يتسلح بكاميرته لتسجيل لحظات سقوطها

محمد غلوم البلوشي يطارد الأمطار منذ 5 سنوات

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

مطاردة الأمطار هواية يمارسها الأشخاص الأكثر سعادة، وهي هواية لمحبي المغامرة والتحدي، تدفعهم رؤية الطبيعة الآسرة وقت سقوط المطر، والاستمتاع بقطراتها عندما تقع على أجسادهم، ليصبحوا أكثر سعادة من الأشجار وأشد فرحاً.

إنها حكاية الطبيعة، إنهم مجموعة كبيرة من الشباب، وجدوا في السماء مصدر سعادة وهواية لهم، والتي لا تقتصر على فصل الشتاء، وحسب، وإنما يستمتعون أكثر بمطاردة الأمطار في فصل الصيف.

«البيان» التقت محمد غلوم البلوشي عضو ومطارد في مركز العاصفة، والذي يمارس هواية مطاردة الأمطار منذ 5 سنوات، متسلحاً بعدسة كاميرته، ليكون مستعداً لتسجيل اللحظات السريعة والجميلة، وأكد أنه يستمتع بمطاردة الأمطار الصيفية التي يطلق عليها «الروايح»، وهي سحب رعدية تكون قبل أو بعد العصر، وعمرها قصير، وتتميز بغزارة أمطارها السريعة، وفي أوقات ذروة موسم الروايح تتميز بوديانها الجارفة.


التوقعات الجوية
وعن عشقة لمطاردة الأمطار، يقول محمد غلوم البلوشي: «تعلمتها من أحد الأصدقاء وهو يوسف الهاشمي، حيث اصطحبني معه وكانت درجة الحرارة آنذاك 45 درجة مئوية في دبي، ولحظة وصولنا لمنطقة المدام في الشارقة، وتفاجأت بسقوط الأمطار الغزيرة، وأصبحت درجة الحرارة 25 درجة، مع العلم، كنا في منتصف الصيف، ثم أصبحت هوايتي المفضلة بعد ذلك».

وأضاف: «يجب الاطلاع على خرائط الطقس والتوقعات الجوية من خبراء الأرصاد الجوية، وعن طريق الاطلاع الميداني من بعض الأصدقاء في المناطق المختلفة في أرجاء الدولة، للتعرف إلى أماكن وجود الغيوم وحركتها المعتمدة على الرياح والرطوبة».


مسافات محددة
البلوشي أشار إلى أن الأمطار الصيفية هي الأسهل للمطاردة، لعدم انتشار السحب في فصل الصيف، وهي لا تأخذ الكثير من الوقت، حيث تعتمد على وقت معين من السنة ومسافات محددة، وقال: «عادة نخطط لمثل هذه الأوقات قبل الانطلاق، ولكن في إحدى المرات، قطعنا مسافة طويلة لتوقعنا بسقوط المطر في أحد الأماكن، وللأسف، لم تتوفر العوامل الجوية التي تساعد على سقوط الأمطار، مثل الرطوبة وارتفاع درجات الحرارة وتصادم الرياح».

متعة الاستمتاع بالهواية لا تكتمل، إلا إذا وجدت أصدقاء يتشاركون الهواية نفسها، فالبلوشي يشارك مجموعات كبيرة من الأصدقاء الذين يتبادل معهم المعلومات عن أحوال الطقس، ويلتقي معهم في أماكن سقوط الأمطار، ويؤكد أن لقاء الأصدقاء وقت سقوط الأمطار هو أكبر دافع له في الاستمرار بهذه الهواية، لأنهم يتشاركون الفرحة مع بعضهم البعض.


أجهزة متوفرة
وحول استخدامات أجهزة قياس الرياح والرطوبة في الأجواء، لا يعارض البلوشي استخدامها، ويقول إنها تعد إحدى الوسائل التي تساعد مطارد الأمطار لمعرفة الأوضاع التي تحيط به، وهي أجهزة متوفرة ونستطيع الحصول عليها بسهولة، البلوشي عبر عن فرحته في لحظة سقوط المطر بالقول: «هي فرصة لاستشعار قدرة الخالق في الكون، والإحساس بالسعادة للوقوف تحت المطر وعند الجبال أو في السيوح في الشتاء أو الصيف، للاستمتاع بمنظر الوادي والدعاء لرب العباد بالرحمة والاستغفار».

"مركز العاصفة"

موقع يقدم أخبار المطاردات والغيوم، ويضم أكثر من 29,172 من الأعضاء، منهم المتخصصون في مطاردة الغيوم والأمطار، مقسمون لفرق عدة تتبع الأمطار في الإمارات، مثل فريق الفضائي والسهيلي والركامي والشرقي، والتي تستمد أسماءها من الرياح وظواهر الطقس في الإمارات، بعضهم يتابع الأمطار وحركة الطقس بواسطة الأقمار الاصطناعية، والبعض الآخر يدرس نتائج الطقس من المواقع العالمية، وآخرون يذهبون لمكان هبوب العاصفة، ليتمكنوا من تصوير العاصفة بالكاميرات والفيديو.

Email