ندوة تبحث تصاميمها البيئية وحقوق المستهلك والمشتغلين في القطاع

معايير أخلاقية للموضة تدعم الاستدامة والابتكار

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

عجلة الموضة لا تتوقف عن الدوران، صيفاً وشتاءً تضخ ملايين من التصاميم التي تظهر سريعاً وتختفي أيضاً سريعاً، فصيحاتها تعزف إيقاعاتها الجذابة لكل مستهلك على حده، فالملابس يعبر عنها الكثيرون أنها «حلاوة روح»، أي أنها سلوك شخصي ومتفرد أيضاً لتعدد الخيارات وانتقائية الأسلوب، ولكن هل سألنا يوماً كمستهلكين ومتابعين لجديد الموضة عن المراحل والأدوار التي تمر بها قطعة الملابس لكي تصل إلينا (من صنع ملابسنا)، هي جلسة نقاش للمتخصصين في مجال الموضة برعاية «إمباكت هب» حول المعايير الأخلاقية والعادلة للموضة وتسويقها لدعم الحفاظ على البيئة من خلال الاستدامة والابتكار.

حماية المستهلك

تقول ليزلي جورج مصممة الأزياء والباحثة في ثقافة الأزياء كل الأشياء والمشاهد تبدو مختلفة تماماً عن الواقع خلف الكواليس، فمع الاحتفال بإطلاق تصاميم عصرية باذخة تحصد الإعجاب والهتافات من الجمهور العريض، والذي بطبيعة الحال هو أيضاً المستهلك بغض النظر عن معايير القيمة الشرائية ونسبتها من مدخول الفرد، فالماركات التجارية «الأخلاقية» تتبوأ أفضل المواقع في الوقت الراهن، لأن المستهلكين يبحثون عن الجودة وعن الأشياء التي تدوم، لا تبلى ويتم رميها، كما يعود سبب شعبية مثل هذه التصاميم هو الطلب المتزايد عليها من قبل المستهلكين ولأن الناس بدأوا يشترون من القلب، فهم يدركون تماماً من أين صنعت ومن صنعها وكيف صنعت وشرائها يدعم حياة أكثر من 200 مليون شخص حول العالم يعملون بصورة مباشرة في صناعة النسيج الصديق للبيئة، فإذا كان عالم الأزياء يعلق الآمال على الموضة الأخلاقية فإن "الإبداع" هو المظلة الأخرى التي ستحمي المستهلك أيضاً.

أجور ضئيلة

وفى السياق تقول عائشة صديقة هي مصممة ومديرة إبداعية لشركة أزياء المستقبل إن في بعض عواصم الموضة العالمية، تغصّ واجهات المحال التجاريّة المشهورة بالكثير من الملابس الجميلة من أحدث الصيحات، التي تجذب إليها الكثير من الزبائن وتلبّي حاجاتهم المختلفة كل حسب ميزانيته، ولكن، ما لا يعرفه زائرو دور الأزياء هذه أنّ هذه الامتيازات المتعددة التي تقدَّم لهم على طبق من فضّة، لانتقاء ملابسهم، تأتي على حساب شريحة واسعة من الذين يعملون في صناعة الألبسة في ظروف صعبة.

عادة تدوير

ويؤكد أبو بكر أحمد أن مشروعه الأخير "الألياف الآسيوية" المتعلق ببناء مصنع لإعادة تدوير البلاستيك في رأس الخيمة أحد أكبر مشروعات إعادة التدوير في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، ويهدف المشروع لإحداث التغيير الفعّال في مجال إعادة التدوير في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي. ويرى أبو بكر أن شغفه بمبادئ الاستدامة والممارسات الأخلاقية في الإدارة هو المفتاح الحقيقي لنجاحه من خلال علاقة عادلة تربط الشركة بالأيدي العاملة في المشروع وفق قانون العمل بالدولة.

القيم الأخلاقية

ويرى الدكتور بيتار ستويانوف الذي أبدى التزاماً قوياً بتطبيق مفاهيمه التقنية في عالم الأعمال في مجال الأزياء مستخدماً المنهج العلمي التحليلي (الجنائي)، الذي يحلل بمقتضاه سلسلة تصنيع وتوريد الأزياء ويسعى لتحسين آليات العمل الحالية. كما يساعد المنظمات والجامعات على تطوير وتدريس واعتماد أفضل الممارسات المستدامة المبتكرة. إنه من خلال توريد خامات شفافة "تقودها القيم وليس الربحية" وذلك عبر ربط المصممين والمصنعين بمورّدين أخلاقيين يوفرون الاستدامة.

تستفيد من التكنولوجيا لتعزيز الشفافية في سلسلة توريد الخامات المعاد تدويرها عبر مصادقة الموردين بالاستناد إلى معاييرهم الأخلاقية والمرتبطة بالاستدامة والتعريف عنهم على منصة إلكترونية سهلة الاستخدام للمصممين والمصنعين، إن الموضوع البيئي مهم للغاية ليس فقط بسبب تأثيره على الموضة وإنما لأهميته في جوانب الاقتصاد كلها. ونحتاج كذلك أن نجعل الأشياء أكثر ديمومة بالنسبة لجيل المستقبل. من المهم أن نمضي في الطريق الذي لا يفضي فقط إلى إبداع موضة مستدامة بل تصميم موضة فخمة كذلك، أي تلك التي تلتزم المعايير الأخلاقية، المعايير التي لا تضر البيئة.

الموضة السريعة

وتعتقد سونيا كيربالاني التي نالت العديد من الجوائز كواحدة من أفضل 25 من الشباب الآسيوي الأكثر إنجازاً في دبي 2011، كما كُرمت من قبل شركة (إي اف اف) البريطانية الداعمة لأخلاقيات العمل الإعلامي تقديراً لالتزامها بنشر الوعي الأخلاقي المهني والابتكارات الإبداعية في الثقافة والتصميم والفنون والصناعات الحرفية في آسيا، أن اتجاهات الموضة تظهر وتختفي بسرعة متزايدة.

وتقول نور المقدم المدير التنفيذي - شركة انفنتيف لإدارة الفعاليات من الحلول البديلة لتحقيق الاستدامة جرى ابتكار مصطلح «إعادة التجارة» الذي يشبه التجارة الإلكترونية، لوصف الموجة الجديدة التي تمتد إلى ما بعد الملابس، فيجري تعديل بعض الملابس أو «إعادة تصميمها» بلغة أهل الأزياء، وكل قطعة جرت معالجتها للأفضل تلازمها كل الصفات التي يمكن أن تجلبها مفاهيم الاستدامة والبيئة والتجارة العادلة.

Email