يقدم أكثر من 100 فعالية للأسرة والأطفال

جناح «أم الإمارات» منارة تجسد مسيرة وإنجازات المرأة في الدولة

مسيرة المرأة الإماراتية في صور عبر الجناح | تصوير: سيف الكعبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يمكن للمتجول، الاطلاع على مسيرة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات». عبر 5 أقسام تشكل جناح خاص يحمل اسم سموها، ويختزل رؤيتها ومنهجها، كما يعكس مسيرة تطور المرأة الإماراتية عبر التاريخ.

 

ويعتبر الجناح هو الأهم في مهرجان «أم الإمارات»، الذي يتواصل على امتداد أكثر من كيلو متر على كورنيش أبوظبي لغاية 4 أبريل المقبل، ويقدم أكثر من 100 فعالية موجهة للأسرة والأطفال.

دور تاريخي

المتجول في «جناح أم الإمارات»، يذهب بعيداً عبر التاريخ، حيث يركز الجناح على دور المرأة الإماراتية في مجتمعها منذ آلاف السنين، ويصل إلى العصر الراهن، وهو ما يجعله قادراً على تلمس الفرق الحاصل في هذه المسيرة.

كما يبين الجناح، دور سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، في دعم وتمكين المرأة الإماراتية، ويظهر هذا من خلال مقولة سموها، والتي احتلت مساحة كبيرة في مدخل الجناح، إذ قالت: «إنني أرى أمامي صورة مستقبل المرأة في بلادي، أراها وقد أصبحت أكثر وعياً وفهماً لكل ما يحيط بها من ظروف.

وما هو مطلوب منها من واجبات، أراها قد تخلصت من أميتها العلمية والاجتماعية والأسرية، التي هي العدو الأول للمرأة والمجتمع، أراها قد وضعت يدها في يد أختها التي فاتتها فرصة التعليم والخبرة، لتصعدا معاً سلم التقدم والحضارة الراسخة بأصول ثابتة.

وبلا تعالٍ أو تصور بأن لواحدة فضلاً على الأخرى. فهذا أول طريق رد الجميل للوطن الأم».

بينما تتوزع الأقسام الخمسة بعناوين مختلفة، وهي الهوية، التعليم، الاقتصاد، الأمومة، وأخيراً قسم «كيف يمكنني أن أحدث تغييراً». وفي كل الأقسام، هناك استعراض بالصور أو الفيديو لدور المرأة الإماراتية، التي كانت وما زالت عنصراً فعالاً في المجتمع.

فالتاريخ يبين إسهامات المرأة عبر أجيال متتالية من النساء الإماراتيات الرائدات في تعزيز بناء دولة الإمارات، وتأثريهن الذي أحدث فرقاً في مسيرة التقدم والعطاء.

يبرز جناح «أم الإمارات» في المحصلة، إسهامات العديد من النساء اللاتي يستلهمن مسيرة العطاء بتميز من رؤية وقيم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، باعتبار سموها أحد أبرز القيادات النسائية والأكثر تأثيراً على مختلف المستويات المحلية والعالمية.

حيث تعمل سموها على حماية الموروث الغني لدولة الإمارات العربية المتحدة، كما تعمل على تمكين ودعم المرأة والأسرة في مختلف أنحاء العالم، وهذا ما توضحه الصور التي تعكس إنجازات سموها المحلية والعالمية.

ملكات الجنوب

في البداية، يعود الجناح بزواره إلى آلاف السنين، حيث تسرد العملات المعدنية والقطع الأثرية النادرة، تاريخ ملكات جنوب شرقي الجزيرة العربية، وقد استخدمها المؤرخون لكشف وسرد قصص النساء، حيث عمل حكام هذه المنطقة من النساء على صك مثل هذه العملات، لإظهار حكمهن السياسي الذاتي، وتأكيد استقلالية ممالكهن.

