معرض تواصل يستلهم لوحاته من أعمال لـؤي كيالي

التشكيلي السوري إيزولي يحاور بريشته زمنين

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حالة من الذهول تتملك الزائر لحظة دخوله معرض «التواصل» للتشكيلي السوري الياس إيزولي في غاليري «أيام» بمركز دبي المالي العالمي، ليجد نفسه قبالة لوحات تجعله في حيرة كما لو أنه معلق بين زمنين.

وسبب هذه الحالة وقوفه أمام لوحات تحاكي بالتكوين والشخصية والموضوع لوحات الفنان السوري لؤي كيالي «1934-1978»، الذي يعتبر من رواد فن الحداثة في العالم العربي.

وسرعان ما يدرك الزائر بعد مشاهدته لأولى اللوحات، الفكرة التي يتناولها إيزولي في أعمال معرضه الذي يستمر حتى 3 مارس المقبل، وتتمثل هذه الفكرة في استمرارية معاناة الإنسان منذ زمن كيالي الذي ترك إرثاً من الأعمال التي صور فيها واقع ومعاناة الناس البسطاء، وحتى الزمن المعاصر.

وتكمن المفارقة بين أعمال كيالي وبين لوحات إيزولي، في المنظور المعاصر على صعيد المضمون، حيث يستمع ماسح الأحذية عند إيزولي إلى الموسيقى عبر جهازه الصغير، كذلك اختلاف منتج بائع الورد الذي استبدله بالحلوى المستوردة كشوكلاتة «كيتكات»، الورد الذي استبدله بورق الكوتشينه في لوحة الامرأتين وغيرها، وصولاً إلى لوحة كيالي الملحمية «ثم ماذا؟» حيث استبدل إيزولي الرجل المنكسر بين جوقة نساء في الحداد، بسوبرمان البطل الخارق الذي يروج له الزمن المعاصر.

تقنيات خاصة

وحرص إيزولي على استخدام ألوانه المعاصرة وأسلوبه في الرسم وتقنياته الخاصة، مثل الكانفا ذات الشكل الزخرفي الهندسي النافر ليرسم على سطحها لوحته، في حين كان يستخدم كيالي الخشب المضغوط بدل الكانفا مع ألوان ترابية قريبة من البيئة المحلية.

 ونظراً لما أثاره المعرض من جدل واسع بين زواره من الفنانين والمعنيين بالشأن الفني في ظل تعذر حضور الفنان لمعرضه، اتصلت به «البيان» لنقل وجهة نظره الخاصة التي دفعته لمحاكاة أعمال كيالي ولخص فكرته بتواضع قائلاً: «انطلقت بفكرتي من (الثابت والمتحرك) فيما يرتبط بحالة الإنسان بين الماضي والحاضر، وكان الأقرب إلي والأحب إلى نفسي أعمال فنان الإنسانية لؤي كيالي. أنا لم أتطلع إلى شهرة من خلال محاكاتي لأعماله، بل أردت رصد الواقع الإنساني الذي لا يزال مفقوداً حتى يومنا هذا، أما الإعداد للمعرض فاستغرق مني إنجاز اللوحات أكثر من عام».

سيرة

تجلت موهبة إلياس إيزولي، ليقيم أول معرض فردي له وعمره 17 عاماً فقط. وعرفه الجمهور في دبي من قبل من خلال مشاركته في معارض جماعية وفي مزادات أيام، ويتميز أسلوبه برسم البورتريهات بمعالجة لونية خاصة تجمع ما بين خطوط التكعيبية والمعالجة الرقمية والإحساس التعبيري العالي.

Email