طالبت بضخ دماء جديدة في كتابة النصوص

نهلة الفهد: «خيانة وطن» نقلة محلية نوعية

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم سخاء الموسم الرمضاني، وامتلاء سلته على آخرها بباقة درامية متنوعة، إلا أن هذا السخاء لم يشفع لصناع الدراما، الذين تتسلل من بين أياديهم تفاصيل تجبر المُشاهد على تجاهل أعمال كثيرة.

ولأن التفاصيل لا تمر مرور الكرام على أصحاب التخصص، وخصوصاً في مجال الإخراج، كان للمخرجة نهلة الفهد وقفة مع دراما رمضان، استحضرت فيها أبرز الأعمال، مؤكدة أن الدراما العربية تفوقت على الخليجية، ومعبِّرة عن استيائها من التكرار الذي تعاني منه الدراما المحلية، مشيرة إلى ضرورة أن يستفيد صناعها من النقلة التي أحدثها مسلسل «خيانة وطن».

«البيان» تواصلت مع نهلة الفهد، التي انتقت من سلة رمضان بعض الأعمال، بعد عملية فرز أبقت على «أفراح القبة» عملاً في رأس القائمة، وعنه قالت: لفت نظري هذا المسلسل، الذي أجبرني على متابعته، كونه عملاً متكاملاً من حيث القصة وأداء الممثلين فيه، والرؤية الإخراجية والحقبة الزمنية التي تناولها، وطريقة الطرح والتنفيذ، وإضافة إلى الموسيقى التصويرية، وغيرها من تفاصيل وجماليات، وأرى «أفراح القبة» من أجمل وأقوى الأعمال لهذا العام، وهو بالفعل يستحق المشاهدة.

جرأة واختلاف

ولجرأته واختلافه، فقد لفت «خيانة وطن»، أنظار نهلة الفهد، التي توقفت أمامه طويلاً، معتبرة إياه نقطة تحول في مسيرة الدراما الإماراتية، وقالت: نجح «خيانة وطن» منذ حلقاته الأولى، في أن يجذب أنظارنا، ويمتلك عقولنا وقلوبنا، وقد استطاع أن يثير اهتمامنا وشغفنا بمعرفة الحقيقة، من خلال طرحه لقضية مهمة، يجهل الكثيرون أبعادها وجذورها، والمسلسل غني جداً، بما يحمله من توعية ورسائل هادفة.

ولفتت الفهد، إلى أن «خيانة وطن» نقلة نوعية، وجاء في وقت كانت الدراما الإماراتية بحاجة فيه لمثل هذه النقلة، وقالت: كان من الضروري أن ننتقل في الدراما المحلية من الأعمال الكوميدية والتراثية التي اعتدنا عليها، إلى عمل سياسي وطني بحت، يناقش قضية مهمة بهذا الحجم.

دماء جديدة

وطالبت الفهد، صناع الدراما المحلية، بالاستفادة من هذا التطور الذي أحدثه «خيانة وطن»، مشيرة إلى أن الأعمال الإماراتية لا تزال تدور في نفس الحلقة، وقالت: تابعتُ المسلسلات المحلية، وأراها لا تزال تسير على نفس الخط، فلا تجديد فيها، ولم يلفت نظري شيء تجاهها، إذ لم تحتوِ على رؤية أو نقلة أو قصة جديدة، رغم أننا في كل سنة نرى مجموعة من الكُتاب في فترة المهرجانات السينمائية والمسرحية، تسبقهم أفكارهم الإبداعية في تقديم نصوص قوية ومتميزة، فلماذا لا يتم استثمارهم في ورش كتابة للخروج بأفكار مختلفة، ولماذا لا يُنظر إلى طاقاتهم ومهاراتهم لضخ دماء جديدة في كتابة النصوص، وخصوصاً أن هؤلاء الشباب طموحهم كبير، وبحاجة إلى دعم ومشاركة في الأعمال الدرامية.

رواية ودراما

وانتقلت الفهد للحديث عن الدراما الخليجية، منتقيةً «ساق البامبو» من بين مجموعة كبيرة من الأعمال، وقالت: من الجيد أن نستعين بنصوص الروايات، لكني لا أفضل أن يتحول الأمر إلى موضة، لأن كتابة الرواية تختلف عن كتابة النص الدرامي، ومن الصعب توظيف السرد في الرواية على هيئة حوار درامي وتلقينه للمُشاهد، لأن ذلك كفيل بأن يُقحم المط بالأحداث، وهو ما لاحظته في «ساق البامبو»، إلا أنه يُحسب للعمل، اختيارات الممثلين واللمسات الإخراجية. وذكرت الفهد أنه من الصعب تحويل الرواية إلى عمل درامي، وخصوصاً إذا كان للرواية جمهور كبير، مؤكدة أن كثيرين تفاعلوا مع الرواية، إلا أنهم لم يتقبلوها كمسلسل، إذ أخبرها أكثر من شخص، بأنه أوقف متابعة المسلسل، حتى لا يُفسد ذلك جمال الرواية في أذهانهم.

أداء

وعبَّرت نهلة الفهد عن إعجابها بأداء مجموعة من الفنانين، تألقوا هذا العام بتمثيلهم المتقَن للشخصيات التي أدوها، ومنهم منى زكي وجمال سليمان وصابرين، الذين أبدعوا في «أفراح القبة»، وصفقت لسعاد عبد الله في «ساق البامبو»، مشيرة إلى أنه لا يعلى على أدائها، كما أثنت على كل الممثلين المشاركين في «خيانة وطن»، وعلى رأسهم حبيب غلوم، الذي برع في تقمص دوره، ومرعي الحليان، الذي تميز في أدائه.

أخطاء

أشارت الفهد، إلى أن أعمال كثيرة احتوت على أخطاء إخراجية وفنية، لا سيما في الدراما الخليجية، التي عانت هذا العام من قبضة الرقابة، وقالت: نصوص عدة لكُتاب خليجيين رُفضت ولم تُجزها الرقابة، ما وضع المنتجين في مأزق، ما اضطرهم إلى الانتقال إلى دول أخرى للتصوير فيها، ومحاولة تأسيس بيئة كويتية تناسب أحداث العمل، وهو ليس بالأمر السهل، كما أنه يؤثر في المصداقية، ويؤدي لحدوث أخطاء، إلا أنه يبقى للرقابة الكويتية قوانينها واحترامها.

Email