وتتوسط القاعة عملة «أبي آيل»، وهو اسم محتمل للملكة الحاكمة في ذلك الوقت، وترجع هذه العملة لموقع «الدور» في إمارة «أم القيوين»، وتعود إلى فترة ما بين 300 إلى 100 قبل الميلاد، وهي قطعة من مقتنيات متحف العين الوطني.

واعتمد تصميم عملة «أبي آيل»، على نهج عملات الإسكندر الأكبر، مع تغييرات تتناسب مع الاستخدام المحلي، حيث حمل وجه العملة بدلاً من نقش الإله «زيوس»، صورة إله الشمس «شماش». كما استبدل اسم الإسكندر الأكبر المكتوب باللغة الإغريقية، باسم «أبي آيل» باللغة الآرامية، التي تمثل لغة القوة والسلطة.

وحملت بعض العملات أيضاً، أسماء آباء الحكام، مثل العملة التي وجدت بمنطقة «مليحة» في إمارة الشارقة، والتي حملت اسم «أبي آيل بنت باغلان».

وإلى جانب العملات، تم عرض صورة لزجاجة رومانية على شكل عنقود عنب، وصورة أخرى لمصباح برونزي من أصل روماني، وكلاهما مكتشفة في موقع «الدور»، ومن مقتنيات المتحف الملكي للفنون والتاريخ في بروكسل.

حرف قديمة

يحتفي قسم آخر، وهو «الهوية»، عبر شاشات تعرض صوراً تبين حاضر ومستقبل القيم الإماراتية، حيث تترأس «أم الإمارات»، العديد من المؤسسات والجمعيات التي تسهم في الحفاظ على التراث، في حين وزعت بعض المعروضات التي تبين بعض القطع الفلوكلورية، مثل لوازم زينة الإبل، وبعض المصنوعات الحرفية القديمة، التي يعد النسيج إحداها.

ويتوسط قسم «الأمومة» نموذجاً لـ «المنز»، وهو السرير التقليدي للطفل، وكان يستخدم في ستينيات القرن الماضي، ويصنع عادة من الأخشاب المحلية، ويعلق في سقف الغرفة أو على أغصان الشجرة.

وترافقت حينها عملية هز «المنز» مع الغناء للطفل، وهو غناء كان يسمى «المهاواة»، وهي كلمة مشتقة من الفعل «هوا»، الذي يعني نم أو نام في اللهجة الإماراتية، وتعتبر «المهاواة»، وسيلة للتعبير عن مشاعر الأم وحبها لطفلها، وتعتبر الآن نموذجاً من نماذج التراث الشفاهي، الذي تحرص الدولة على توثيقه، من خلال العديد من المراكز.

مثلما توثق الأمثال والأساطير والحكايات الرمزية والقصص الشعبية. كما عرض جناح «أم الإمارات»، العديد من الصور النادرة، بالأبيض والأسود، منها صورة الشيخة سلامة بنت بطي خلال رحلتها من أبوظبي إلى البريمي في عام 1949.

وتظهر في الصورة قافلة تضم ثلاث سيدات على ظهور الإبل، ويرافق القافلة عدة رجال يحملون البنادق لحمايتها، وآخرون يقودون الإبل.

مساهمات نسائية

من خلال شاشات عرض تظهر الشابات الإماراتيات يتعلمن بطرق مختلفة، تطورت عبر التاريخ، فبعد أن كانت البنات يتعلمن القراءة والكتابة بواسطة «المطوعات»، من خلال مدارس وجدت في الهواء الطلق، إلى فتيات يوجدن في مدارس نظامية في مناطق مختلفة من العربية وإمارة أبوظبي.

ولم يغفل الجناح عن دور المرأة في الاقتصاد، عبر صور تعرض في الشاشات المضيئة، وتبرز دور المرأة الإماراتية في رعاية الأسرة، حين كان يذهب الرجال إلى الصيد، أو إلى رحلات الغوص.

