قطر باب جديد للتطاول الإيراني على الخليج

ت + ت - الحجم الطبيعي

 لمشاهدة ملف "إعادة الأمل" بصيغة الــ pdf اضغط هنا

 

احتفت وسائل الإعلام الإيرانية بالاتصال الهاتفي بين أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الإيراني حسن روحاني، أول من أمس، الذي أوعز فيه أمير قطر لسلطات بلاده بتطوير العلاقات مع إيران بشكل أكبر.

ووجدت وكالة «تسنيم» الإيرانية الموالية للحرس الثوري في توجهات أمير قطر باباً جديداً للنيل من مكانة ودور المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين. كما كثف المسؤولون الإيرانيون منذ «الاتصال القطري» من تصريحاتهم العدائية للسعودية.

ونشرت وكالة «تسنيم» تقريراً عن المكالمة الهاتفية، دافعت فيه عن موقف قطر وانكشاف تموضعها مع إيران. وأعادت الوكالة نشر تصريحات تميم بن حمد التي زعمت قطر أنها مفبركة في سياق التحليل، وحمّلت فيها مسؤولية الشرخ في البيت الخليجي للمملكة العربية السعودية. وقالت: «تحظى المباحثات الهاتفية بين أمير قطر والرئيس الإيراني، في ظل هذه الأوضاع التي تصاعدت فيها الأزمة بين قطر والدول العربية بأهمية، وتحمل معاني خاصة ورسائل سياسية مميزة أيضاً». وأضافت أن «النقطة الرئيسية التي يمكن الإشارة إليها في هذه المباحثات هي أن أمير قطر قال إنه سيوعز إلى الأجهزة المسؤولة في قطر لبذل مزيد من الجهود بغية تعزيز العلاقات بين طهران والدوحة، وهذا مؤشر إلى إرادة قطر الجادة في تعزيز العلاقات مع طهران كقوة إقليمية في ظل الأوضاع الراهنة».

دور خبيث

ولعبت الوكالة الإيرانية بخبث على شق قطر الصف الخليجي لتظهر الأمر بصورة مزيفة ومغرضة وتحريضية لتوريط قطر بشكل أكبر في المحور الإيراني، لهذا ركز التقرير الإيراني على أن قطر لا ترضى بـ«دور محدود» في المنطقة، واستخدمت الوكالة تعبير «هذا ليس لائقاً بقطر»، وزادت على ذلك باعتبار «خطوة قطر الأخيرة حيال الرياض نموذج للخطوات العملية والاستقلالية».

وذكر التقرير أن قطر، التي «ترى نفسها وحيدة»، تبحث عن «حلفاء أقوياء في المنطقة، لذلك تسعى للتقرب من حلفاء أقوياء كإيران من أجل مزيد من التعاون والتفاهم الإقليمي».

ومن المؤشرات التي ظهرت من تبني الوكالة الإيرانية التابعة للنظام الحاكم مخاطر إقليمية مقبلة على دول المنطقة، وهي توحيد قطر وإيران للأذرع الإرهابية الخاصة بكل منهما، وهذا يؤدي إلى وحدة المواقف بين الميليشيات الإرهابية الممولة إيرانياً في سوريا والعراق واليمن، والميليشيات والتنظيمات التي تدعمها قطر، وعلى رأسها تنظيم الإخوان في دول المنطقة. وذكرت الوكالة في التقرير أن «أحد الملفات التي يمكن لإيران وقطر التعاون فيها في المنطقة هو محاربة الإرهاب الذي ينتشر في المنطقة، وأكد الرئيس الإيراني أن الحل الوحيد لمحاربة الإرهاب هو التعاون المشترك، حيث يمكن للبلدين أن يكون لديهما مزيد من التعاون في المجال السياسي، وأبرز ملف فيه الأزمة السورية وفي المجال الاقتصادي أيضاً».

أما ذروة المنافع التي جنتها إيران من ارتماء قطر في أحضانها فجاء في ختام التقرير: «إن تقارب قطر وإيران رسالة واضحة من المسؤولين القطريين للرياض، هذه الرسالة التي تتضمن أن قطر مستعدة في ظل الظروف الراهنة أن تتقرب من طهران المعارضة لسياسات الرياض في المنطقة، ويمكن لسياسة قطر هذه أن تكون بداية للتعامل والتعاون المشترك بين البلدين لتسوية القضايا الإقليمية».

كما كثف المسؤولون الإيرانيون، أمس، مواقفهم الاستفزازية الموجهة لدول الخليج، بنبرة عدائية أكبر، مثل التصريحات السافرة لمن يسمى عضو مجلس خبراء القيادة هاشم بطحائي، وممثل «الولي الفقيه» في الحرس الثوري علي سعيدي، وكذلك المرشد الإيراني علي خامنئي، والمستشار الخاص لرئيس مجلس الشوري حسين أمير عبد اللهيان. وردد جميع هؤلاء في النظام الإيراني عبارات تتطاول على دول الخليج، وتحاول النيل من الدور المحوري للمملكة العربية السعودية.

 

اقرأ أيضا:

ــ  قطر لعبت دوراً متناقضاً وشـكّلت طوق نجـــــاة للحوثيين في اليمن

ــ   قرقاش: الصبر له حدود.. والحل طريقه الالتزام بالتعهدات وتغيير السلوك

ــ   خبراء روس: قطر تستخدم «الجزيرة» لتقوية التطرف

 

Email