كتاب جديد يفضح المرأة الحديدية

تاتشر استخدمت أسلحة الأنوثة ضد منافسيها

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

مارغريت تاتشر امرأة «مجردة من المبادئ الأخلاقية بشكل هائل»، توظف حيلها الأنثوية لإحراج منافسيها السياسيين وإخراجهم من الساحة، وإرغامهم على الإذعان، هذا ما أفصح عنه الصحافي البريطاني المخضرم تشارلز مور في كتاب جديد، أكدت معطياته أن المرأة التي اقترن اسمها بصفة الحديدية كانت سريعة التأثر، وشعرت بأذى عميق، حين نعتتها الملكة إليزابيث باللامبالاة حيال ممارسات نظام التفرقة العنصرية في جنوب إفريقيا.

 

وأفادت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، في تقرير نشر أخيراً، بأن رئيس التحرير السابق لمجلة «سبكتاتور» المحافظة تشارلز مور، أنجز الجزء الثاني من سيرة الحياة الرسمية لرئيسة الوزراء السابقة مارغريت تاتشر بعنوان «كل ما تتمناه». وفضح على امتداد صفحاته السلاح السري لتاتشر، مؤكداً أنها كانت تلجأ للمغازلة والتودد للتغلب على دهاء نظرائها الرجال، وكانت تحبط مناوراتهم بتصرفات يعجزون عن القيام بها كذكور.

أشار الكتاب لاستعراض تاتشر ما أسماه بـ «المشاعر الجياشة» وتمتعها بـ «نفحةٍ من اللاعقلانية»، وقال مور في حديث مع صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية: «كانت تعلم أنها تستطيع التغلب على الرجال من خلال القيام بتصرفات لا يستطيعون التمثل بها كرجال، فإما أن تلجأ إلى التودد والملاطفة، أو تبالغ في إظهار العواطف على نحو يشعرون بالحرج في القيام بمثله، أو كانت تتصرف بنوع من اللاعقلانية الخالصة بما يشبع غرورهم بالسخرية من كونها امرأة، ويتيح لها بالتالي استغلال الوضع لصالحها».

وأكد مور أنها كانت دائمة الشعور بعدم الحصانة، بالرغم من سلسلة انتصاراتها الانتخابية. وقال: «مع أنها كانت تجيد فن الجدال والمناقشة، إلا أنها كانت مجردة من المبادئ الأخلاقية على نحو كبير».

كان إحساسها بأنها استثناء في عالم يحكمه الذكور دافعاً قوياً يقف وراء سحقها لزملائها والنيل منهم، وقد وصفها أحد أعضاء الحكومة البريطانية السابقين بالقول إنها كانت تتصرف على أنها «والدة الجميع سيئة المزاج».

وتابع مور، الذي قيل عنه يوماً إنه «الابن الذي تمنت تاتشر لو كان من صلبها»: «لقد استغرقت وقتاً طويلاً لأستوعب السبب الذي دفع بغالبية زملاء تاتشر للرغبة في رحيلها، عقب الفوز الساحق الذي حققته في انتخابات 1983. لقد طغى الشعور بالضعف والتداعي في جميع الأوقات. لا شك بأني أقدر شجاعتها، إلا أن تلك القوة الغريبة في شخصيتها كانت توتر كل من حولها».

 

أما عن علاقتها بالملكة إليزابيث، فوصف مور لقاءاتهما بالمقتضبة، الحافلة بالضجر والغضب، ولمح إلى أنها أظهرت الناحية الضعيفة للمرأة الحديدية. وأقر مور بأنه سرعان ما أدرك أن «كل ما يرتبط بمارغريت يدور حول نوع العلاقة التي كانت تؤثر على طريقة قيامها بالأمور، وهو أمر مفاجئ للأشخاص الذين يظنونها مجرد آلة حاسبة، بسبب إلمامها المذهل بالتفاصيل. إلا أن المنحى الدبلوماسي لم يكن يسير على هذا النحو بالنسبة لها».

 

وأضاف مور أنه «طالما أخطأت الأفلام والمسرحيات في تصوير علاقة تاتشر بالملكة، حيث إنها اعتمدت الكوميديا، وأظهرت تاتشر تملي على إليزابيث ما عليها فعله، وهو أمر غير صحيح». وأشار إلى أن «الوضع أقرب إلى وجود سيدتين في موقع القوة، معتادتين على أن يحيط بهما الرجال، ولا ترتاحان في حديث إحداهما للأخرى كامرأة إلى امرأة».

وذكر مور أن تاتشر شعرت بأنها جريحة، بعد أن وصفها السكرتير الإعلامي للملكة بأنها غير مكترثة وتقسيمية اجتماعياً، بعد جدال حول نظام التفرقة العنصرية في شمال إفريقيا.

 

وأسفر عدم التوافق بين قصر بكنغهام وداونينغ ستريت حول فرض العقوبات على جنوب إفريقيا عن صدور عناوين تشير إلى خيبة أمل الملكة من جراء لامبالاة تاتشر. إلا أن إليزابيث سارعت للاتصال بماغي للاعتذار ونفي أن التعليقات الواردة في الصحف تعكس موقفها من القضية، على حد قول مور.

 

وأشار مور إلى أنه على الرغم من سرعة البديهة التي كانت تاتشر تتحلى بها مع النكات القصيرة، إلا أنها لم تكن تفهم معنى تلك النكات التي تنطوي على تورية وإساءات مبطنة.

Email