فنانون عالقون بين مجاملة كاذبة وصراحة مؤلمة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في مناسباتهم، واحتفالاتهم يمطرون بعضهم البعض بقبلات وأحضان تعبيراً عن الافتقاد والحب، البعض يقوم بذلك تحت مسمى المجاملات والمحسوبيات والمصالح المشتركة وأحياناً الذكاء الاجتماعي، والبعض الآخر يرفض أن يكون بوجهين ويتبع سياسة الصراحة، حتى لو كانت ستجلب له كثيراً من المشاكل.

الفنانون وضعوا أنفسهم بين كفتي الميزان المتأرجح، في محاولة منهم للإمساك بالخط الرفيع الذي يفصل بين المجاملة الكاذبة والصراحة المؤلمة.

وجوه متعددة

تؤكد الفنانة فيفي عبده أنها ضد التمثيل في مشاعرها تجاه الآخرين، وتُعلن أنها ليست بوجهين، بحسب قولها، كما أنها لا تمانع من تجاهل أي فنان لا تحترمه، أو تشـــعر بضيق منه لأي سبب من الأسباب، مشيرة إلى أن هذا النهج في العلاقات الإنسانية غير متوفر في الوسط الفني الذي يتسم بالزيف والمجاملات التي يعلوها سقف الكذب «المفضوح».

أصابع الاتهام

من جانبها، أشارت الفنانة لطيفة إلى أن هناك فرقاً كبيراً بين المجاملة والاحترام، وكثيرون أثناء تقديمها برنامج «يلا نغني» كانوا يظنون بأنها ستجامل أصدقاءها النجوم، ولكن ما حدث كان عكس ذلك تماماً، وفي ذلك تقول: «كل النجوم الذين استضفتهم في البرنامج، استغربوا كثيراً عند استضافتي لهم، فوجدوني أحفظ أعمالهم، وأنا بسيطة وغير متكلفة معهم، حيث إنني أحفظ لهم أغاني هم في الواقع نسوها مع مرور الوقت».

بينما ترى الفنانة أريام أن الوسط الفني أرض خصبة للمجاملات والمحسوبيات، والتي بدورها قد تجعل فناناً يصعد على حساب فنان آخر حتى لو لم يكن يمتلك الموهبة التي تؤهله لذلك، ولأنها لا تستطيع التمثيل وادعاء أمور لا أساس لها من الصحة، توجه لها أصابع الاتهام بأنها مقلة في أعمالها الفنية، مؤكدة أن معايير الفن تغيرت.

خطوات فنية

في حين قال الفنان خالد عبد الرحمن إنه يضطر أحياناً للمجاملة عندما يقبل ببعض الأعمال الفنية لإرضاء أذواق الجمهور، وكذلك عندما يعبر عن رأيه في أعمال فنانين آخرين، وهو يعتبر ذلك نوعاً من الذكاء الاجتماعي، أما الفنانة نادين الراسي فهي ترفض مبدأ المجاملة، وفي ذلك قالت: أنا إنسانة صريحة وأرحب بالنقد قبل الثناء على أعمالي، وخطواتي الفنية ثابته، وعندما أتعرض لتوقف أعمالي الفنية دون سبب واضح، لا أفتش عن السبب ولا أنظر ورائي.

خط رفيع

يرى الفنان نبيل شعيل أن المجاملات لا تقتصر فقط على الوسط الفني بل هي موجودة في كل مكان، وقال: تنشأ بين الموظف والمدير علاقة مجاملة أدبية، وكذلك بين الطالب والاستاذ، وأيضاً بين الفنانين ولكن ليس معنى ذلك أن تتحول المجاملة إلى نفاق، حيث يوجد خط رفيع بينهما لا يجب تجاوزه.

من ناحية أخرى، تقول الفنانة لينا شماميان: أشعر أنني جئت إلى الدنيا في التوقيت غير المناسب، فأنا كنت أحلم أن أعيش شبابي في فترة الستينيات، صحيح أن المنافسة بالتأكيد ستكون شرسة، ولكن في الوقت نفسه، كانت هناك نهضة فنية وثقافية، فكل شيء كان حقيقياً سواء في المسرح أو طريقة الغناء.

عفوية وصراحة

أما أشجان، فقالت: ربما عفويتي وصراحتي أوقعتا بي في مشاكل عديدة، فأذكر أنني في إحدى المرات عبرت عن رأيي في عمل درامي بصراحة، وتطرقت إلى نقاط الضعف التي وقع فيها، فكانت النتيجة هجوماً شديداً، وعدم تقبل وجهة نظري، ما جعلني أغير قاعدتي واضطر للمجاملات عند سؤالي عن عمل درامي معين، حيث أضع يدي على الإيجابيات والسلبيات بطريقة لا تغضب من يقف أمامي.

Email