بيروت تستقبل شهر الخير بـ«سيبانة رمضان»

■ أطفال شاركوا في الفعاليات | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

استقبلت بيروت الشهر الفضيل بالعادة البيروتيّة العتيقة، «سيبانة رمضان». «استبانة»، بمعنى التبيان لحقيقة حلول شهر الصوم. وأهالي بيروت حرّفوا الكلمة مع مرور الزمن الى «سيبانة»، تسهيلاً للفظها..

وذلك، من خلال مسيرة في وسط بيروت، تخلّلتها عروض مسرحية و«كرمس» للأطفال وأشغال يدوية وفقرات إنشاديّة، تزامناً مع إضاءة «فانوس رمضان» الذي يرمز إلى شعلة النور التي تحمل الإيمان إلى القلوب، وتبعث الخشية في النفوس، وتحيل أيام الشهر الفضيل برداً وسلاماً على كل القلوب المؤمنة.

فعاليات

وللعام الخامس على التوالي، وبتنظيم من بلدية بيروت وموقع «فانوسي» وبدعم من شركة «سوليدير»، أقيم حفل «سيبانة رمضان» في وسط بيروت، وضمّ فعاليات رمضانيّة للأولاد، منها مسرح إنشادي وأشغال يدوية وسوق رمضاني لعرض الزينة وألعاب تفاعليّة مع الحرفيّين.

وتحت شعار «نعم للحياة»، عرِضت رسومات عن الشهر الفضيل ووزِّعت الجوائز على الرابحين بمشاركة عدد من الجمعيات الأهليّة. علماً أن كل شيء في كرمس «سيبانو رمضان» قدِّم بالمجان، بدءاً من الفانوس ووصولاً إلى سجادة الصلاة.

كما نظّم موقع «فانوسي» مسيرة رمضانيّة في وسط بيروت، وضمّت أكثر من 200 طفل ارتدوا أزياءً شرقيّة، وذلك انطلاقاً من مبنى بلدية بيروت مروراً بشارع المصارف، ووصولاً إلى ساحة الشهداء، حيث تمّت إضاءة الفانوس الرمضاني الكبير الذي ارتفع بعلوّ نحو 8.5 أمتار وقطر 4.5 أمتار، إضافة إلى أربع قناطر شرقية تزيّنه وتضفي عليه جمالاً وروعة.

وفي السياق، تجدر الإشارة إلى أن المؤرّخين يذكرون أن تقليد «سيبانة رمضان» يجري مع استهلال الشهر المبارك، وكان يُطلق عليه اسم «استبانة»، أيّ تبيان حقيقة حلول شهر الصوم.. لكن أهالي بيروت حوّلوا الكلمة إلى «سيبانة» لسهولة لفظها.

وهكذا، تحوّلت «السيبانة» إلى عادة بيروتيّة قديمة، تتمثل عادةً بالقيام بنزهة على شاطئ مدينة بيروت، تُخصّص لتناول الأطايب والمأكولات في اليوم الأخير من شهر شعبان الهجري (قبل رمضان). علماً أن هذه العادة مشتركة بين اللبنانيين، وتسمّى أيضاً بـ«سيران رمضان»، باستثناء قلّة لا تزال تعترف به كتقليد لاستهلال شهر رمضان.

استعداد

وجرياً على العادة قديماً، يبدأ الاستعداد لاستقبال رمضان، في بيروت، خلال شهرَي رجب وشعبان، أو أشهر «الهلّة» التي يترقّب فيها المسلمون ولادة الهلال لبدء الصوم.. وحتى اليوم، ويتوقف الصائمون في الفترة الفاصلة ما بين نصف شعبان وأول رمضان لتوديع الإفطار.

حيث يقوم البعض بنزهة في آخر يوم عطلة أسبوعية من شهر شعبان إلى الحقول والبساتين والحدائق مع عائلاتهم وأصدقائهم وأقاربهم، وهو تقليد لا يزال يعرف حتى اليوم بـ«سيبانة رمضان»، وأصلها «استبانة»، إذ كان الناس ينتشرون على شواطئ بيروت، في 29 شعبان، لاستبانة هلال رمضان. أما الفانوس الذي هو رمز لشهر رمضان، فهو تحوّل إلى تقليد للزينة ورمز لاستقبال الشهر الكريم.

Email