المرأة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في فيلم «المرأة» الذي أنتجته هوليوود العام 2008 ولعبت بطولته ميج رايان، كان الرجل ضميراً مستتراً تقديره: الزوج والأب والصديق، لم يظهر بشكل فيزيائي ملموس على الشاشة في أي مشهد مؤثر، لكنه أثر في حياة جميع نساء الفيلم، وبطريقة سلبية في معظمها، نعم ليس ثمة رجل في الفيلم، لكن كل أحداث الفيلم كانت ردات فعل على ما أحدثه الرجل في حياة المرأة، المرأة القادرة على إعادة تدوير كل شيء بشكل إيجابي وجميل متى وعت ذاتها، وواجهت أسئلة وجودها بقوة وحرية ووضوح.

حكاية الفيلم باختصار هي حكاية معظم النساء، العلاقة المتوترة بالرجل في ظل مجتمعات الحداثة المعقدة، مع رغبة شديدة في التخلص من القيود والتمرد على النظرة الدونية لها من قبل الرجل (والدها أو زوجها أو رئيسها في العمل)، حيث تعيش (ماري هاينس) كربّة منزل في إحدى أفخر ضواحي نيويورك مع زوجها رجل الأعمال وابنتهما ذات الـ11 عاماً، بعد أن توقفت عن العمل في مجال تصميم الأزياء في شركة والدها، الذي غالباً ما كان يشكك في قدراتها.

ما سيحدث لاحقاً أن زوجها سيخونها مع بائعة عطور، ووالدها سيتخلى عن دعمها، وابنتها ستقف في صف والدها، وحين ستبحث عن مشورة لن تلجأ لوالدتها ولكن لصديقة والدتها، غالباً هذا ما يحدث حولنا لكننا لا نتأمله بشكل صحيح!

وكأي شخص يفقد عمله وعائلته وشريك حياته، فإنه حتماً يعيش حالة بعثرة حقيقية، إن أقسى وقت يمكن أن يمر به إنسان ناضج يمتلك الكثير من المواهب هو أن يصحو صباحاً بلا هدف وليس لديه ما ينتظره أو يقوم به، ذلك مؤلم جداً، خاصة لأولئك الأشخاص الذين ربطوا سعادتهم أو شغفهم بالحياة بالوظيفة أو بالآخرين، فإذا فقدوا الوظيفة والآخرين توقفت حياتهم تماماً، كآلة أصابها العطب فجأة!

إن أعظم ما في حياة النساء وجود الصديقات الداعمات، لقد التفت صديقات (ماري) حولها في محاولة منهن لدعمها ومساعدتها في تخطي صدمتها، لقد ساعدها ذلك في تخطي أزمة الفشل وصدمة الخيانة، نهضت وتفتحت من جديد، حتى زوجها استطاعت أن تنسى خيانته، واستعادت علاقتها بابنتها التي كادت تنحرف وهي في هذا العمر الصغير!

الخلاصة: السينما حياة حقيقية حين تتحول لمتعة بصرية ووجدانية لا إلى تهريج، المرأة كائن أسطوري في قدرتها على التحمل، وجود هدف في الحياة يُعيد برمجة الدماغ بشكل إيجابي وليس الوقت فقط، الصديقات نعمة كبرى!

Email