الجهل بالفوارق الجوهرية بينهما يعيق تنمية قدراتهما

عائلات تُفضّل الابن المتفوق على الموهوب

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

مما لا شك فيه أن كل أسرة تتمنى لأبنائها التميز الإبداع لتفخر بهم وبإنجازاتهم، ولكن المحبة شيء والإرادة شيء آخر، فالمحبة قد ترتبط بالتقاعس بحجة الظروف الاجتماعية والإمكانات المالية، أما الإرادة فتتطلب وعياً وعملاً جاداً نحو تعزيز المواهب للوصول بقدراتهم إلى أقصى ما يمكن من نمو..

وبالوقت الذي تفضل كثير من العائلات الابن المتفوق دراسياً على الابن الموهوب والمبدع، يؤكد خبراء ومدربو تطوير الذات أن الجهل بالفوارق الجوهرية بينهما يعيق تنمية قدراتهما.

لاسيما وأن المجتمعات المتقدمة تبذل جهوداً كبيرة لمعاونة المتفوقين على مواصلة تقدمهم، كما تعقد آمالاً كبيرة على الموهوبين باعتبارهم أمل المستقبل في نهضتها وتقدمها العلمي والتكنولوجي، كما تحرص على ربطهم جميعاً بالفكر والعمل الوطني لبناء جيل من العلماء.

الابن المبدع

أشارت إهداء محمد، مدربة معتمدة في اتحاد المدربين العرب، إلى أن مشروع الابن المبدع، يبدأ من الأسرة، وقالت: هناك علامات دالة على الطفل المبدع، ومن بينها: ميل الطفل إلى طرح الأسئلة أكثر من غيره، والفضول، والخيال، وسرعة التعليم والفهم وقوة الذاكرة والتركيز، إضافة لاندفاعه لمعالجة المشكلات وحب الاطلاع والثقة بالنفس.

اختلاف

ولفتت إلى أن هناك اختلافاً كبيراً بين المتفوقين أكاديمياً والمبدعين، وعلى الوالدين الوعي بهذا الاختلاف، وقالت: يتميز بعض الطلبة بنبوغ في أحد المجالات الأكاديمية مثل الرياضيات أو الفيزياء، وقدرة عالية على الاستيعاب والحفظ ولكن تفكيرهم عادة لا يتسم بالإبداع أو التجديد.

ويكون الأسلوب الأنسب لدعمهم هو توفير بيئة محفزة لمساعدتهم على التقدم والتخصص في مادة معينة وفق قدراتهم على التعلم، على عكس الطلبة المبدعين فهم عادة مستعدون للاختراع والإتيان بالجديد وإنتاج أفكار نوعية ويتسمون بالتفكير الناقد والطموح وليس من السهل ترويضهم، لكون الإذعان والمسايرة والاستسلام ليست من سماتهم.

منهج

وأضافت: إذا أردنا أبناء مبدعين فنحن بحاجة إلى الأهالي المبدعين والمعلمين المبدعين، ولكن غالباً ما يصطدم الأبناء والأهالي بمعلمين وإدارات مدرسية تصر على انتهاء مسؤوليتها عند حدود المنهج الدراسي، وكثيراً ما يتعرض الأطفال لمواقف تعرقل تميزهم، فقد يوصفون بالمشاغبين بسبب حبهم للاستطلاع والمعرفة، كما قد يخفون مواهبهم لكسب مودة الآخرين.

معوقات

وحول معوقات تنمية المواهب، قالت: التربية الموجهة نحو النجاح الدراسي فقط، وإظهار الغضب من كثرة طرح الأسئلة أو الاختصار بالإجابة، والميل دائماً نحو مكافأة الأبناء الذين يبدون سلوك الطاعة الإذعان والمسايرة، وعدم ربط الأبناء الموهوبين بالمؤسسات المعنية برعايتهم.

مفاهيم

وأوضحت نهى الكسواني، محاضرة في مجال تطوير الذات، أن التمييز بين الإبداع والموهبة والذكاء والعبقرية، ضرورة وقالت: الإبداع هو النظر للمألوف بطريقة غير مألوفة لحل مشكلة أو التطوير، بينما يمكن تعريف الموهبة بالاستعداد للتفاعل والبراعة في مجال ما وهي بحاجة لمن يكتشفها ويصقلها لتبلغ أقصى مدى لها.

في حين أن الذكاء عبارة عن مجموعة من القدرات التي تمكن الفرد من اكتساب المعرفة واستخدامها في حل المشكلات واتخاذ القرارات والتكيف مع البيئة والمحيط، أما العبقرية فتعني امتلاك الفرد لقدرات عقلية وإبداعية تساعده على التوصل إلى نتاجات ممتدة زمنياً وذات قيمة للمجتمع.

إهمال

وقالت: تتطلب رعاية الموهوبين تكاتفاً وتعاوناً كبيرين بين المدرسة أو الجامعة مع الأسرة، والظروف الاجتماعية أو الفقر ليست مبرراً لإهمال هذه الفئة.

لاسيما وأن الأحداث التاريخية تؤكد أن معظم العباقرة والمخترعين والقادة الموهوبين تربوا وترعرعوا في بيئات فقيرة وإمكانات متواضعة، ثم إن علينا تطوير عملية التعليم بما يتيح للأطفال التعبير عن مواهبهم وتنميتها، فطول ساعات الدراسة ينعكس سلباً على تحصيلهم الأكاديمي وصحتهم.

نتيجة

يمكن أن يكون الإبداع غالباً على حساب الانسجام الاجتماعي، حيث قد يفصل الفرد عن الجماعة، وكنتيجة لاختلاف التفكير أو طرائق التعبير، تتم معاملة الشخص المبدع بسوء فهم أو بسخرية أو بنقد لاذع.

Email