الأعمال الراقية فقدت بريقها

«التيك أواي» تفرض الفوضى على الأغنية العربية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تكن الأغاني قديماً مجرد كلمات ولحن، بل أعمال تترجم حالات الهجر والنسيان، الانكسار والأفراح التي يعشيها الشارع العربي، ولكنها مع الوقت تحولت إلى ضجيج وفوضى، لتتوارى الأعمال التي تحمل قيمة فنية أمام أغاني «التيك أواي» التي سيطرت على السوق الغنائي. «البيان» سألت عدداً من النجوم عن كيفية اختيارهم لأعمالهم، وصمودهم أمام الموجة الهابطة من الأغنيات.

الأغنية الملتزمة

يرى الفنان علي عبد الستار أن الجو العام للفن ليس عليه رقابة، فتجد أغاني «التيك أواي» التي تصنع في 24 ساعة، لتظهر للجمهور بشكل ضعيف، لأنه في الواقع لم يبذل أحد جهداً لكي تكون على المستوى المطلوب، فالأغنية الملتزمة التي تعيش مع الناس تحتاج إلى فترة تحضير، مشيراً إلى أنه يخجل من كلمات وألحان تعرض عليه، ويرفض أن يضع عليها صوته، لأنها تكون دون المستوى.

عالقة في الأذهان

«الصوت وحده لا يكفي للنجاح» هكذا بدأ الفنان علي الحجار حديثه، قائلاً: الاختيار الجيد للأغنية التي تحمل أحاسيس ومعاني، إضافة إلى أن الحضور والكاريزما للفنان يساعدان على الوقوف على بداية الطريق الصحيح، فوالدي علمني أن المطرب من المفترض أن يختار أغاني تظل موجودة بعد وفاته، ولا تموت وهو لا يزال على قيد الحياة.

فالنجوم الكبار أمثال أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش، رحلوا عن الحياة بأجسادهم، ولكن أعمالهم ستظل عالقة في أذهان الجمهور.

مرحلة انتقالية

ترى الفنانة لطيفة أن الفن يعيش مرحلة انتقالية، لأنه مرآة المجتمع، فهناك الهادف والجيد، وهناك من ليس له علاقة بالفن من الأساس، مشيرة إلى أنها حينما تستمع إلى أغانيها التي سبق وقدمتها تقول لنفسها «برافو» لأنه لو كان فنان آخر قدم هذه الأغاني الجميلة، بالتأكيد كانت ستشعر بالغيرة.

تضيف لطيفة:90% من أغنياتي تشبهني، فأنا لا أقدم عملاً لست مقتنعة به، فحينما كنت أجلس مع المؤلف عبد الوهاب محمد، كنت أتحدث معه عما أشعر به في ذلك الوقت، وكأنني أطلعه على فكرة ما.

المحتوى والمضمون

تختار الفنانة هند البحرينية أغانيها بعناية، فهي لا تلهث وراء الكم ولكنها تبحث دائماً عن المحتوى والمضمون، عن الكلمة الراقية التي تضيف لرصيدها الفني. وتضيف هند: للأسف الساحة البحرينية تعاني من عدم وجود شركات الإنتاج.

العودة بالزمن

الفنانة لينا شماميان كانت تحلم أن يعود بها الزمن إلى الوراء لكي تعيش شبابها في فترة الستينيات، وتبرز موهبتها بصورة أكبر، فكل شيء كان حقيقياً المسرح وطريقة الغناء. تضيف شماميان: الجمهور بحاجة إلى سماع الأعمال الراقية بدليل أن حفلاتي كاملة العدد، ولكن المشكلة تكمن في شركات الإنتاج التي تفرض نجوماً بعينهم، والإعلام الذي يسلط عليهم الضوء.

Email