ظاهرة خطيرة يعاني منها طلاب المدارس

«التنمّر» نيران تشعلها القسوة ويؤججها الدلال

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

انتشرت ظاهرة التنمر في المدارس، وازدادت شكاوى الآباء والأمهات من تعرض أبنائهم لعنف لفظي أو جسدي من قِبل زملائهم، ومحاولة إخضاعهم بالقوة لتلبية ما يريدون، ما دعانا للبحث وراء هذه الظاهرة والبحث في مسبباتها ووسائل علاجها، لنصل إلى أن الدلال المفرط والقسوة المبالغ فيها سبب اشتعال نيران هذه المشكلة.

«البيان» تواصلت مع ريم حسين، رئيسة لجنة حماية الطفل ومنسق اليونيسكو في المدرسة الأميركية الدولية بدبي، التي تحدثت عن آثار التنمر، لا سيما التنمر المدرسي الذي يعد ظاهرة خطيرة يعاني منها الكثير من الطلاب، ومشكلة حقيقية تؤرق الآباء والأمهات، لافتة إلى أنها تنتشر في الأوساط التي يكثر فيها احتكاك الفئات المختلفة من المجتمع كما في المدارس، وقالت: المشكلة الكبرى تكمن في إخفاء الطفل الذي يتعرض للتنمر الإيذاء اللفظي أو الجسدي عن أهله بسبب شعوره بالخجل أو خشية انتقام الذين تسببوا له بهذه الأزمة، فيعاني بصمت بالرغم من تذوقه مختلف أنواع التهديد والتسميات المضحكة عليه والإذلال، ما يعرضه لاضطرابات نفسية وعقلية خطيرة قد تؤثر سلباً على وضعه الاجتماعي والدراسي.

وذكرت حسين أن ظهور هذه المشكلة في مدارس الذكور يعود إلى طبيعة الأولاد الفطرية، فهم أكثر استعداداً للتنمر، لا سيما في مجتمعنا العربي الذي يميل إلى تعزيز الشخصية الذكورية في التربية، أما الفتيات فيظهر لديهن التنمر في إطار العلاقة الشخصية بين الأطراف وبأشكال كثيرة، أهمها التنمر العاطفي الداخلي والذي يظهر على هيئة حب التملك والتسلط، ومثال ذلك «أنت صديقتي فلماذا تسيرين مع غيري ؟».

دلال وقسوة

وتحدثت عن أسباب نشوء حالة التنمر لدى الطفل، وقالت: ينشأ التنمر لسببين، أولهما تعرض الطفل لمساحة كبيرة من الدلال المفرط الذي يفسده، وثانيهما تعرض الطفل للقسوة المفرطة ما ينتج شخصية عدوانية مكبوتة تمارس الدور نفسه على الشخصيات الأضعف منه .كما تحدثت عن وسائل الإعلام التي تبث أفلام الكرتون العنيفة، والألعاب الإلكترونية.

البيت والمدرسة

وأشارت إلى أن البيت والمدرسة شريكان في التعامل مع هذه المشكلة، وقالت: لكل طرفٍ دور عليه القيام به على أكمل وجه، فدور البيت يتمثل في تقوية روابط التواصل بين الأسرة والطفل وإفساح المجال امامه للتحدث عن يومياته، وتقوية ثقته بنفسه.

وعن دور المدرسة قالت: يتمثل دور المدرسة في تنمية حس الطلبة التوعوي تجاه إيقاف التنمر، وتكثيف الإرشاد التربوي تجاه الضحية المتنمر عليهم لمواجهة هذه الظاهرة، بالإضافة إلى تطبيق النظام وقواعد مُدونة السلوك المتفق عليها، وعدم التهاون تجاه شكاوى الطلبة وسلوكياتهم المخالفة للقوانين، وأخيراً، اتخاذ الإجراءات الرادعة للمتنمرين من قبل الإدارة المدرسية والمرشد النفسي والمجتمع من حولهم.

قوة وخضوع

لفتت ريم حسين إلى أن الشخص المتنمر يفرغ الضغوطات التي يتعرض لها في منزله على الآخرين ويزداد قوة بها، أما الشخص الذي يتعرض للتنمر، فهو ضعيف يزداد خضوعاً لعدم وجود كفاءات تربوية في المدرسة أو البيت تعيد التوازن له، ما يستدعي التعامل بحذر مع المشكلة.

Email