حيث كانت تهتم بأطفالها وتقوم بذات الوقت ببعض الأعمال الزراعية، كما تعمل على توفير مياه الشرب، من الآبار التي كانت تتطلب جهداً ومشقة كبيرة حين حفرها، إذ كانت الجدران تتكسر على المرأة، وهو ما قد يجعلها تفقد حياتها.

إنها الصور التي تختزل مساهمات النساء للوصول إلى مجتمع إماراتي متطور، وهو ما حرص القائمون على الجناح بإبرازه، من خلال عبارة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وضعت في نهاية جولة الجناح، إذ قالت «إن دولة الإمارات، فتحت أمام المرأة كل الأبواب، وتركت لها حرية الاختيار.

فليست هناك عوائق من أي نوع، أما الكفاءة والقدرة على العطاء من جانب المرأة، ومن جانب الرجل أيضاً، فالكفاءة هي المعيار، والشرط الوحيد للتقدم بالنسبة للجنسين، بل هناك توجيهات واضحة بتوفير كل المتيسرات أمام المرأة، ليزداد حجم مساهمتها في التطور والتنمية».

آراء

في ختام الجولة، يمكن للزائر أن يسجل انطباعاته على ورق مدلى من سقف القاعة، في وقت يستمع فيه إلى أغنية الفنان الإماراتي حسين الجسمي، الذي يتغنى بقصيدة «يا عز دار» للشيخة خولة بنت أحمد بن خليفة السويدي.

ألعاب خفة وعروض ترفيهية للأطفال

يقدم مهرجان «أم الإمارات» عبر إحدى مساحاته، العديد من عروض ألعاب الخفة والعروض الترفيهية المتنقلة، إلى جانب وجود مجموعة من الدمى العملاقة، وعروض الفقاعات الهوائية، وهو ما يجعل من المهرجان وجهة مثالية للأطفال من مختلف الأعمار، الذين يمكنهم الاستمتاع والمشاركة بالعروض والفعاليات المختلفة التي تقام في الهواء الطلق.

بينما ينظم المسرح الرئيس، العديد من الحفلات الموسيقية على مدار أيامه، منها حفل فرقة «الفانك والريجي» و«السول والآر آند بي» و«فانك راديوس»، والتي قدمت عرضها للزوار في الأيام الأولى من المهرجان، لتعكس تجربتها التي تمتد إلى أكثر من عقد من الزمن.

بمساهمة 7 موسيقيين، من خلفيات ثقافية فنية متنوعة، بقيادة الفنان حمدان العبري، الذين قدموا العديد من الحفلات حول العالم، قبل أن يقدموا عرضهم الأخير لجمهور المهرجان، والذي تراوح ما بين موسيقى الجاز والفانك.

أنشطة تعليمية وتفاعلية في مناطق المهرجان الأربع

يتوزع المهرجان على أربع مناطق، إلى جانب جناح «أم الإمارات»، وهي منطقة السعادة، منطقة التقدم، منطقة السوق، ومنطقة المطاعم، ومن خلال أقسام هذه المناطق، يمكن للأطفال تجربة العديد من المغامرات، مثل المغامرة بحرية، عبر الكثير من النشاطات التي تضم عدداً من العروض التعليمية ومناطق اللعب المليئة بالمغامرات والحدائق المائية.

كما يمكن لجميع أفراد الأسرة، الاستمتاع بتجربة مغامرة بوطينة البحرية، ضمن فعاليات مهرجان أم الإمارات. إلى جانب التعرف في الوقت ذاته إلى مفهوم إعادة التدوير، وأهمية الاستدامة في قسم «المياه».

إلى جانب إمكانية الانضمام إلى مجموعة من ورش العمل التفاعلية، التي تتيح للأطفال المشاركة في العديد من الفعاليات التي تسهم في تنشيط التفكير والخيال. إلى جانب الجلسات التفاعلية التي تركزعلى الحوار لدى الأجيال الناشئة.

Email