بوتين إمبراطور روماني في ذكرى النصر

الكرملين ينفق 5 ملايين استرليني لمنع الأمطار فوق الساحة الحمراء

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في تحية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كشفت جمعية الفرسان الروس النقاب عن تمثال نصفي من البرونز له على هيئة إمبراطور روماني، احتفاءً بالذكرى السبعين لانتصار الاتحاد السوفييتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، وقد أنفق بوتين بالمناسبة (400 مليون روبل) خمسة ملايين جنيه استرليني للتأكد من أن تحول التكنولوجيا الروسية دون هطول الأمطار فوق الساحة الحمراء، أثناء حفل الاستعراض.

وأفادت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، في تقرير نشر أخيراً، أنه من الواضح أن جماعة الموالين لبوتين بقيت مصانةً من تأثيرات ضم القرم العام الماضي، وغزو أوكرانيا، وموقف التحدي المستمر بوجه قادة الغرب. إلا أن الوضع لامس آفاقاً جديدة، بعد أن كشف مناصرون لبوتين تمثالاً نصفياً له على هيئة قيصر روماني فاتح.

شيد التمثال المتملق متحصناً بدرعه الحديدية ومتوشحاً الرداء الروماني الفضفاض، على الطراز الذي كان سائداً في روما القديمة والمدخر لعظام القادة. وقد كشف عن التمثال النصفي، الذي نحتته جمعية الفرسان الروس في سانت بطرسبرغ، تمجيدا لذكرى انتصار روسيا على النازيين، في ملكية خاصة. وسيبقى في بلدة فارتمياجي الصغيرة الواقعة على الحدود الشمالية لمدينة سانت بطرسبرغ.

الفرسان والإمبراطور

وأعلن أندريه بولياكوف، القائد المحلي للجمعية، أن فكرة التمثال نشأت بعيد ضم إقليم القرم لروسيا العام الفائت، وقال: «تود جمعية الفرسان أن تحظى بإمبراطور لمدى الحياة، يمدّ الدولة بالقوة، ويهتم لمصير روسيا طيلة عمره. الرؤساء يجيئون ويذهبون، أما الإمبراطور، بصفته الرمز، فهو ما تحتاجه روسيا على الأرجح».

وأضاف فلاديمير بليانشيكو، أحد أعضاء الجمعية، وفقاً لصحيفة «تلغراف» البريطانية: «يجسد هذا التمثال صورة الرجولة، وعنوان النصر، إنه على الأرجح نموذج الديمقراطية الروسية».

ويعود أصل الجمعية إلى الفرسان الروس، الذين اعتادوا حراسة حدود روسيا القيصرية، والمشهورين بولائهم الشديد للكرملين. وقد استعمل النحات بافيل غريشنيكوف، لصناعة تمثال البرونز المقلد الذي ينتصب بارتفاع 50 سنتيمتراً تقريباً، مادة الراتينج الصمغية الاصطناعية.

بذخ كرمليني

وأشارت بعض المعلومات، في سياق احتفالي آخر بذكرى النصر، إلى أن الكرملين أبدى استعداده لإنفاق خمسة ملايين جنيه استرليني للتأكد من أن السماء لن تمطر فوق الساحة الحمراء، خلال مهرجان يوم النصر. وأكدت أيضاً قرار بوتين إرسال الطائرات لزخ الغيوم بمزيج كيميائي يضمن طقساً مشمساً في حفل ذكرى النصر السبعين للحرب العالمية الثانية، كما بمرور 15 عاماً على وجوده على رأس السلطة.

وتقرر، قبل موعد العرض، أن يقوم أسطول من الطائرات الروسية المتأهبة، بدءاً من الساعة السادسة صباحاً بالإقلاع من القاعدة الجوية شمالي موسكو لنثر مواد كيميائية متفاعلة فوق الغيوم الكثيفة،. وفي حين رمت هذه الخطوة إلى إغراق موسكو بأشعة الشمس، أو إبقائها جافةً على الأقل، خلال مراسم الاحتفالات بذكرى النصر الأكثر احتراماً على روزنامة روسيا، فإن البلدات والقرى المحيطة على امتداد 40 أو 60 كيلومتراً من العاصمة شهدت فيضانات كبيرة.

وأنفق مبلغ 400 مليون روبل روسي، في رقم قياسي خصص هذا العام، لاستخدام طائرات «أنتنونوف» و«إليوشين» لزرع الغيوم ضمن نظام أطلق أيام القائد السوفييتي السابق جوزيف ستالين.

وكان المتحدث العسكري الكولونيل فلاديمير ديرك قد تكلم سابقاً عن كيفية إطلاق الطائرات من قاعدة تشكالوفسكي العسكرية، قبل بدء الاحتفال على ارتفاع ثمانية آلاف متر لـ«تصحيح» الظروف الجوية المعاكسة، وقال: «من أجل تفتيت الغيوم، تستخدم القوات الجوية طائرتي نقل الركاب (آن 26) و(آن 12) المجددتين والمزودتين بالكواشف الكيمياوية».

وتتضمن الأنظمة عوازل النقل وانقشاع النيتروجين السائل التي تم تركيبها في مقصورات الشحن. كما جهزت تلك الطائرات بمعدات خاصة من القذائف المدفعية التي تحتوي مركب الفضة.

وفي نهاية الحقبة السوفييتية، اقترح مسؤول استخباراتي سابق في «كي.جي.بي» تسويق نظام تفتيت المطر في بريطانيا لحيلولة دون انهمار الأمطار أثناء دورة ويمبلدون لكرة المضرب. إلا أن الاقتراح لم يبصر النور على أرض الواقع، والروس يستخدمون تقنية تحفيز سقوط المطر بانتظام في المناسبات الكبرى. فاستخدمت مثلاً للتخفيف من حدة الفيضانات التي ضربت موسكو أثناء حفل ضخم للمغني مايكل جاكسون في الهواء الطلق.

استعراض تحذيري

نظام تحفيز سقوط المطر لا ينجح دوماً، ففي العام 2012 فشلت الطائرات في تصفية السماء المثقلة بالغيوم يوم احتفال النصر، في الوقت الذي ينفي الروس الانتقادات التي تشير إلى انعكاس العملية سلباً على البيئة.

وعكس الاستعراض القدرات التسليحية لروسيا، وأرسل تحذيراً للغرب من عدم التقليل من شأن القوة العسكرية لبوتين. وقاطع غالبية قادة الغرب احتفال ذكرى النصر السوفييتي، رداً على العدوان الروسي العسكري في أوكرانيا.

Email