سوق الفن الباريسي يجمع روائع رسامي اليابان في القرن 18

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

وصف أوسكار وايلد عام 1889 بدعة اجتياح الأشياء اليابانية العواصم الأوروبية بالقول: "إن اليابان برمته اختراع خالص" ، ولعله كان على طريقته المجنونة المعتادة يحاول توصيف المشهدية اليابانية المسممة، الطاغية، المتغلغلة، التي طافت بحريةٍ وتحللت من أية مرجعيةٍ تعيدها لأصولها اليابانية.

أو كان على الأرجح يتلمّس حقيقة أقرّ بها معرض اللوحات اليابانية الأخير "في اختراع أوتامارو" في متحف "فرير وساكلر" الأميركي، والقول بأن الغرب قد اخترع صورته الخاصة عن اليابان، على نحو يخدم المصالح الإيديولوجية والجمالية والشهوانية الغربية.

لوحات

ويستكشف المعرض القائم تحت عنوان "في اختراع أوتامورو" ثلاث لوحات عملاقة لأحد أشهر معلّمي الفنون اليابانية للقرن الثامن عشر كيتاغاوا أماتورو، ويضعها في إطار النفحة اليابانية التي ألهمت وايلد، وتشارلز لانغ فريير الذي اشترى إحدى روائع لوحات أماتورو، وأحضرها إلى الولايات المتحدة.

وتعود فكرة "اختراع" أماتورو إلى ندرة الأمور التي كانت تعرف عنه كما إلى كيفية صنع شهرته والتسويق له على يد متعهدين عارفين يقدمون ما يلبي الذوق الآسيوي في عواصم كباريس.

تغيير

وغالباً ما يقبع في خلفية المشهد تاريخ معقد لمفهوم الصبغة اليابانية التي كثيراً ما تغفلها المعارض. وإننا نعلم أن ظهور المطبوعات اليابانية في الغرب قد أحدث تغييراً عميقاً في مسار الفن الباريسي في القرن التاسع عشر.

وأبدى الفنانون التقدميون أو الطليعيون حماسةً خاصة للخدع البصرية الكامنة في الصور اليابانية، والمفهوم التبسيطي، والأنماط البارزة، والتلاعب الذكي بالزوايا والتقطيع، وإدخال التفاصيل.

الرسام المغامر

إلا أن الروحية اليابانية لا تقتصر على ما سعى إليه الرسام المغامر في باريس وضخمّه في المطبوعات اليابانية. بل تضمّن كل شيء آخر بما في ذلك قطع السيراميك والهدايا التذكارية الصغيرة ومروحة واسعة من المواد التي أوجدت طيفاً من الأفكار حول اليابان.

فهل كانت أرض الإتقان الكلي؟ أم كانت أرض الفنون الهابطة؟ أو أنها شكلت مرتع العالم الحسي، على النحو الذي أبرزته صور العالم العائم "أوكيو-إي" المتماهي مع المتعة المتكلفة في المناطق المتحضرة من اليابان؟

الفن العائم

يعتبر أوتامورو رساماً تصميمياً ساهم بغزارة في إنتاج رسومات الفن العائم، سيما تصوير نساء ذاك العالم. وقد كان كما وصفه القيمون على المعرض أشبه بـ"ريشة تحت الطلب" بمعنى أنه كان يوظف للرسم مقابل أجر.

إلا أن دخوله إلى سوق الفن الباريسي أعاد سبكه في حلة الرسام البراغماتي القادر ليس على وضع الرسومات الإيضاحية والحسيّة فحسب، بل أيضا الفنان المتخصص والخبير الذواقة بالنساء.

Email