ظاهرة

مهرجون يستثمرون في الساحة الحمراء

مقلدو الشخصيات التاريخية انتشروا في الساحة الحمراء

ت + ت - الحجم الطبيعي

يجتاح مشهد النزاع بين قائدي البروليتاريا العالمية ستالين ولينين حوار المقلدين ومسؤولي مدينة موسكو، بما يعكس الجانب الرأسمالي المحيط بوجهة السياح الرئيسية في روسيا. وهو مشهد عشرات من مقلدي الشخصيات المتخصصين في تقمص الحكام الديكتاتوريين وتسلية جماهير السياح المشجعين بالقرب من الساحة الحمراء، والتهافت للحصول على أموالهم.

 

أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، في تقرير نشر أخيراً، أن الميادين المجاورة للساحة الحمراء في روسيا تكتظ بعدد من مقلدي الشخصيات الساعين لكسب الرزق من السياح. فالتقاط صورةٍ مثلاً مع مقلد شخصية إيفان الرهيب قد تبلغ كلفتها 200 روبل، أي ما يعادل ثلاثة دولارات وصولاً إلى ألف روبل، حسب مهارات السائح في التفاوض.

في ظلال الكرملين يتعارك شبيها جوزيف ستالين وفلاديمير لينين لاقتسام أرباح مشروعهما الصغير، حيث يشعر الأخير بأنه لم يحصل على حصته العادلة، فيما يبدي شبيه ستالين حزناً واضحاً على خيانة رفيقه وتشكيل حلف تمثيلي مع لينين آخر.

وقال إيغور غوربنوف، مقلد شخصية لينين، إن شبيه ستالين، لطيف فالييف، قد تبعه مرة إلى أحد الطرق الفرعية بالقرب من الساحة الحمراء،وطعنه في ظهره بواسطة مظلة، خضع على إثرها للإسعافات الأولية، وسجل شكوى رسمية ضده، لكنه ما لبث أن سحبها، مدعياً أنه سامح فالييف،الذي أنكر اشتباكه مع زميله، وطالب بدفعة من المال للإجابة عن أية أسئلة.

وانتشرت ظاهرة تقليد الشخصيات وسط الساحة الحمراء،في منتصف التسعينيات، مع تحول روسيا إلى الرأسمالية وانفتاحها على السياح. وكان «لينين الضخم» أول من بدأ الاستعراض، وفقاً لسيرغي سولوفيوف، مقلد لينين البالغ 57 عاماً من العمر. ويعمل حالياً في الساحة عينها ستة مقلدين لستالين وثمانية للينين، يعرفون جميعاً بألقابهم التمثيلية.

ويتمتع «لينين الأبيض» ببشرة شاحبة اللون، أما «لينين الخشبي» فلا يقول الكثير، ويبدو «لينين الثمل» متأرجحاً قليلاً. ويذكر أن شخصيات سياسية شهيرة أخرى، من أمثال القيصر نيقولا الثاني وكارل ماركس والرئيس الأميركي باراك أوباما،قد وفدوا إلى الساحة ورحلوا، في حين بقي البلاشفة المفضلون.

وقال سولوفيوف: «يصعب العمل واقفاً على قدميك طوال النهار، كما أن الأمر غير سهل من الناحية الأخلاقية، سيما حين تسمع كثرا يهتفون (اذهب إلى الجحيم. ماذا فعلت بروسيا؟)!»

وبدأ سولوفيوف،الذي يعتبر أطول قامةً بقليل من لينين الحقيقي، العمل في الساحة قبل عقد من الزمن،بعد أن شذب ذقنه،وقالت له زوجته ومدير في مرأب تصليح السيارات إنه يشبه القائد البلشفي.

اليوم، وبعد استقالته الجزئية من عمله كميكانيكي، يكسب سولوفيوف حوالي 12 ألف روبل شهرياً، وقد ضاعف أجرة التقاط الصورة معه إلى 200 روبل بعد انهيار عملة روسيا.

وبرزت بعض التحفظات على عمل المقلدين، فقال سيرغي مالينكوفيتش، زعيم كتلة الشيوعيين الراديكاليين، في بيان له، أخيراً: «لا يحق لأحد تقمص شخصيتي لينين وستالين!»

أما بعض المشرعين فيعتبرون أن المقلدين يمارسون عملهم ضمن مساحة قانونية رمادية،ويدعون إلى إرغامهم على الحصول على تراخيص مقابل ألف روبل في الشهر. ويرد سولوفيوف على ذلك،مشيراً إلى أنه غير قلق بالقول: في روسيا الرأسمالية يقول هذا اللينين إنه شرعي.

Email