عودة أبنائها الغائبين تخرجها من غرفة الإنعاش

دراما سورية في رمضان بطعم الحرب

■ أيمن رضا في أحد مشاهد «بانتظار الياسمين»

ت + ت - الحجم الطبيعي

المشهد الدرامي السوري هذا العام بدا يأخذ منحى آخر مقارنة مع السنوات الأربع الماضية، فقد بدا انتاجها هذا العام أكثر قرباً من الواقع، وتلامساً لـ «الأزمة»، لتأتي مجموعة من أعمالها بطعم الحرب، التي منعت نجوم الدراما السورية من دخول مواقعهم لفترة طويلة تصل لنحو أربع سنوات اضطروا خلالها إلى هجران سوريا نحو دول أخرى، مكنتهم خلال السنوات الماضية من تقديم أعمال عدة، لم ير فيها المشاهد ما آل إليه الواقع السوري.

وفضلاً عن نوعية الأعمال التي تقدمها الدراما السورية هذا العام، سنشهد عودة نجومها القدماء، وهو ما يعد بمثابة انعاش لها، تمهيداً لخروجها من غرفة «العناية المركزة» التي دخلتها مع بداية شرارة الحرب، وهو ما قرأ فيه المتابعون للدراما السورية بأنه مثل إعلان تمرد على الواقع الذي أفضى بالدراما السورية في نفق مظلم.

بعودة النجوم بدأت الكثير من الكاميرات تدور في مواقعها داخل سوريا وخارجها، لتلامس بعض الأعمال الجديدة نبض المجتمع متأثرة بما يجري على الأرض من حرب، وتتناولها من زوايا إنسانية وعاطفية وكوميدية، لنجد في الجانب الآخر، أعمالاً لاتزال تحلق في فضاء البيئة الشامية، وأبرزها «باب الحارة» الذي يواجه في جزئه السابع الانتداب الفرنسي على سوريا.

شهر زمان

6 أعمال على الأقل تحاكي الدراما السورية من خلالها «الأزمة»، وفيها يطل مجموعة نجوم غابوا طويلاً عن الدراما السورية، ففي «شهر زمان» ينطلق زهير قنوع بمجموعة حكايات إنسانية تجري أحداثها الزمنية في شهر واحد فقط، ليصف قنوع الذي تولى تأليف وإخراج العمل، فيها حالات الحب في زمن الحرب والنزوح واللجوء، ليضم «شهر زمان» في قائمة أبطاله الممثل عباس النوري وديمة قندلفت وسمر سامي التي تعود للدراما بعد سنوات من الغياب.

الأمر كذلك ينسحب على مسلسل «عناية مشددة» الذي استقطب عباس النوري لبطولته، حيث يرصد العمل الذي يخرجه أحمد إبراهيم أحمد، الحياة اليومية في دمشق، بين عامي 2013 و2014، ليكون هذا العمل ضمن قوائم الأعمال الممنوعة من العرض على القنوات السورية الرسمية، فيما يطل مكسيم خليل وكاريس بشار في مسلسل «غداً نلتقي» الذي يتناول قضية النزوح السوري في لبنان.

على وتر الهجرة والنزوح يضرب المخرج ناجي طعمة في مسلسل «حارة المشرقة» الذي يشارك فيه مجموعة من الفنانين منهم سلاف فواخرجي وشكران مرتجى وأسعد فضة.

ليعيد مسلسل «في ظروف غامضة» الفنانين سلوم حداد ونسرين طافش إلى الدراما السورية بعد غياب طويل أيضاً، حيث يتحدث فيه الثنائي فادي قوشقجي في التأليف والمثنى صبح في الإخراج، عن العلاقات الاجتماعية والتبدلات الحياتية في سوريا اليوم.

أزمة اللجوء

قضايا سياسية واجتماعية وحياتية، يطرحها المخرج سمير حسن في مسلسله «بانتظار الياسمين» الذي يتعاطى مع أزمة اللجوء داخل سوريا، وفيه يعيد حسن نخبة من النجوم إلى مواقعهم، مثل سلاف فواخرجي، غسان مسعود وشكران مرتجى.

لتعود أيضاً الفنانة سوزان نجم الدين إلى الدراما السورية لتلعب دور البطولة في مسلسل «امرأة من رماد» للمخرج نجدت أنزور، وتمكن العمل ذاته من استقطاب الممثل زهير عبد الكريم بعد غياب 4 سنوات عن الشاشة.

كوميديا

أحداث «الأزمة» انسحبت أيضاً على كوميديا الدراما السورية، التي تمكنت من فرض نفسها، ففي هذا الموسم تطل الممثلة أمل عرفه في «دنيا 2» الذي يأتي بعد مرور 15 عاماً على تنفيذ الجزء الأول، ويتولى اخراجه زهير قنوع، ويلامس العمل واقع المجتمع السوري في قالب كوميدي. وتستمر في المقابل، سلسلة «بقعة ضوء» التي طرح قضايا «الحرب» في لوحات من الكوميديا السوداء. في سياق الكوميديا، تطل الفنانة جيني اسبر في مسلسل «جزيرة الأحلام» الذي يبتعد عن «الحرب» ليدخل في إطار الترفيه فقط.

Email