الأخوان زيللنر يطلان بفيلم « كيمكو صائدة الكنوز»

أحد مشاهد الفيلم

ت + ت - الحجم الطبيعي

في إحدى شقق طوكيو المعتمة، تنتقل امرأة وحيدة بالمكان إلى مشاهد مينيسوتا المغطاة بالثلوج، وتضيع في ضبابية الصور، التي تتأرجح على الشاشة بين التقديم السريع والترجيع والتوقف، بينما هي مسمرة تبحث عن مدلولات ومعان وحين تتشابك لفافة الشريط المهترئ داخل آلة التسجيل تسحبه، وهي تزفر بغضب. ولا يمضي وقت طويل قبل أن تستقل الطائرة، متوجهة للبحث عن الغنيمة، التي دفنها ستيف بوسكيمي في فيلم «فارغو» المنتج عام 1996، التي تظن بطلة فيلم «كيمكو صائدة الكنوز»، رينكو كيكوشي، أنه حقيقي.

فانتازيا

وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، في تقرير نشر أخيراً، أنه على غرار ما يشير إليه عنوان الفيلم «كيمكو صائدة الكنوز»، وهو عبارة عن فانتازيا مستوحاة من إحدى الخرافات الحضرية، تتمتع البطلة المقصودة بالعنوان رينكو كيكوشي بالقدرة على ابتكار شيء حقيقي من آخر مزيف، فتعيد صناعة الفيلم وصياغته على قياس صورتها وشخصيتها، يمثل الفيلم الاستكشاف الأحدث لكيفية تكييف الإنسان الحديث لمخيلته وهويته استجابة للشخصية المسجلة، حيث يستضيف عالم الأفلام الحياة كما نتخيلها، حتى إنه يمكن أن يحول يومياتنا ويرسم معالمها، وفقاً لتلك الأفلام على الأقل.

ملامح

لم تكن الحقيقة هي ما سعى إليه الأخوان زيللنر مع البطلة «كيمكو» صاحبة الوجه الجامد والملامح المشدوهة، بل بدأت فكرة الفيلم، الذي حمل بصمتهما الإخراجية مع خبر العثور على جثة امرأة يابانية تدعى تاكاكو كونيشي في حقل في مينيسوتا عام 2001. وبدلاً من الغوص في ملابسات القضية، لفتت اهتمام الأخوين زيللنر التخمينات الواردة عبر الإنترنت عقب الكشف عن الجثة، التي تتمحور حول شائعات عن بحث عابر للقارات عن كنز مدفون في فيلم «فارغو».

مخيلة

وقال ديفيد زيللنر البالغ من العمر 41 عاماً في حديث مشترك مع أخيه المخرج ناثان زيللنر (39 عاماً): «لم تمض فترة من الوقت حتى كشف زيف الخبر، إلا أنه مع ذلك كان كافياً لتحريك المخيلات. أعتقد أنه يمكن ربط الفيلم بتاريخ الإخبار القصصي، والطريقة التي تشتق منها الخرافات بالاعتماد على أحد عناصر الحقيقة التي تتكدس عبر الأجيال».

انجذب المخرجان إلى مادة فيلم «فارغو» ليس لأنها تدعو، حسب قول ديفيد زيللنر «لتكرار مقزز» لعمل الأخوين كوين، بل لأنها تحفز على مغامرة ممتازة للبطل. تنتقل به من أزيز المكتب إلى مرتبة الفاتح المعاصر، وهو المسار الذي يتبعه الحالم منذ بداية الفيلم.

سيرة

ولد الأخوان زيللنر وترعرعا في كولورادو، وهما يعيشان اليوم في أوستن في ولاية تكساس الأميركية، ويتذكران أنهما تعاونا مع والدهما في مرحلة ما قبل المدرسة، لصناعة أفلام الكرتون، وقال ديفيد بهذا الصدد: «كما الكثير من الأولاد، كنا نقلد الأشياء التي نراها. وكان هناك الكثير من المحاكاة التهكمية الساخرة لعدد من الأفلام التي كانت تحقق نجاحاً كبيراً في حينها».

Email