زهرة توارت خلف أشواك المنتجين

المرأة في سوق الكليبات سلعة الغناء الهابط

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«جبار في رقته جبار...في قسوته جبار»؛ بهذه الكلمات البسيطة كان يعاتب حليم محبوبته، واصفاً قسوتها ورقتها بالجبارة المدمرة، أما اليوم فالشتائم والاستهزاء بالحبيب أصبح سائدا، حيث نجد تامر حسني يعاتب حبيبته ويقول لها «أرجعلك يعني حرقة دم»، لم يقف الأمر عند هذا الحد؛ بل أصابتنا الأغاني بنوع من التلوث البصري والسمعي، فالمرأة في هذه الأغنيات لا تخرج عن كونها راقصة تتمايل على الإيقاعات، فأصبحت سلعة في سوق الغناء الهابط، تباع وتشترى، ووسط هذه الموجة توارى الفنان الحقيقي، وتقاعد في بيته نظراً إلى عدم توافر إنتاج لأعمال ذات قيمة.

 تاريخ فني

 لا يقدم الفنان علي الحجار سوى الأعمال الراقية، فوالده علمه أن المطرب من المفترض أن يختار أغاني تظل موجودة بعد وفاته، ولا تموت وهو لا يزال على قيد الحياة، لذلك ينصح الفنانين الجدد، بأن الصوت وحده لا يكفي لنجاح الفنان، وإنما الاختيار الجيد للأغنية التي للأسف تدهورت كثيراً عما سبق، فالمفردات والمعاني لم تعد تحمل أحاسيس مثل السابق. الحجار على مدار تاريخه الفني يصر على الإنتاج على حسابه الشخصي لأنه وعلى حد قوله، حينما تتولى شركة إنتاج ألبومه لا يحقق النجاح لأنهم يتدخلون معه في اختيار الأغنيات التي لا تشبهه.

 الوردة الحمراء

 يقول الفنان ساموزين: أرفض تقديم هذه النوعية من الأغنيات، لأن المرأة من وجهه نظري كالوردة الحمراء يجب الاعتناء بها، والمحافظة عليها، ولكني أوجه عتاباً للإعلام والصحافة، لأننا نعيش حاليا في عصرهم؛ فمن المفترض أن تخاطب الصحافة الجمهور والنقاد، وليس الفنان والتنويه بخطورة هذه النوعية من الأغنيات على الفن، لأنه حينما تخاطبون الفنان تحققون له مزيداً من الشهرة، ويستمر بتقديم هذه النوعية حتى يصبح مثاراً للجدل بوسائل الإعلام. وأعتقد أن هذه النوعية من الأغاني لن تستمر طويلا؛ فالجمهور واعٍ ومثقف، ومدرك تماما للأغنية الجيدة والسيئة.

 سلعة في سوق الغناء

 ترجع الفنانة سمية الأمر وما يحدث من إساءة للمرأة في الأغنيات؛ لتبني شركات الإنتاج مواهب غير حقيقية تسعى وراء الشهرة بأي ثمن، فالغناء من وجهة نظرها تحول إلى سلعة تباع وتشترى لمن يدفع أكثر بغض النظر عن الصوت الجميل. إضافة للقنوات الفضائية التي لا تقبل بعرض الأغاني إلا بعد حصولها على مبالغ مالية كبيرة، مما يعني أن الساحة الفنية أصبحت ملكاً لمن يدفع أكثر. وتضيف: أرفض تقديم العري والإغراء في كليباتي لأنني أرى أن نجاح مثل هذه النوعية نجاح مؤقت لن يدوم طويلاً، ولو كانت هذه طريقتي لسرت فيها من البداية ولكني أعتمد على صوتي بالإضافة للكلمة واللحن الجيد، والكليب الذي لا يخدش الحياء، فأنا لا أريد تصنيفي كإحدى مطربات الإغراء، إنما أريد أن أصل لجمهوري عن طريق صوتي.

 أشباه الفنانين

 ترى الفنانة مليحة التونسية أن الفن تغير كثيراً عن الماضي قائلة: زمان كان الفن طرباً ومتعة ورسالة سامية ذات معان هادفة، أما الآن فتغير الحال للأسوأ، فالبعض اتخذ الفن وسيلة لتحقيق الكسب المادي وبأي طريقة كانت، فيقدمون أعمالاً دون المستوى اللائق، وأغاني أقل ما يقال عنها إنها مبتذلة لا تراعي المشاعر والذوق العام، فلم يعد مهماً اختيار الكلمات والألحان اللائقة بقدر ما يشترط توافر عدد من العارضات يقدمن المشاهد الجريئة بصورة تسيء للمرأة بشكل كبير، وتكمن الخطورة في أن التلفزيون يدخل كل بيت، لذا نجد «أشباه الفنانين» يطالعوننا في كل وقت.

Email