الأرض كانت مغلفة بالجليد

■ الجليد غلف الأرض فترة من الزمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتقد باحثون بجامعة برمنغهام الإنجليزية أن الأرض كانت عبارة عن كرة جليدية، أي غلّفها الجليد فترة من الزمن. ويلفت الباحثون إلى أن كوكبنا الأرضي عاش منذ ملايين السنين في فترتين جليديتين مماثلتين خلال فترة العصر الجليدي، منذ حوالي 640 و710 ملايين سنة. ويذكر الباحثون معرفتهم القليلة بشأن هاتين الفترتين اللتين مرتا بصورة سريعة.

وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية التي نشرت الدراسة الجديدة، أن العصر الجليدي الثاني، خلال فترة العصر البارد، لم يتبعه ذوبان مفاجئ للجليد كما كان يعتقد سابقاً. وبدلاً من ذلك، أوضح الباحثون أنه قد انتهى بتراجع منتظم للجليد، بسبب دوران الأرض حول محورها.

صخور رسوبية

وخلال الدراسة، حلل باحثون في جامعة برمنغهام الصخور الرسوبية التي تم استقاؤها من سفالبارد بالنرويج، والتي تعود للعصر الجليدي، إذ احتفظت تلك الرواسب بمواد كيميائية أظهرت وجود مستويات عالية من غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

 وأفاد الفريق البحثي أنه في تلك الحقبة، كانت مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون منخفضة عند بداية العصر الجليدي، إلا أنها تراكمت ببطء على مدى ملايين السنين، في الوقت الذي كانت درجات الحرارة في الأرض منخفضة للغاية.

وفي النهاية، فإن الدفء الذي سببه الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي بسبب وجود غاز ثاني أكسيد الكربون أدى لذوبان الأنهار الجليدية بشكل كافٍ لنقل الرواسب.

ومن هنا أظهرت الطبقات الرسوبية ارتفاع مستويات الجليد وتقهقرها، وكذلك تلاشي الظروف الباردة.

وتكشف الدراسة أنه عند تقهقر الأنهار الجليدية، تدفقت الأنهار وتشكلت البحيرات، لتعود بذلك أشكال الحياة البسيطة. ودعا الباحثون الجيولوجيون مجموعة من الفيزيائيين الفرنسيين لإنتاج نماذج مناخية متطورة لاختبار نظريتهم التي تشير إلى أن ارتفاع مستويات الجليد وتراجعها خلال تلك الفترة كان سببه دوران الأرض حول محورها في فترة قدرت بنحو 20 ألف سنة.

نافذة

قال البروفيسور إيان فيرتشايلد، وهو باحث رئيسي من قسم علوم الأرض والبيئة: لدينا الآن قصة أكثر ثراءً حول ما حدث في نهاية فترة كرة الأرض الجليدية. فقد أطل تحليل الرواسب على نافذة فريدة تكشف ما حدث قبل ملايين عدة من السنين.

Email