الأولى، ونقول لقد تعثر صاحبنا، ووقعت الواقعة بين القلوب!

لكننا ونحن نصف الحالة، نقصد القلب في الحالات الرومانسية أدباً وشعراً ورواية وغناءً، كتعبير مجازي عن استمرار الحياة لكونه ناظم عملية ضخ الدماء في الشرايين.

لم نكن ندرك أن الدقات هي ما تشير إلى حالات التوتر القصوى في الحب، إلا حين كان يشاهد أحدنا حبه الموعود.

لسنوات خلت، لم تكن تقنعني عبارات الحب المقترنة بالقلب. كنت أعتبر القلب عضواً أساسياً من جسم الإنسان، لذا كان توظيفه في هذه الحالة الإنسانية يعبّر عن مدى قوة الحالة ومعانيها.

ولا تزال عبارة الحب من النظرة الأولى ملازمة لحالات الانخطاف التي تحدث، كما لو أن تياراً مغناطيسياً يجذب عنصرين الواحد إلى الآخر.

لكن العلم، وهو يفسّر الحالة الكيميائية والفيزيائية العجيبة، أكد تلك المقولة الفطرية، بالقول إن الوقوع في الحب يستغرق خُمس الثانية، وارتداداته تؤثر على المناطق العقلية المسؤولة عن التفكير. وأشار باحثون إلى أن 12 منطقة دماغية تعمل معاً لفرز مواد كيميائية تؤثر على الوظائف الإدراكية.

تلك الأبحاث خلصت إلى أن العقل والقلب مرتبطان، لأن المبدأ المعقد للحب تشكله عمليات متبادلة بين العقل والقلب،إذ يولّد نشاط بعض الأجزاء الدماغية تحفيزات للقلب، بينما توصل علماء إلى أن أجزاء محددة من الدماغ، تنشط مع مختلف أنواع الحب، فحب الأم لطفلها مرتبط بأجزاء دماغية معينة، والحب الشهواني مرتبط بالأجزاء الدماغية الوسطى.

ربما يكون هذا التفسير العلمي للعلاقة الجدلية بين الحب والدماغ، وبين الحب والقلب، قد أزال الالتباس القائم بأن الحب حالة نابعة من القلب، وأن ثمة فارقاً بين العاطفة والدماغ الذي هو بيت العقل، ليثبت العلم أن العقل والقلب صنوان، وهما الحضن الدافئ للحب.

 

Email