مسلسلات الكرتون وجبة كوميدية مفعمة بجرعات النـقد

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

استطاعت مسلسلات الكرتون المحلية أن تثبت وجودها، وأن تكون منافساً قوياً لمعظم الأعمال الحية، لتصبح بذلك بمنزلة «فاكهة الدراما» أو كما يعتبرها البعض «ملح الكوميديا» كونها تمنح المشاهد وجبة كوميدية لطيفة، مفعمة بجرعات دسمة من النقد، وهو ما ساهم في رفع نسبة اهتمام الجمهور بها.

وعلى مدار الأعوام الماضية، استطاع مسلسلا «شعبية الكرتون» لحيدر محمد و«فريج» لمحمد سعيد حارب، أن يلمعا في فضاء الدراما المحلية، ليكون حضورهما على الشاشة في رمضان، بمثابة جزء من التقاليد، خاصة وأن هذين العملين تمكنا من الاقتراب كثيراً من المواطن، والتفتيش بين قضايا المجتمع، وطرحها على طاولة النقاش، بطريقة تمزج بين النقد والفكاهة، وهو ما ساعد في تقديمها بطريقة مقنعة وخفيفة.

ورغم تعدد أشكال المسلسلات الكرتونية المحلية، إلا أن «شعبية الكرتون» و«فريج» ظلا الأقرب إلى قلب المشاهد، نتيجة لاستمرارهما في تطوير طريقة العمل، وكذلك في طرح الأفكار وجرأتها، وتبني قضايا المجتمع الواقعية، مثل سباقات الشباب في الشوارع العامة والقيادة المتهورة والتي أصبحت من أكثر الأسباب المؤدية للوفاة والإعاقات الجسدية والنفسية في المجتمع المحلي، وغيرها.

إلى جانب التركيز على بعض الممارسات السلبية التي نشهدها على أرض الواقع، وهو ما مكن «شعبية الكرتون» و«فريج» من تصدر قوائم الأعمال الأكثر متابعة في رمضان، وفقاً للعديد من استطلاعات الرأي التي تقوم بها وسائل الإعلام المحلية سنوياً.

حمدون

ومع تعاظم شعبية شخصيات «فريج» و«شعبية الكرتون» خلال السنوات الماضية، برز على الساحة الدرامية أيضاً مسلسل حمدون الذي تحرر من عباءة الملصقات وأغلفة الكراسات، ليتحول إلى عمل درامي تعليمي اجتماعي ترفيهي، يروي تفاصيل حياة طفل إماراتي اسمه حمدون، ولد وقضى سنواته الأولى في بريطانيا بسبب عمل والده، وبعد 6 سنوات يعود إلى الوطن مع أخته حمده، ليبدأ حمدون باستكشاف ثقافة الإمارات وبيئتها، ويحاول التعرف عليها وعلى طبيعة الفروق بين بريطانيا والإمارات، من حيث العادات والتقاليد والحياة العامة من خلال أصدقائه وعائلته.

متابع المسلسل يشعر أن فيه نقلة نوعية على مستوى طبيعة العمل وتصميمه وطبيعة الأفكار التي يتناولها والتي تصب في صلب تربيتنا لأبنائنا وتهدف إلى تعميق علاقتهم بالبيئة المحيطة بهم، فضلاً عن أنه يقدم البيئة الإماراتية إلى المشاهد الإماراتي بطريقة جميلة وخفيفة.

كما برز أيضاً مسلسل مندوس، لمحمد سعيد حارب، الذي يستهدف شريحة الأطفال، الذين أصبح بإمكانهم أن يتعلموا من شخصياته «ميره» و«محمد» الكثير من أبجديات التراث المحلي وبيئاته المختلفة. وقد أدى نجاح العمل جماهيرياً إلى إطلاق مجموعة تطبيقات «مندوس» التي تتضمن في موسمها الأول 10 ألعاب، مستوحاة من البيئة البحرية الإماراتية.

Email