حبيب غلوم منافس قوي في أول إنتاجاته

«لو أني أعرف» هدف إماراتي في مرمى الدراما

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت مباراة الدراما الرمضانية، واستعدت كل الفرق للمواجهة، حماس الجماهير على أشده، ووتيرة الهجوم تتفوق على الدفاع بمراحل، وها هو الفنان حبيب غلوم ينضم كلاعب أساسي في فريق الإنتاج الدرامي الإماراتي، ليحرز منذ مباراته الأولى هدفاً احترافياً في مرمى الدراما، معلناً نفسه منافساً قوياً، ومؤكداً تصدره مرحلة ما قبل النهائيات في مباراة التميز التي تقام كل عام في مثل هذا الشهر.

« لو أني أعرف خاتمتي» مسلسل إماراتي بطولة هيفاء حسين، وعبدالمحسن النمر، وهدى الخطيب، وحبيب غلوم، ومرعي الحليان، وغازي حسين، وأمل محمد وشهد الياسين ونجوى الكبيسي وغيرهم، وهو أول إنتاجات حبيب غلوم الذي وضع فيه خلاصة خبرته الطويلة في مجال الفن، لتطل من بين جوانبه روحاً جديدة، ورؤية مختلفة تمثلت في النص الذي فرض نفسه كبطل، وفي الصورة التي تجذب المشاهد من أول مشهد، والكوميديا الجميلة التي تتخلل المشاهد بين حلقة وأخرى.

طاقة إيجابية

طاقة إيجابية ضخها قلم الكاتب المسرحي المبدع إسماعيل عبدالله، الذي نثر إبداعاته مُسخراً خبرات المسرح التي يمتلكها في خدمة الدراما، مستعرضاً سطوة المال وهشاشة النفس الإنسانية أمام المصالح، والأحقاد التي تطغى على المشاعر فتدفع الإنسان لبيع أقرب الناس إليه.

وفي أول اختبار درامي، أثبت إسماعيل عبدالله أنه على قدر التحدي، فالقصة جاذبة، أحداثها تستعطفك وتحايلك تارة، وتؤنبك وتصرخ في وجهك تارة أخرى، تستفزك بعاطفتها المنهمرة كالمطر، فتركض تحت زخاته بسلام، ليفاجئك الجبروت بقسوته مسلطاً سياطه على كتفيك، وأمام السيناريو والحوار، تجد أنك أمام لغة جميلة، وعبارات قوية، وكأن هذا الإسماعيل يحرك الشخوص بيديه، بحرفيةِ محرِّك دُمى.

محاور عدة يطرحها المسلسل، الذي يركز على 3 عائلات، الأولى عائلة هيفاء حسين المكوّنة منها ومن والدها وشقيقها، والثانية أسرة المليونير «فارس بن سيف»، المؤلفة منه وزوجته وبناتهما الثلاث وابنهما، وعائلة «العم سالم» التي تضمّ ابنته الكبرى وأبناء هجروه وتركوه وحيداً يعاني ظلم الحياة.

عند عتبات السيناريو تبدأ الحكاية، وينطلق الأبطال ليجسدوا أدوارهم، وعلى وجه كل منهم قناع جديد يرتديه، ويكشف من خلاله عن طاقة جبارة في التمثيل وتجسيد الشخصيات، ليتماهى كل منهم مع دوره ويذوب فيه حتى الرمق الأخير.

حيرة

تنظر إلى العمل، فتحتار في تحديد البطل الرئيس له، فتصنفهم كلهم أبطالاً، هذا في الجبروت، وهذه في الحب، وذاك في الظلم، وتلك في الإخلاص، ومن بينهم لا ترى «صاحب العمل» الفنان حبيب غلوم قد استأثر بالدور الأقوى لنفسه، رغم قدرته على تجسيده بكل براعة، ذلك لأنه يدرك تماماً أن البطولة الجماعية سر النجاح، وأن الأدوار المساندة قد تكون أقوى تأثيراً من الأساسية.

وبالحديث عن التأثير القوي، تقفز أمامك فوراً صورة الفنان مرعي الحليان في دور «العم سالم»، الرجل العجوز فاقد البصر، والأب لأبناء هجروه وتركوه وحيداً فنجح أحد أبنائه في خداعه والنصب عليه وسرقة ممتلكاته وأمواله.

الحليان مبدعاً

أرهقنا هذا الحليان، أتعبنا بذكائه، وأبهرنا بأدائه المحترف، ولم نعد نرى أنفسنا إلا أسرى مفاجآته التمثيلية، ليقنعنا في كل مرة بأنه الأفضل في كل دور يلعبه.

أما عبدالمحسن النمر، فهو الفنان الذي لا يسقط إلا واقفاً، وفي شخصية «سيف» راوغ وتحايل، وأضحكنا وفاجأنا بشخصية كوميدية من الدرجة الأولى، وأخرى صاحبة دهاء وحيلة، وميزة هذا النمر أنه يستطيع تجسيد مختلف الأدوار، فملامحه تعطيه الفرصة الكبيرة للتلون والتشكل حسب حاجة الدور

وبالحديث عن هيفاء حسين، فهي بطلة العمل بلا منازع، تجمعها الصدفة بزملائها الأبطال، ليكون لها مع كل منهم حكاية، وتبقى بكل براءتها المحرك الرئيس لكل الأحداث من حولها.

أناقة إخراجية

بمجرد الإعلان عن اسم أحمد المقلة كمخرج للعمل، تنبأ الكثيرون بنجاحه، وتفاءلنا بمسلسل محلي جديد يزيد بريق أعمالنا المحلية، وهذا ما تحقق، فقد أضفت لمسات المقلة الكثير للعمل، إذ نجح المخرج في تقديم صورة نظيفة ومتميزة بلا مبالغات، معتمداً على تقنية «الفلاش باك» في سرده لمشاهد من الزمن الماضي، ليزيد تعريف المُشاهد بالأحداث السابقة، ليعود بعدها إلى الحاضر بأناقة وسلاسة.

Email