تراث الأجداد موطن أسرار وحكايات

مجسمات آمنة محمد تجاوزت 60 عاماً

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يمكن التنبؤ بما تحمله الأيام من أحداث استثنائية تكشف طريق الإبداع، هذا ما حدث مع الإماراتية آمنة أحمد محمد، ربة منزل، عندما طلب منها أحفادها أن تصنع أعمالا فنية ومجسمات تعبر عن التراث، بهدف عرضها في مسابقات منطقة الشارقة التعليمية، وحدث ما لا تتوقعه آمنة عندما فازت مجسماتها التراثية بالمرتبة الأولى، وحازت أعمالها على إعجاب كبير لم تتوقعه، وشهرة فتحت لها أبواب الإبداع بروح التراث، ومنذ 7 سنوات إلى الآن لم تتوان عن تقديم أفضل الأفكار والأعمال التراثية المصنوعة من مواد طبيعية وخامة بسيطة حولتها بلمساتها الفنية المميزة إلى لوحات فنية أتاحت لها الفرصة للمشاركة في العديد من الفعاليات والمناسبات التراثية المحلية.

بين جنبات بيتها تفوح رائحة التراث ولوحات الحياة الماضية بحميمية الأسرة الإماراتية الأصيلة، الذي يتمثل ب «المتحف التراثي» الذي خصصت له مكانا في منزلها لتشعر وأنت تتأمل في كل زاوية من زوايا المتحف، أنك تعيش بالفعل هذه الحياة لدقة تصميم المجسمات، وروعة التفاصيل التي شكلت بأناملها الموهوبة، حياة أهل الإمارات القديمة كيف عاشوا وتعايشوا مع قسوة الحياة قديما، لا سيما أن تراث الأجداد موطن الأسرار والحكايات، وكأنه شريط ممدود من الأحداث يصل الأجداد بالآباء والأبناء حتى يومنا هذا.

بين كل فكرة وفكرة تقبع مشاعرها لتترجم مجسمات وجدانية تخطت الستين عاماً، لتعيد أجواء الدكاكين القديمة والصناعات الفخارية والأدوات المنزلية البسيطة المعروفة قديما في السوق الشعبي، التي تحتل حيزا واسعا من أعمالها، حيث تعبر عن مدى تشبثها العميق بملامح الحياة القديمة.

قيم ومعانٍ

يقع على عاتقها مسؤولية تعريف الجيل الحالي بتاريخ الإمارات الذي يزخر بالكثير من الجماليات والقيم والمعاني الأصيلة، لهذا لم تتوان في تقديم الورش واللقاءات الدورية مع المدارس والجهات الحكومية المهتمة، لتعريف الجيل الجديد بروعة الحياة القديمة وبساطتها، الذي لا بد من الاعتزاز به.

وعن تفاصيل عملها تقول: مجسماتي تترجم ماضي الإماراتيين بتفاصيله الدقيقة، من المنازل القديمة، والمطابخ والخيم وجلسة المطوع وجلسات العائلة والدكاكين القديمة مثل القطان، بالإضافة إلى وسائل وأدوات تراثية مثل «البراجيل»، علاوة على مجسمات تحكي تفاصيل «حق الليلة»، وطقوسها القديمة، إضافة إلى لوحات عن الحياة البرية والبحرية وصيد اللؤلؤ.

أصالة حياة

لا توجد قاعدة واضحة لطريقة عملها فكل ما هنالك أن السر وراء كل مجسم أو لوحة لمسات إبداعية مليئة بشغف التراث وروح الحياة القديمة التي لا تزال تنبض في مخيلتها مهما تقدم بها العمر.

فالحياة لا معنى لها بدون أصالة الحياة البسيطة، حول المواد المستخدمة تضيف: وأعتمد على المواد الخام لصنع المجسمات من الأقمشة الخاصة بالخيم والطين والعريش والأخشاب وكل ما كان يعتمد عليه الإماراتي قديماً، أشتريها وأحرص على جودتها خاصة الأخشاب التي يجب أن تكون سهلة في التقطيع والقص.

شجرة الرولة

بينها وبين هذه الشجرة حكايات حب لا تنتهي، هي «شجرة الرولة»، التي تستلهم منها مجسماتها وأفكاراً منوعة، وتقول عن أسرارها: لم تكن في يوم مجرد شجرة كبيرة بل أعتبرها أنا وغالبية سكان الشارقة شجرة تمثل صفحة من صفحات الذكريات، بأغصانها المتينة وظلالها الكثيفة، التي كانت في يوم من الأيام بمثابة أعمدة تنصب عليها حبال أراجيح الأطفال وهم يلعبون في أوقات الأعياد والمناسبات، ولهذا عندما أصمم هذه الشجرة في مجسماتي أضع كل ذكريات وقصص الماضي مع كل غصن من أغصانها، وفوق جذعها وبين حبات الرمل المتناثرة.

وكل المواد التي أستخدمها لصناعة مجسم الرولة هي مواد طبيعية تراب وأغصان وجذع خشبي، أقص وأشكل كل واحدة على حدى حسب الحجم المطلوب والمساحة المخصصة، لتكتمل في النهاية عناصر المجسم.

Email