أصواتهم تفوق أعمارهم

«منشد الشارقة الصغير» إبداعات بلاحدود

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 يدهشك ذلك الصوت المنطلق بقوة، عابراً كل الحدود، ليصل إليك ملامساً قلبك ووجدانك بكل ما فيه من أحاسيس، لتجد نفسك أمام معادلة غير متوازنة الأطراف، فالصوت كبير بحجم السماء، وصاحبه يحمل سنوات عمره القليلة بين يديه، ويلهو بها ببراءة. هذا هو «منشد الشارقة الصغير»، الذي انطلق في دورته الأولى جالباً معه أمطار الخير، في موسم يفتقر فيه الفن للأغنية الهادفة والراقية، حيث انتشرت السمعيات الرديئة، واكتظت بها الساحة.

«البيان» تواصلت مع المنشدين الصغار الذين عبروا عن سعادتهم بالمشاركة في البرنامج، ومع أعضاء لجنة تحكيم البرنامج الذين أكدوا أن المستقبل يحتفظ بزوايا مشرقة يضيئها الإنشاد، ذلك الفن الراقي الهادف الذي أصبح اليوم مسؤولية صغار يمتلكون أصواتاً أكبر منهم بكثير.

رسالة

ذكرت الطالبة موزة النقبي بمدرسة جمانة بنت أبي طالب، أن مشاركتها بالبرنامج جاءت لرغبتها في إظهار موهبتها للجميع، وقالت: أمتلك موهبة راقية يحق لي أن أفخر بها أمام الناس، وهدفي من المشاركة بالبرنامج توصيل رسالة مغزاها أن هناك فنوناً تستحق الدعم والتشجيع.

ولفتت النقبي إلى أنها تتدرب بشكل يومي، وقالت: أحرص على التدريب لأصل إلى هدفي، إذ أستمع كل يوم إلى أناشيد جديدة وأرددها، وأصحح أخطائي في كل مرة، وقد وجدت التشجيع من قِبل عائلتي ومعلماتي في المدرسة وصديقاتي.

تدريبات مكثفة

وعبر الطالب خالد حازم بمدرسة سلمان الفارسي، عن سعادته بالتأهل للمسابقة الختامية، وقال: سعيت جاهداً لإثبات موهبتي للجميع، واخترت طريق الإنشاد كونه فناً راقياً يمتاز بالكلمات الجميلة والألحان المتميزة، وبداخلي رغبة حقيقية في الفوز بالمركز الأول، وهذا ما يجعلني أكثف التدريبات، ويشجعني في ذلك والداي والمحيطون بي.

دافع

ولأنها وجدت نفسها في الإنشاد أكثر من أي شيء آخر، اشتركت الطالبة مريم محمد بمدرسة جمانة بنت أبي طالب ببرنامج «منشد الشارقة الصغير»، وقالت: اخترت الإنشاد لرغبتي في التعبير عن موهبة حقيقية بداخلي..

ولتوصيل صوتي للجميع، لا سيما أن هذا الفن يمتاز عن غيره بكلماته الرقيقة الهادفة التي ترتقي بالكبير والصغير. وذكرت مريم أنها تتدرب بشكل يومي، وقالت: أريد أن أثبت أنني أستحق التأهل للمرحلة النهائية، وقد وجدت التشجيع من عائلتي وهذا يزيد دافعي للفوز باللقب.

بشرى خير

عبر الفنان عبدالله الشحي عن فخره بالمنشدين الصغار، وقال: فوجئنا بالأصوات التي سمعناها في برنامج «منشد الشارقة الصغير»، وخصوصاً النخبة التي تأهلت للحلقة النهائية، ووجدت في دواخلهم رغبة كبيرة في التعبير عن أنفسهم ومواهبهم، بالإضافة إلى حرص حقيقي على الفوز باللقب، وذلك من خلال التدريبات المتواصلة، واهتمام أسرهم ومدارسهم بدعم موهبتهم، وهذا يبشر بالخير فيما يتعلق بتنشئة جيل جديد.

ولفت الشحي إلى أن الأصوات أكبر من أصحابها، وعكست المواهب المشاركة في البرنامج رغبة حقيقية في الارتقاء بالفن الراقي، وقال: ما يميز هذا البرنامج عن غيره هو المحتوى والمضمون..

وتعاون جميع الأطراف كالأسرة والمدرسة والمجتمع في إبراز مواهب جميلة ووضعها على الطريق الصحيح للاتجاه بها نحو النجومية. وذكر أن الشارقة نجحت اليوم في احتضان المواهب، وأصبحت مركزاً لتصديرها إلى العالم، واعداً الجمهور بأن البرنامج سيقدم كوكبة من المبدعين الصغار في المرحلة المقبلة.

قدرات كبيرة

«أصوات مصقولة وإمكانات عالية» هذا ما وصف به الفنان أحمد المنصوري المشاركين في برنامج «منشد الشارقة الصغير» لافتاً إلى أن أصواتهم فاقت بجمالها أصوات المنشدين الكبار..

وأضاف: رغم أن التعامل مع الطفل صعب، إلا أن فضولي دفعني للموافقة على المشاركة بالبرنامج كعضو لجنة تحكيم، رغبة مني في سماع أصوات لم أسمعها من قبل، والحقيقة أنني فوجئت بقدرات كبيرة لدى جيل جديد يحمل راية الفن الهادف ويمضي بها بكل ثقة.

وأشاد المنصوري بإحساس المنشدين الصغار، وباختياراتهم للأناشيد، مشيراً إلى قدرتهم الكبيرة على تقديم أصعبها.

10 متأهلين

من بين 100 طالب وطالبة تم اختيارهم من مدارس الشارقة، تأهل 10 طلاب للمراحل الأخيرة من برنامج «منشد الشارقة الصغير»، وها هم يتنافسون الليلة على اللقب أمام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على مسرح قاعة المدينة الجامعية في الشارقة، بعد تدريبات مكثفة واختبارات عدة اجتازوها بنجاح.

Email