«أسبوع الفنون» محرك رئيس لنمو الاقتصاد الإبداعي

إسهامات الفنون والثقافة تنشّط عجلة السياحة في دبي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعكف مجموعة متزايدة من المدن العالمية على تسخير الإمكانات الاجتماعية والاقتصادية لخدمة مختلف مجالات الإبداع، حيث إن هذه القطاعات الخلاقة تمثل محركات اقتصادية رئيسية في القرن الحادي والعشرين لتحقيق النمو المتوازن المنشود.

ومن الأمثلة العالمية التي يشار إليها بالبنان، مدن مثل أوستن وبرلين اللتين تركزان على رعاية الفنون وقطاعات الثقافة وازدهارها، حيث تمثل اليوم مراكز عالمية مرموقة بفضل الاقتصادات الإبداعية المزدهرة.

وتواكب دبي هذا التوجه، لاسيما وأن الإبداع والابتكار أسهما في دفع عجلة النمو على مدى السنوات العشرين الماضية، وتتواصل هذه الرؤية اليوم وفقاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والتي تمثل الحافز الملهم وراء التحول الذي تشهده المدينة، لتصبح نموذجاً عالمياً لتعزيز دعائم الاقتصاد الإبداعي المزدهر.

وإلى جانب ناطحات السحاب الرائعة التي تزين أفق المدينة، تتميز دبي بوجود العديد من المجمّعات الحاضنة للإبداع، بما في ذلك «مدينة دبي للإنترنت» و«مدينة الإنتاج الإعلامي» و«حي دبي للتصميم» و«مجمع دبي للمعرفة»، وهي كيانات لا تركز على تحقيق الابتكار والفكر الخلاق في مجال الأعمال فحسب، ولكنها تجسّد أيضاً نموذجاً معاصراً لتخطيط المدن.

خطة دبي

وتم إنشاء هيئة الثقافة والفنون بدبي (دبي للثقافة) في عام 2008 لضمان تكامل هذه الصورة. وعلى ضوء تناغمها مع «خطة دبي الاستراتيجية 2021»، تدعم «دبي للثقافة» جميع الميادين الإبداعية، وتعمل على ضمان عملها معاً في انسجام تام لمواصلة ترسيخ مكانة دبي على الخريطة الإبداعية العالمية، ودفع عجلة اقتصادها الإبداعي.

وأوضح سعيد النابودة، المدير العام بالإنابة في دبي للثقافة ذلك: تتبنى «دبي للثقافة» تنفيذ الرؤية الحكيمة لقيادتنا الرشيدة متمثلة بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وبما يتماشى مع توجيهات «خطة دبي 2021».

وتتركز مهمتنا على تعزيز مكانة دبي كمركز عالمي وإقليمي مرموق للثقافة والإبداع، مع محافظتها على هوية ثقافية واضحة المعالم يعتز بها سكانها وزوارها، لتكون موطناً لأفراد سعداء ومبدعين وممكنين، ونموذجاً للاقتصاد الإبداعي المزدهر.

مبادرات الهيئة

وأضاف النابودة: يمثل موسم دبي الفني تجسيداً حياً لمهمة «دبي للثقافة» الساعية إلى دفع عجلة الاقتصاد الإبداعي في المدينة عن طريق تطوير ودعم قطاع الثقافة والفنون والتراث وتنويع المنتج الثقافي وتعزيزه للأجيال القادمة.

أسبوع الفنون

وبدعم من «دبي للثقافة»، أصبح «أسبوع الفنون» وبسرعة محركاً رئيساً لنمو الاقتصاد الإبداعي للإمارة. ويشتمل أسبوع الفن على كل من فعاليات «أيام دبي للتصميم»، وهو معرض مخصص للأثاث والتصميم، ومعرض «آرت دبي» الذي يعتبر أكبر معرض فني دولي يقام في المنطقة.

وأكدت دراسة مستقلة أن الحدثين وحدهما قد حققا دخلاً قدره 35 مليون دولار في إمارة دبي خلال الفترة بين 18 – 25 مارس 2015، وكانت هذه الفترة القصيرة لثمانية أيام مهمة للغاية لاقتصاد دبي الإبداعي.

معرض الخط

ومن أهم مبادرات الهيئة يبرز «معرض دبي الدولي للخط العربي»، حيث سيشهد هذا العام تنظيم الدورة التاسعة من المعرض لتختتم فعاليات موسم دبي الفني في شهر أبريل المقبل.

ويحتفي المعرض بالخط العربي باعتباره أحد أقوى أشكال الفن لتسليط الضوء على تألق الكلمة المكتوبة، وإبراز الأفكار القوية المرتبطة بالتراث الإسلامي، فضلاً عن تعزيز الهوية الثقافية والاجتماعية في المنطقة.

استراتيجية وطنية

تلعب «دبي للثقافة» دوراً رائداً في دعم الاستراتيجية الوطنية للقراءة، ابتداءً بتحويل فروع مكتبة دبي العامة، إلى مراكز ثقافية وفنية عصرية. وتوفر مكتبة دبي العامة في جميع فروعها للأطفال والشباب مجموعة من الأنشطة التعليمية والترفيهية التي تشجع على استخدام مرافقها.

ويعتبر برنامج «صيفنا ثقافة وفنون» إحدى مبادرات مكتبة دبي العامة التي تكمل الاستراتيجية الوطنية للقراءة، حيث تكون أنشطتها مفتوحة أمام جميع الفئات العمرية، وتدور حول أربعة محاور رئيسية وهي: السعادة، القراءة، الأسرة، المستقبل.

كما تتولى الهيئة إدارة أكثر من 17 موقعاً تراثياً في أنحاء مختلفة من الإمارة، إلى جانب كونها الجهة المعنية بقطاع المتاحف في دبي، وأحد الأطراف الحكومية الرئيسية المشاركة في تطوير منطقة دبي التاريخية. وتدعم الهيئة كجزء من مسؤوليتها، رؤية دبي لتصبح نقطة محورية للتبادل الثقافي المتنوع (إقليمياً وعالمياً)، كما ستكون المتاحف عنصراً حافزاً للحفاظ على التراث الوطني.

خلية فنية

يحتل «موسم دبي الفني» مكانة الصدارة على الأجندة الثقافية الغنية في المدينة، ويمثل هذا الحدث المبادرة الفنية السنوية الشاملة لهيئة دبي للثقافة والفنون وتنظم الهيئة دورتها الرابعة في شهر مارس الجاري، حيث تضم برنامجاً متنوعاً يشمل «مهرجان طيران الإمارات للآداب»، و«معرض سكة الفني»، و«معرض أيام دبي للتصميم»، و«معرض آرت دبي»، و«معرض الشرق الأوسط للأفلام والقصص المصوّرة»، و«معرض دبي الدولي للخط العربي.

Email