معرض يستضيفه «تشكيل» لرجاء خالد
«الأسرع مع الأكثر» فن تفاصيل الحياة اليومية
الشغف بتحويل العادي إلى مدهش، وابتكار الأكياس والبرطمانات البلاستيكية الفارغة وغيرها من الأغراض، والتي ترمى في نهاية الأمر في النفايات هذا ما اعتدنا رؤيته، ولكن أن نرى أعمالاً فنية من الأكياس والبرطمانات الفارغة فهذا الشيء الجديد الذي عالجته الفنانة الشابة رجاء خالد في معرضها «الأسرع مع الأكثر»، الذي افتتح أول من أمس في مركز «تشكيل» في ند الشبا بدبي، ويستمر لغاية 26 أكتوبر المقبل.
استثمار التقنيات
أرادت الفنانة أن تلفت نظر الناس إلى المواد التي قد تبدو لهم مهملة وغير ذات جدوى، مستثمرة في ذلك مجموعة من التقنيات الفنية في مجال تصوير تفاصيل الحياة اليومية الروتينية بما يشمل الطقوس والرغبات والرموز، فالمعرض يصور عناصر متنوعة تشمل أنواع التمارين الرياضية المختلفة، والكؤوس والجوائز وسرعات السباق اليومية، بالإضافة إلى سجادة اليوغا المضادة للانزلاق، فقد تمكنت الفنانة من نسج وحدة متكاملة ومنسجمة بين أسلوب الاشتغال وموضوعه، وذلك من خلال الجمع بين البعد الرمزي واستغلال الفضاء الشاسع.
نصائح ومشاركة
الفن يقدم لنا كل يوم أعمالاً وأفكاراً جديدة ومدهشة تحمل ثيمة التنقيب عن الجمال، فقد استطاعت الفنانة تطويع المواد المهملة فأخرجتها بإحساس صادق وخيال واسع من صورتها النمطية إلى مجالات أرحب وأكثر إبداعاً، وتقول رجاء خالد في حديثها لـ«البيان»: أسعدني تفاعل الحضور من الناس والفنانين، حيث أعجبوا بطريقة تنفيذ اﻷعمال، فأهمية العمل الفني تكمن في قدرتنا على خلق بيئة نستطيع من خلالها مشاركة الجمهور ليس فقط عن طريق المشاهدة بل بجعله يتفاعل بروحه وقلبه وعقله، كما أنه بالطبع كان هناك نصائح من نقاد الفن بضرورة تطوير هذه التجربة وصولاً إلى تنفيذ أعمال متنوعة.
ممارسة نقدية
المعرض الفردي للفنانة رجاء خالد والذي تختتم من خلاله مشاركتها ببرنامج «الممارسة النقدية 2016- 2017» وهو برنامج يوفر الدعم الفعال والدائم للفنانين لتطوير أعمالهم، قد عملت فيه رجاء بالتعاون مع عدد من المشرفين في مركز «تشكيل» بهدف البحث عن اكتشافاتها المتعلقة في مجال أنماط الحياة، وتنفيذ مشروعها «الأسرع مع الأكثر» وقد حصلت رجاء على شهادة الماجستير في الفنون الجميلة من جامعة كورنيل عام 2013، وترتبط مشاريع الفنانة المقيمة حالياً في دبي، بشكل مباشر مع رؤيتها المعاصرة للثقافات الراقية والاستهلاكية.
