آنا نيتريبكو.. سوبرانو «الحرب والسلام»

ت + ت - الحجم الطبيعي

بين طبقات صوتها تقرأ سطور رواية «الحرب والسلام»، وعلى ايقاعه تتزن كلمات «روسلان وليودميلا» الملحمية، ما إن أطلقت صوتها في فضاء المسارح الروسية، حتى أدهشت بقوته العالم الذي بات يترقب سنوياً ما تقدمه من روائع موسيقية في فضاءات المسارح، وألبومات «اوبرالية»، آخرها حمل عنوان (Verissimo) الذي قادها للترشح لجائزة غرامي في نسختها الأخيرة في فئة أفضل ألبوم للغناء الكلاسيكي المنفرد.

إنها السوبرانو الروسية آنا نيتريبكو التي عشقت منذ نعومة أظفارها ذبذبات الآلات، لتكون الموسيقى العنوان الأبرز لدراستها بمعهد ريمسكي كورساكوف في سان بطرسبورغ.

لا تزال «فنانة الشعب الروسي» تطرب اذان محبي الأوبرا بصوتها، وهي التي التزمت خشبة مسرح ماريينسكي، حيث أدت عليها عديد المقطوعات الخاصة بأوبرا «الحرب والسلام»، لتنتقل منه عام 1995 نحو خشبة أوبرا سان فرانسيسكو، لتطلق صوتها في فضاء الولايات المتحدة، ومن بعدها أثار صوتها ضجة في أوبرا ميتروبوليتان بمدينة نيويورك، عندما غنت دور «ناتاشا» في «الحرب والسلام».

ميزة آنا نيتريبكو، التي تمتلك في جعبتها 9 ألبومات، تكمن في قوة صوتها، وقدرتها على التحكم في طبقاته، فنالت عنه إعجاب الشباب، وأبناء المدرسة الاوبرالية القديمة، وهو ما يمكن لمسه عندما قدمت نشيد الدورة الأولمبية في مراسم اختتام أولمبياد سوتشي عام 2014، حيث تمايل الحضور طرباً على صوتها الذي اقتنصت من خلاله جائزة أفضل مغنية في ذلك العام، بعد ترشيح اتحاد الصناعة الموسيقية الألمانية لها.

الفنانة الصاعدة منذ عشرين عاماً، لم تكتف بروائع الأوبرا الروسية، فتجاوزتها نحو الايطالية، وتغلبت على ألحان «بينيني» المعقدة، وهي لا تزال تصول وتجول بين جنبات العالم، حيث حطت رحالها قبل نحو عامين، في مهرجانات بيت الدين بلبنان، فاحتشد لأجلها محبو الأوبرا.

نظراً لما تمتلكه الفنانة الصاعدة، من صوت استثنائي، وقدرة على تلوين حنجرتها، فضلاً عن مهارتها في التمثيل وتقديم الأدوار الأوبرالية الصعبة، فكانت الأبرز في تاريخ الأوبرا العالمية بعد مغني التينور الايطالي لوسيانو بافاروتي.

خلال مسيرتها تمكنت نيتريبكو من وضع اسمها في قائمة مجلة «تايم» للشخصيات الأكثر نفوذاً في العالم.

Email