عين على المضمون وأخرى على الشهرة

نجوم في رحلة البحث عن الدور

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

الممثلون لديهم وجهة نظرهم الخاصة في اختيار أدوارهم، فهناك من يفضّل الأدوار المركبة والأخرى التي تحمل نوعاً من التنوع، وهناك من يضع نفسه داخل قالب محدد لا يستطيع الابتعاد عنه، وآخرون يسعون فقط إلى الشهرة والمادة، فلا يفكرون في عمق الدور أو تأثيره. «البيان» سألت عدداً من النجوم عن كيفية اختيار أدوارهم، وما هو المقياس الذي يجعلهم يوافقون على الاشتراك في أعمالهم المختلفة.

ضحك من القلب

ترى ياسمين عبد العزيز أن الجمهور في حاجة للضحك، وسط الهموم، التي يقابلها في الحياة، فالمشاهد يريد أن ينسى مشاكله، وأن يدخل إلى عالم آخر مختلف عن الذي يعيشه، لكي يخرج من الحالة النفسية والظروف الصعبة التي تمر بها، أما بالنسبة للتراجيدي فهي تفكر في خوضه، ولكن ليس في هذه المرحلة، فالتنوع مطلوب سواء للمشاهد أو بالنسبة لها.

احتياجات مادية

تؤكد هند صبري أن دور علا عبدالصبور، الذي جسدته في مسلسل «عايزة أتجوز»، من أقرب الشخصيات إلى قلبها، فبعد انتهاء المسلسل كنت أقوم بحركاتها، وأصدقائي وقتها كانوا ينادوني باسم علا، أما فيلم «أسماء» فعلى الرغم من أنه من أكثر الأدوار الثقيلة التي جسدتها، إلا أنني لم أتأثر بالشخصية بعد انتهاء العمل.

حيث أكون مشتاقة لشخصيتي الحقيقة، فكنت أقوم بخلع المنخار والملابس وأعود هند من جديد. وتضيف: أنا صادقة مع نفسي ومع جمهوري، وأبذل قصارى جهدي، لتقديم أعمال راقية ومختلفة..

وتتابع: أنا لست محتاجة للعمل فلديّ زوج يتكفل باحتياجاتي ولست مرغمة على العمل، وتقديم أعمال لا تناسبني مثل بعض الفنانات اللائي يضطررن للموافقة على أدوار لا تليق، بسبب احتياجاتهن المادية.

خدش الحياء

تفضل هيفاء حسين التنويع في أدوارها، ولكنها في الوقت نفسه ضد خدش الحياء، مثلما تفعل بعض الفنانات اللواتي يعتمدن على جمالهن، تقول هيفاء: بعض الفنانات يتجهن لارتداء ملابس غير مناسبة وأدوار لا تضيف شيئاً لرصيدهن، ظناً منهن أن هذا هو الطريق الأسهل للنجومية..

وهذا بالتأكيد مفهوم خطأ لأننا تربينا على الفن الراقي، وعلى أعمال كبار النجمات مثل سعاد عبدالله وحياة الفهد وغيرهن من النجمات الرائعات اللواتي يجدن الفن دون تصنع، في حين يتحدى خالد أمين نفسه في تقديم هذه الأدوار المركبة، التي تثبت قدراته التمثيلية التي تتطلب في الوقت نفسه جهداً كبيراً أمام الكاميرا، سواء فكرياً أو تمثيلياً، إذ تمر الشخصية التي يلعبها بأكثر من مرحلة، مشيراً إلى أن الجمهور يفضل نوعية الأدوار المركبة حتى لو انتقدها في البداية، لأنها تجسد واقعاً نعيش فيه.

اختلاف الأدوار

من جهة أخرى، يقول يوسف الخال: أحرص دائماً أن ألعب أدواراً لا تشبهني، وأنا ضد من يقول «اخترت الدور لأنه يشبهني»، لأنه أمر مناقض تماماً لفن التمثيل.

إن أصول لعبة التمثيل هو أن يجيد الممثل ممارسة ما لا يحب ولا يفكر به، وعليه أن يتخلى من ناحية الشكل والمضمون عن طريقته في المشي والأكل، لأن العمل في هذا المجال هو تحدي الإنسان على الخروج من نفسه. كان هناك القليل من التشابه في أدواري السابقة، لأني أحاول أن أجد تمثيلياً ما يستفزني حتى أخرج من نفسي وألعب دور الممثل.

عمق وفلسفة

يرى خالد أبو النجا أن الأفلام ليست فقط للتسلية، ولكنها لا بد أن تحمل عمقاً وفلسفة، ويقول: لا أستطيع أن أقدم عملاً سينمائياً لمدة ساعتين، ولا يخرج بعدهما المشاهد منه وهو يحمل فكراً أو مضموناً، أو معنى مهماً يجسد الحالة التي نعيشها، حيث نجد في فيلم «فيلا 69» المسن الذي ينتظر الموت، ولديه آراؤه التي يغلق عليها الباب، وليست قابلة للنقاش.

ولكنه لا يشعر بالسعادة إلا بعدما يعطى ويفتح قلبه لحفيده. وهذه هي الرسالة الواضحة في كيفية تحول هذا الرجل من رجل إقصائي إلى حد كبير، ويرفض الاستماع للآخرين إلى رجل معطاء، ويتقبل الآراء الأخرى من حوله، يشعر بوجوده وفائدته في الحياة بالعطاء والحب.

Email