كلارك ديفيد ينجو بشهادته رغم السرقة الأدبية

الكاوبوي الأسود محبوب اليمين الأميركي

ت + ت - الحجم الطبيعي

نجا مدير شرطة ميلاواكي السابق، المؤيد للرئيس الأميركي دونالد ترامب، بشهادته الجامعية على الرغم من اتهامه بانتهاك الأصول المعتمدة في أطروحة الماجستير 46 مرة على الأقل، في انتهاك لقواعد «السرقة الأدبية». ويظل الرجل الأسود المثير للانقسامات الذي يعتمر قبعة الكاوبوي محبوب اليمين السياسي في الولايات المتحدة، ولا سيما بسبب دعمه لترامب على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي الوقت الذي أصبحت «السرقة الأدبية» كابوساً يلاحق الطلاب والسياسيين في أنحاء العالم، مع فقدان قادة لمناصبهم بسبب نسخهم مقاطع من نصوص تعود لآخرين من دون منحهم الفضل، تبدو عاقبة هذه السرقة مخففة كثيراً بالمقارنة في الولايات المتحدة.

وكان عدد من السياسيين الأوروبيين قد خسر شهادته الجامعية وحياته المهنية بسبب «السرقة الأدبية»، من بينهم الرئيس المجري بال شميت الذي استقال في 2 أبريل 2012، ووزير الدفاع الألماني كارل ثيودور رو غوتنبرغ الذي استقال في عام 2011، غير أن الكلية البحرية للدراسات العليا في الولايات المتحدة منحت الشريف كلارك 100 يوم لإجراء المراجعات الضرورية على أطروحته التي كتبها في عام 2013، وبعث عميد الطلبة في الجامعة بول راسموسن برسالة قال فيها إن الانتهاكات لم تكن «نتاج أي خداع متعمد».

وكانت محطة «سي إن إن» قد كشفت عن رسالة بعثتها الجامعة تظهر وجود انتهاك للسرقة الأدبية يوليو الماضي، وقد رد حينها كلارك بالقول عبر الإذاعة: «يقولون أشياء وعبارات معينة يجب وضع علامات استفهام حولها. من وجهة نظر تنسيقية، قد لا تكون الأطروحة كاملة، لكن المحتوى موجود».

ويعد كلارك نصيراً متحمساً للرئيس ترامب. وكان بين مجموعة صغيرة من الأميركيين من أصل إفريقي تحدثت أمام المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في عام 2016، كما يعد مناصراً لحق حمل السلاح، وناقداً لما يطلق عليها «أيديولوجية الكراهية» ويقصد بذلك حركة «حياة السود لها أهمية»، وقد قال في إحدى المرات: «أوقفوا محاولة إصلاح الشرطة. أصلحوا الغيتوات!».

بعد انتهاء الانتخابات حضر كلارك لقاءات في برج ترامب في نوفمبر 2016، وأدعى أنه عُرض عليه منصب مساعد وزير الأمن الداخلي للشراكة والمشاركة من جانب ترامب، لكن وزارة الأمن الداخلي نفت الأمر، وتراجع كلارك مفيداً بأنه اختار عدم قبول الاقتراح.

ترامب، بدوره، كان يعرب باستمرار عن تأييده للشريف المثير للجدل. وغرد في أغسطس 2017 مشيداً بكتاب مذكرات كلارك الصادر في الشهر نفسه: «شرطي تحت النار، كتاب عظيم من قبل رجل عظيم. أوصي به بشدة!».

وأعلن كلارك أنه سينضم إلى لجنة العمل السياسي التي تدعم الرئيس دونالد ترامب، قبل أن يستقيل كشريف مقاطعة ميلوواكي في 31 أغسطس تاركاً سلسلة من القضايا الخلافية في أعقابه.

وفي حياته المهنية اصطدم كلارك بكثيرين، وهناك مزاعم أنه أساء استخدام سلطته وقام باحتجاز رجل يدعى دان بلاك وطرده من مطار ميلوواكي، بعد أن تلاسن الاثنان عل متن طائرة في دالاس. وتلاحق الرجل الآن دائرة الشرطة بسبب ما حدث في 15 يناير، ويقول إن كلارك بعث برسالة نصية إلى رجاله في ميلوواكي مفادها: «اتبعوه إلى مكان استلام الأمتعة والخروج من الباب. بعد أن أشير إليه، لا اعتقال ما لم يصبح سيئاً مع رفاقكم».

وكانت أقواله الحادة مثار اعتراض كثيرين، ولا سيما قوله أمام أنصار ترامب إنه «سيخنق ديمقراطياً» وصراخه في المؤتمر الوطني للجمهوريين، «أرواح الزرق لها أهمية».

وقد راكم كلارك أكثر من 310 آلاف دولار من الرسوم القانونية لمحاميه الخاص بسبب دعوى موجهة ضد مقاطعة ميلوواكي، يدفع فواتيرها دافعو الضرائب. وقد دفعت المقاطعة أيضاً 83 ألف دولار على الأقل عن دعاوى قضائية ضد كلارك، الذي تولى منصب الشريف في عام 2002.

وتواجه دائرة الشريف سلسلة من الاتهامات المروعة، بما في ذلك وفاة تيريل توماس في عام 2016، بسبب الجفاف بعد قطع المياه عن زنزانته، حيث وجهت هيئة المحلفين في مقاطعة ميلوواكي تهماً ضد المشرفين وخمسة ضباط تحت قيادة كلارك في مايو 2017.

في عام 2014، رفعت امرأتان دعوى ضد الدائرة لقيامهما بربطهما أثناء الولادة، في ممارسة تعتبر ممنوعة في دائرة وسكونسن والمكتب الفيدرالي للسجون.

وفي يوليو العام الماضي، دعا المشرفون على المقاطعة والمشرعون الديمقراطيون إلى استقالة كلارك بعد أن فقدت مريضة عقلية حامل، تدعى شادي سوايزر، ابنتها بعد معاناة أثناء المخاض فيما كانت في السجن.

في أعقاب كل هذا، ليس واضحاً بعد ما إذا كان رصيد كلارك السياسي قد تأثر.

Email