«تراتيل» رسائل سلام تواجه الحرب

Ⅶ عبد الغفار حسين يستمع لشرح الكبيسي بحضور عبد الحميد أحمد والمطوع

ت + ت - الحجم الطبيعي

كيف لـ«الحرب وطبولها» أن تتحول إلى رسائل سلام، وكيف لـ«الخراب» أن يكون خلّاقاً لدرجة الإلهام، تساؤلات تطرح نفسها تلقائياً أمام سطوة «ديكتاتور»، وقسوة «أنياب»، ورهبة «غراب» تحوَّل كل منهم إلى عمل فني باهر، ليحكي قصصاً امتزجت فيها قسوة الألم مع الإبداع الساخر، ويكون النتاج باقة تراتيل ناطقة بالحياة برغم السكون الطاغي عليها

. وفي معرض «تراتيل الحرب والسلام» الذي احتضنته قاعة المعارض بمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بدبي مساء أول من أمس، وافتتحه الأديب عبد الغفار حسين، عضو مجلس الأمناء في المؤسسة، بحضور عبد الحميد أحمد، الأمين العام للمؤسسة، والدكتور محمد عبد الله المطوع،عضو مجلس الأمناء.

وعدد كبير من الفنانين التشكيليين والأدباء، سرد النحات العراقي معتصم الكبيسي حكايات لا تنتهي، متنقلاً من خلالها بين «السراب»، وواضعاً همومه في «جيوب» أبطاله، ليعيش مع كل منحوتة حالة من «الترقب»، مرتدياً «أقنعة في الطريق».

في إشارة إلى «التغييب» الذي أرهق روحه، وباحثاً مع «سعاد» و«طيبة» و«مديحة» و«كريستينا» عن «أسباب التناقض»، وداعياً إلى «حوار» ربما ينتهي بـ«صحوة» طالت غفوتها، أو بـ«حالة حب» تعيد الأمل إلى النفوس.

دمار وحزن

«البيان» التقت الفنان الكبيسي الذي خلقت لوحاته النحتية حالة من الذهول بين الحضور، ليؤكد أن كل منحوتة حكاية مستقلة بذاتها. وعن تأثيرات الحرب الواضحة في تفاصيل المعرض، قال: «مرت على المنطقة العربية سنوات صعبة تخللها الدمار وطغى عليها الحزن، وكان من الصعب أن أختصرها بعدد قليل من اللوحات، لينعكس ذلك على المنحوتات التي تروي كل قطعة منها قصة حرب، متطلعة إلى السلام».

وعلى يد معتصم الكبيسي، انقلبت موازين الجمال، فتحولت أنقاض الحروب إلى لوحات فنية، وهو ما قال عنه: «لا يفترض أن تكون الحرب شيئاً جميلاً، إلا أن دوري كفنان، يتمثل في إعادة صياغة الأشياء والمفردات».

ولا يكتمل المشهد إلا بباقة الخيول العربية التي تربعت بكل أناقة في المعرض، وتألقت بألوانها وتفاصيلها الدقيقة، وأضفت الشموخ والهيبة على المكان، ليروي كل خيل منها قصة إصرار وعزيمة.ويستغرق العمل على المنحوتة الواحدة الكثير من الوقت والجهد، إذ يحتاج الأمر إلى مراحل عدة.وفي لوحاته، يظهر مدى إتقان الكبيسي وحرفيته في التلاعب بمادة البرونز ومواد الأكسدة.

رسالة واضحة وصريحة وجّهها معتصم الكبيسي من خلال معرضه الذي ترجم مأساة الحروب والدمار بأسلوب فني متفرد، طامحاً من خلاله إلى أن تصل رسالته المنادية بالسلام والجمال والمحبة إلى العالم.

Email